ارض زيكولا 3
انت في الصفحة 1 من 3 صفحات
فأجابه العجوز أيوة.. عندهم حق يمكن دي معلومة أنا الوحيد اللي أعرفها .. إن من خمسين سنة لما نزلنا احنا الأربعة.. منزلناش سرداب فوريك.. ويمكن عشان كده طلبت من جدك إنه يسيبنا لوحدنا.. لأني مش عايز أحطم نقطة فخره بنفسه...
أومال النفق اللي نزلتوه ده كان إيه
النفق ده مجرد طريق السرداب فوريك.. والدليل على كلامي إن النفق على عمق مش كبير.. وله مسافة معينة والدليل الأكبر إن لمبات الجاز انطفت بعد دقايق من نزولنا...
أه.. العفاريت ...
فضحك الرجل
لا تقصد التهوية .. النفق غير السرداب.. الأكسجين في النفق قليل.. وتقريبا ممكن ميكونش موجود لو باب النزول اتقفل.. ووقتها لما لمبات الجاز انطفت أنا قلت عفريت.. والكل خاف وجري بس بعد كده اكتشفت إنه كان خيال حد فينا.. ومن جوايا كانت سعادتي ملهاش وصف.. لأني حسيت إني حطيت رجلي على أول طريق السرداب.. وفضلت حاطط أمل
فاتت والمړض حاصرني وفضلت مستني اليوم اللي
ينزل فيه حد غيري السرداب.. ويحقق حلمي.. ثم أخرج
كتابا قديما من معه.. و . وأكمل
الكتاب ده من نسخة واحدة.. اللي كتبه شخص نزل
السرداب قبل كده.. لقيته بالصدفة في كتب والدي لما كنت شاب.. لكن للأسف عامل الزمن كان أثر عليه
قبل ما ألاقيه.. فكان السليم منه تقريبا عشر ورقات بتتكلم عن سرداب فوريك.. ثم أعطى الكتاب لخالد...
وأشار إليه أن يقرأ سطور الكتاب بصوت عال... أخذ خالد الكتاب ليقرأ وريقاته.. بينما جلس العجوز ليستمع إليه ويحتسي كوب الشاي الذي برد بالفعل... وبدأ خالد في قراءة سطوره المكتوبة بخط اليد.. والتي تحدثت عن فوريك أحد الأثرياء الذين تواجدوا في العصر المملوكي.. وكان يمتلك تلك المنطقة التي توجد بها بلده البهو فريك التي كانت تسمى وقتها ... بهو فوريك.. وما يحيطها من بلدان وقد أمر أن يتم حفر ذلك السرداب على عمق كبير كي يكون ملاذا له ولأهل مدينته إن تعرضت بلاده لأي غزو .. واستغرق حفره وتشييده أكثر من خمسة عشر عاما.. وخزنت به
ثم تحدث من قام بكتابته عن رحلته للسرداب.. وعن
ذلك النفق الذي لا توجد به تهوية.. ولابد من تجاوزه
في أسرع وقت إلى السلم الحقيقي للسرداب.. والذي
يمتد لأكثر من ثلاثين مترا تحت الأرض.. ومنذ تلك
اللحظة فلن توجد أدنى مشكلة بالتهوية.. فقد صمم
هذا السرداب بكل براعة.. لا يعرف كيف تمت تهويته
بتلك الطريقة.. أما تعجب خالد فقد زاد حين قرأ أن
السرداب لا يكون مظلما ليلا يوم يكتمل البدر في
السماء رغم وجوده تحت الأرض.. إنهم مهندسو
الماضي.. يا لها من براعة.. حتى انتهت العشر ورقات
حين كتب صاحبه كنت أظن أن الكنز الدقيقي هو الثروات التي خزنت
به.. ولكنني اكتشفت ما هو أثمن من ذلك