روايه كامله جميله
الجالسه علي أحدي المقعدين و ترتدي زيا أسود أما عمر فكان يرتدي بدله حمراء ..
جلس عمر بهدوء قبالة مريم و رفع رأسه بحزن ..
نظرت إليه مريم قائله
_ قالولي إنك طلبت تشوفني .. خير !
_ ده الطلب اللي طلبته منهم قبل تنفيذ حكم الأعدام ..
_ طيب و عايزني في أيه ..!
_ سامحيني يا مريم ... أنا عارف إنه صعب إنك تسامحيني .. بس أرجوكي حاولي .. ماكنتش أعرف إنك للدرجه دي بتحبيني .. إنتي ضحيتي كتير علشاني .. و أنا ماستهلش ذره من حبك ده ..
_ ما عاتش ليه لزوم الكلام ده يا عمر .. ربنا هو اللي يسامحك لكن ..آآ لكن أنا بشړ مش سهل أسامحك علي أيه و لا أيه ....آآ .. عن أذنك .
لم تنتظر مريم رد عمر فوقفت سريعا و هي تبكي و ضړبت علي الباب و ما أن فتحه العسكري حتي هرولت للخارج واضعه يدها علي فمها لتكتم بكائها و شهقاتها تاركه عمر يبكي بحسرة و يندم علي ما أقترفه في حق مريم .... و لكن هل البكاء يعيد ما كان ....... !
بمشفي الأمراض العقليه ..
وقفت مريم لتتحدث مع الطبيب ..
_ أيه يا دكتور مفيش تحسن ..!
هز الطبيب رأسه نافيه و قال بيأس
_ للأسف زي ما إنتي شايفه ... علي طول قاعده لوحدها ټعيط شويه و تضحك شويه و مش بتقول غير جمله واحده .. كريم ليا أنا لوحدي ..
نظرت مريم ناحية بسمه التي كانت جالسه بحزن في الحديقه الخاصه بالمشفي و تنهدت بحزن قائله
_ إن شاء الله .. عن أذنك ..
أنصرف الطبيب و ألقت مريم نظره أخيره علي أبنة خالتها بسمه و غادرت ..
.............................
وصلت مريم إلي المقاپر ممسكه ببعض الزهور ..
وقفت أمام أحد القپور و وضعت عليه الورود ثم مسحت بعض العبرات قائله بحزن
_ مش هنساك يا كريم ... ممكن ماكونش حبيتك للدرجه اللي أنت حبتني بيها ... بس صدقني يوم ما فكرت أرتبط بيك مكنش علشان أنتقم من عمر و بسمه ... لا .. حب عمر خلاص .. بقي معډوم عندي .. أنا أرتبط بيك علشان حبيت أبدأ معاك حياه جديده .. بس ماكنش من نصيبنا ... مع السلامه يا كريم ...
ظلت مريم تتجول بالشوارع حتي وصلت أمام النيل في مكان هادئ و نظرت إلي الماء بحزن قائله لنفسها
أنا أتمنيت حاجات كتير أوي ... بس مفيش حاجه أتحققت من أحلامي ... حياتي كانت كابوس كبير أنا عشته ... بس خلاص فوقت منه .. بس خسړت كتير و كتير أوي كمان ...
تنهدت مريم بحزن قائله بصوت منخفض
و لا في عمر ولا بسمه و لا كريم ... و لا حتي مريم القديمه ... حياتي هبدأها من جديد .. و أحلم من جديد
رفعت مريم رأسها بدموع قائله جملتها الأخيره
_
خلاص.. يا كوابيسي أنتهيتي ...!!
ألتفت مريم للرحيل و لكن توقفت فجاءه عندما شعرت بدوار شديد و سقطت أرضا و ألتف الناس حولها ليروا ما بها
_قومي يابنتي جرالك أيه ..!
فتحت مريم عيناها بصعوبه و ظلت تدعكهما ثم نظرت حولها بعدم فهم قائله پصدمه
_ ماما ... !
إنتي بتعملي أيه هنا .. و جيتي أزاي ..!
لوت رانيا فمها في ضيق قائله
_ أيه اللي جيت أزاي دي يابت حبيبتي خالتك رباب كانت عايزه تكلمك و موبيلك عمال يرن و إنتي و لا بتردي ..
حاولت مريم إستيعاب ما حدث و وضعت كفها علي رأسها قائله پألم
_ أنا مش فاكره أي حاجه .. غير إن عمر كان هنا ..آآ ..آها و قال هيسافر ... و و أنا كلمت خالتي رباب و و روحتلها و إنتي كمان اه إنتي كمان روحتي معايا ..
هزت رانيا رأسها بالنفي قائله
_ فعلا عمر كان هنا ... و قال إنه هيسافر بس إنتي ماردتيش علي رباب و و لا أنا و لا إنتي روحنا .. إنا لما قلقت عليكي دخلت لقيتك نايمه و بالعافيه صاحيتك دلوقت.. !
_ هي الساعه كام دلوقت ....!
_ الساعه واحده باليل يا حبيبتي .. !
_ يااااه .. ده أنا نمت كتير أووي كده بقي .. !
أقتربت رانيا من إبنتها و أحتضنتها قائله بحنان
_ مريم إنتي كنتي بټعيطي ليه ... !
رفعت مريم رأسها ناحية رانيا و عقدت حاجبيها قائله
_ ليه بتقولي كده يا ماما ...!
مدت رانيا يدها ناحية الكوميدينو المجاور للسرير و جذبت صورة عمر و وضعتها أمام مريم قائله
_ بعد ما عمر ما مشي دخلت أطمن عليكي لما اتأخرتي لقيتك نايمه و حاضنه الصورة دي و وشك كله دموع أنا عارفه إنك بتحبيه بس للدرجه دي ....!
أبتسمت مريم لوالدتها ثم فركت كلتا يديها قائله
_ مش هكذب عليكي يا ماما ... لحد الصبح كنت بعشقه .. !
عقدت رانيا حاجبيها قائله
_ يعني أيه لحد الصبح دي كنت بعشقه ... لو بتحبيه أنا مستعده أعرفه و ...
أمسكت مريم كف و الدتها مقاطعه لها
_ أوعي يا ماما ... أنا عندي كرامه و مش رخيصه كده و بعدين الشويه اللي نمتهم دول زي ما يكونوا ست سنين عرفوني مصيري لو أتجوزت واحد مش بيحبني ... !
_ مش فاهمه يابنتي ... هو إنتي كنتي بتحلمي يعني .. !
أبتسمت مريم بسخريه قائله
_ ده مش حلم ... ده كابوس و الحمد لله إنه مش حقيقي .. و صدقيني أنا خلاص شيلت عمر من دماغي من دلوقت و أهو كمان ... !
أمسكت مريم بصورة عمر و مزقتها أربا صغيره و ألقتها بالسله و خرجت من الغرفه ...
وضعت رانيا يدها أسفل ذقنها قائله
_ ربنا يهديكي يا مريم ... !
........................
في اليوم التالي ...
في منزل بسمه
جلس عمر أمام كلا من عمته راويه و زوجها عبد الله ...
سعل عمر بهدوء ثم نظر ناحية عمته قائلا بتوتر
_ عمتو أنا ... إنتي عارفه إني هسافر برا أشتغل و بمرتب خيالي و كنت عايز أخطب بسمه قبل ما أسافر ... و لما أجي في أول أجازه ليا نتجوز .. !
أنفرجت أسارير راويه بعد سماع ما قاله عمر ثم نظرت بإبتسامه ناحية زوجها عبد الله ...
نظر عبد الله ناحية عمر قائلا بجديه
_ يابني أنا مش هلاقي أحسن منك لبنتي بس في الأول و الأخر الرأي رأي بسمه ...
لكزت راويه زوجها في كتفه قائله بإبتسامه واسعه
_ ماتخفش يا عمر يابني أنا بوعدك إن بسمه هتكون ليك ...
وقف عمر و هو يبتسم قائلا قبل أن يرحل
_ أتمني ده يا عمتو ... أستأذن أنا بقي ...
_ طيب ماتخليك يابني شويه .. !
_ معلش يا عمتو علشان أفاتح بابا في الموضوع ... !
....................
داخل غرفة بسمه
ظلت بسمه تتحرك في الغرفه و هي تضع الهاتف علي أذنها قائله
_ ليه مش عايز تفهم يا كريم إن أنا بحبك ليه مش بتهتم بيا زي ما أنا
بهتم بيك ... !
_ بسمه لو سمحتي أنا مش فاضي اه و بقولك ... أنا لازم أشوفك النهارده فيه موضوع مهم لازم أكلمك فيه ... !
_ أوكي يا كريم أستناك بعد ساعه في الكافيه اللي بنتقابل فيه تما....
قطع حديث بسمه دخول راويه المفاجئ مما جعل بسمه تنهي المكالمه فورا
_ بترغي مع مين يا زفته كل ده ..
نفخت بسمه في ضيق قائله
_ قولتلك ألف مره يا ماما تخبطي قبل ما تدخلي ... !
جلست راويه علي الفراش و لوت فمها في أنزعاج قائله
_ أتنيلي ... المهم تعالي أترزعي جنبي هنا عايزكي في موضوع مهم أوي .. !
نفخت بسمه في ضيق و ألقت الهاتف علي الفراش و جلست بجانب و الدتها قائله
_ نعم عايزه أيه ... !
وضعت راويه كفها علي فخذ بسمه قائله
_ عمر ابن خالك متقدملك ... و عايز يخطبك قبل مايسافر ها أيه رأيك ..!
ضحكت بسمه بسخريه قائله بسخط
_ عمر مين ده اللي أبصله ... عمر ده أخره واحده زي مريم أهي بتحبه .. !
_ نعم يااختي .. هتسيبي الواد للعقربه أختي و بنتها المسهوكه بقولك أيه يا زفته ... الواد شاطر و مهندس و هيسافر يشتغل و يبقي معاه فلوس كتير و لا إنتي وش فقر زي أبوكي ...!
وقفت بسمه متجها ناحية الخزانه قائله
_ فكك مني يا ماما ... و يلا أطلعي علشان هغير ...
وقفت راويه و وضعت كف علي كف قائله
_ رايحه فين يابت .. !
ألتفت بسمه إليها قائله
_ رايه درس يا رورو ... و يلا بقي طرأينا ... !
................................
في منزل عمر
_ يعني أيه يا عمر ... !
قالها مجدي و هو ينظر إلي إبنه بجديه .
تنهد عمر بهدوء قائلا
_ زي ما حضرتك سمعت يا بابا ... أنا فاتحت عمتي راويه في موضوعي أنا و بسمه ..
ثم وقف عمر و سار ليجلس بجانب و الده قائلا
_ بابا .. أنا لو أتجوزت مريم زي ما حضرتك ما عايز يبقي هظلمها معايا لأني مش بحبها و عمر ما فلوسها هتكون حل بينا ... أنا بحب بسمه و مش هتخلي عنها و إن شاء الله ربنا هيكرمني وأسعدها .. !
اومأ مجدي برأسه ثم وضع كفه علي فخذ عمر قائلا
_ ربنا يسعدك يابني ... !
.......................................
في منزل مريم
ظلت مريم جالسه علي الفراش تفكر فيما حلمت به منذ البارحه و لم تنم ...!
تنهدت مريم في هدوء محدثه نفسها
_ ياااه ... هو ممكن يكون في حلم كده ده أنا زي ما أكون عشته بالظبط ... و لا حسيت كأني عشت السنين دي بجد ... بس الحمد لله جالي في وقته ..
ثم سمعت رنين هاتفها فضغطت علي زر الإيجاب قائله
_ الو أيوه يا خالتو رباب ...
_ بقي كده يا مريم ... أفضل مستنياكي و ماتجيش .. !
_ معلش يا خالتو .. نمت ..
_ طيب يا حبيبتي ... عمر كان عندكوا أمبارح صح .. و قال قدامكوا إنه يعني ...
_ اه يا خالتو ... هيسافر يلا ربنا يوفقه ... و يسعده ..
_ إنتي مش زعلانه إنه هيمشي ... !
_ لأ ... أنا قررت ابدأ صفحه جديده من غير عمر ... بلاش نكذب علي بعض .... أحنا عارفين إن معاملة عمر مع بسمه غيرنا كلنا ... !
_ يعني أيه ...!
_ يعني ربنا يكرمه و يحققله اللي بيتمناه بعيد عني ...
_ طيب