قصه الخائڼ
قال
حاضر
ثم أغلق معها الهاتف ونظر لخاله وجده يبتسم فقال الصغير
ايه يا مو هتسيبها كده دى واقعة فيك ع الأخر و بتحبك جدا
أخذ منصف نفس عميق ثم قال
هنرجع وقريب إن شاء الله متقلقش بس لحد ما ده يحصل نفذ ليها رغبتها ابقى طمنها عليا وابعتلها صورى زى ماهى عاوزة
يا مو يا تقيل أنت
فهز رأسه بآسى على ذلك الصغير
جلست أصالة فى منزلها وهى تشاهد بعض مشاهد الفيديو على هاتفها الخاص ولكنها كانت تشعر بضجر شديد حتى إنها لم تكن منتبهة لما تشاهده فاستمعت إلى صوت أحدهم يطرق باب غرفتها فعلمت انه نادر لذا قالت
دلف نادر للداخل ثم جلس بجوار شقيقته وقال
أنا عارف أن بقالك فترة كبيرة مش بتروحى الجامعة ومقدر ده يس عندى شغل لمدة أسبوعين فى اسكندرية وفى نفس الوقت مش قادر اسيبك لوحدك وشايفها برده فرصة كويسة ليكى تغيرى جو أنتى شايفة ايه !
ابتسمت أصالة ثم قالت
فكرة حلوة أنا محتاجة فعلا أغير جو
ابتسم نادر ثم قال
هزت أصالة رأسها بالإيجاب
كان مدحت الشريف فى مكتبه أغلق الهاتف وهو على وجهه ابتسامة فسئله الرجل الخاص يه
خير يا باشا
من ساعة مۏت أنس والشغل بتاعنا بقى كويس جدا وشغلهم هما فى النازل حلنى بقى عقبال ما يجيبوا واحد زى أنس ويفهموه كل حاجة
بس مش صعب
بس العين عليهم دلوقتي فهيبقى صعب عموما البضاعة بتاعتنا هنستلمها أخر الاسبوع نبه ع رجالتنا وبالذات فى المخازن
انتهت آسيا من عملها وذهبت نحو سيارتها استقلتها ثم شجعت نفسها على أن تبعث رسالة إلى يونس كى تتحدث معه أمسكت الهاتف ثم بدئت بكتابة
وحشتنى اوووى يا يونس
أنا آسفة حقيقى مش عارفة اقولك ايه ومش عارفة أعبر ليك عن اللى جوايا
أرجوك كلمنى ادينى فرصة أشرحلك كل حاجة بس متبعدش عنى كده
كتبت ذلك ووجدت أن دمعة من عينيها قد نزلت فتلك هى المرة الأولى التى تفعل فيها ذلك لشخص شعرت وكأنها تتذلل له ولكنها تستحق فهى من أبعدته عنها بتلك الطريقة وعليها تحمل العواقب
أيوة يا باشا أنا من التحريات اللى عملتها عرفت أن جوز اخته هو اللى كان مبلغ عن الاخيرة
صمت عاصم قليلا ثم قال
يعنى هنخلص منه ! اه اه فهمت بلاش فعلا نفتح العين علينا اليومين دول ملهاش لازمة الموضوع لحد أنس وانتهى كده بس مدحت طول عمره كان بيكره أنس وهو و أنس علاقتهم كانت متوترة و
تمام خلاص أنا هتصرف واخلى الرجالة تنقل البضاعة عن طريقه بدون ما يحس أنه شغل أنس ماشى يا باشا
مر نهاية الأسبوع دون أن يحدث أى جديد فبالرغم من أن يونس قد قرأ رسالة آسيا ولكنه لم يهتم لا بحديثها ولا أى شئ تركها تتعذب أكثر وأكثر بسبب صمته ذاك
بينما مراد قد عاد ليقضى نهاية الأسبوع مع اهله وشعر بأن آسيا ليست على ما يرام ولكنه لم يستطع أن يعلم ما السبب ورا ذلك
بالسعادة وهى ترى صوره وتطمئن عليه من بعد
إما عن أصالة فقد ذهبت مع شقيقها إلى الأسكندرية لكى ټشتم هواء نظيف وتغير المزاج
الحالى لها
فى فجر يوم
السبت
جلست أصالة على الشاطئ بعد أن تركت الشاليه الخاص بشقيقها وتركته نائم بمفرده لكى تنظر للبحر و تتذكر كل ذكرياتها الأليمة تذكرت حين كان يزعق بها أنس دوما خوفا عليها فأبتسمت قليلا ثم تذكرت أسلوبه العڼيف معها يوم عيد مولد هايا وجعلها ترقص معه دون رغبتها فنزلت الدموع من عينيها لاحقتها الذكريات المرة الأولى حين أخبرها عن حبها وسعادتها التى لم تكن توصف وقتها تذكرت شجارهم سويا وكيف كان يجعلها كل ما حزنت منه فقد كان أسلوبه معها تارة يكون جاف وتارة يكون رقيق لم تكن تفهمه ولكنها كانت تحبه لن تكذب على نفسها فصډمتها به لم تكن عصاة سحرية لتقتل الحب الذى بداخل قلبها له ولكن تذكرت قسوته معه خيانته لها التى رأتها بعينها وهو يكاد تلك الفتاة التى معه ولكنها رغم ذلك صدقته وكذبت عينيها نزلت الدموع من عينيها ولكنها ابتسمت بسخرية على حالها تذكرت إنه حتى وهو يعتذر لها كان أسلوبه قاص وفى يوم خطوبة هايا معاملته الجافة لها التى لم تكن تفهم
سببها لذا وقفت عن الشاطئ وذهبت تجاه المياه لعلها تغسل تلك الذكريات وتتركها فى البحر وتصعد مرة آخرى بدونها
فى تلك الأثناء كان مراد قد وصل أمام منزل على البحر خاص بصديقه فقد وعده أن يقضى معه يوم السبت بعد عودته من السويس
ترجل من سيارته واتجه إلى شاليه صديقه لكنه نظر إلى الشاطئ الذى منزل صديقه فتفاجئ بوجود فتاة فى البحر تغطس فى الماء ثم تطفو مرة آخرى على سطح المياه
الحلقة السابعة والعشرون
نظر مراد إلى ساعة يده وجده الخامسة صباحا فنظر مرة آخرى للبحر وجد فتاة تبدو وإنها ټغرق وتحاول أن تطفو على سطح البحر ولكن البحر يأخذها مرة آخرى وتهبط فردد بذهول
معقول فى حد ينزل البحر فى وقت زى ده !! ولا انا بيتهيئلى
لم يفكر كثيرا فذهب تجاه البحر مسرعا وأتجه نحو تلك الفتاة وجدها على وشك الڠرق بعد أن فقدت وعيها تماما ثم عاد بها مرة آخرى على الشاطئ وضعها على الشاطئ برفق ونظر لها لم يعرف اذ كانت مازالت على قيد الحياة أم لا لذا ظل يضغط على قلبها بيديه حتى خرجت المياه المالحة التى بلعتها ثم بدئت بفتح عينيها الزرقاء أبتلع مراد ريقه ثم قال
هى دى جنية ولا ايه !!
ثم هز رأسه بآسى ثم قال
ايه اللى بقوله ده !!
لم تكن أصالة بوعيها تماما فقد كانت تشعر بأعياء شديد لذا نظرت أمامها وجدت رجل غريب أعاد مراد خصلات شعره المبتلة للخلف ثم قال
أنتى كويسة !
رمشت بعينها قليلا فتابع هو
حد ينزل المايا فى وقت زى ده !! ولا أنتى كنتى عاوزة تنتحرى !
هزت رأسها نافية ثم اعتدلت قليلا وهى تأخذ أنفاسها
انتى خرسا مبتكلميش
نظرت له بحدة ثم قالت
مش خرسا وخلصنا بقى شكرا
بس محدش عاقل ينزل المايا فى وقت زى ده ويكون لوحده كمان كان ممكن لا قدر الله تموتى وأزاى أهلك يسمحولك تنزلى فى وقت زى ده !
زفرت هى بضيق فلم تكن بحاجة لمن يؤنبها
مش وقتك وأنا اصلا مكنتش بنتحر ولا شئ اعتقد مش من حقك تستجوبنى اصلا
ثم نهضت أصالة وركضت نحو منزل شقيقها فهز مراد رأسه بآسى ثم نظر لملابسه المبتلة تلك وزفر بضيق وأتجه نحو منزل صديقه هو الآخر
فى الصباح
أستمع يونس إلى صوت أحدهم يطرق باب منزله ففتح الباب فوجد باقة من شخص يحمل باقة من الورود فنظر له الشاب الذى أمامه وقال
حضرتك يونس علام !
هز يونس رأسه بالإيجاب فأعطاه الشخص الباقة نظر يونس للباقة والبطاقة فمسكها ثم قرأ ما بها
أرحم قلبى
ولا تعذبه أكثر من ذلك
آسيا
ابتسم قليلا ثم هز رأسه بآسى وقال
بعتالى ورد هو انا سوسن طريقتك مدكرة زيك لما تتعلمى تبقى أنثى هبقى اسامحك
فى تلك اللحظة أتت هايا من خلفه ثم قالت
مين جاى بدرى كده
ارتبك قليلا ثم قال
ها ! مفيش ورد جيلى عشان تعبان شوية
تعبان !! مالك يا يونس !
حك ذقنه بيده ثم قال
شوية برد و
ابتسمت هايا ثم قالت
والبنوتة اللى أتصلت بيك من يومين اللى لما سمعت صوتى وعرفت إنك قاعد معايا قفلت السكة مش كده ! أنا عاملة ليك مشكلة مع حبيبتك مش كده يا يونس
قالت تلك الجملة وقد ترقرت الدموع من عينيها فقال يونس
أنتى هبلة !! الموضوع مش كده خالص وهى ملهاش حق تدخل فى وجودك من عدمه فى حياتى المشكلة اللى بينى وبينها أكبر من كده بكتييير يا هايا وهى عمرها ما هتتغير أنسيها خالص
صمتت هايا قليلا ثم هزت رأسها بالإيجاب فأبتسم يونس عليها
ثم قال
يلا ادخلى اوضتك ذاكرى
حاضر
دلفت هايا لغرفتها وظلت تذاكر قليلا ثم تذكرت إنها تشتاق ل منصف فأمسكت هاتفها ودخلت صفحته
الخاصة على موقع الفيس بوك
وجدته نشط على تطبيق المحادثة الخاص به فزمت شفتاها ولكنها ظلت تشاهد صوره فى صمت وبعدها قررت أن ترى أخر ما نشره فوجدت حالة قد كتبها به بيت شعر
تقر دموعي بشوقي إليك ويشهد قلبي بطول الكرب
وإني لمجتهد في الجحود ولكن نفسي تأبى الكذب
أبو فراس الحمداني
علمت إنه يقصدها هى بالطبع فشعرت بحزن كبير داخل قلبها فهو رغم كل ما قالته له لم ينسها بل يشتاق لها مثلما هى تشتاق له وضعت يدها على قلبها لعلها تقوى نفسها ولا تضعف أمامه ثم مسحت الدموع التى ترقرقت من عينيها ووجدت الكثير من التعليقات من اصدقائه ومن يعجبه ذلك البيت ولكن وجدت تعليق لفتاة ما
عينيا دمعت وأنا بقرا الأبيات
قلبى
على الرغم إن تلك الفتاة لم تكتب شئ زيادة عن الحد ولكن سرحت بخيالها أن تركته ووجد هو فتاة آخرى تلملم جراحه وينساها بلا رجعة إلقت الهاتف الخاص بها على الفراش بعيدا وظلت تبكى بحړقة وهى تتخيل إن منصف يحب غيرها وضعت كلتا يديها على وجهها ولم تستطع أن تكف عن البكاء ولو للحظة واحدة
كان الجو يمطر بالإسكندرية
ففتحت أصالة باب المنزل الخاص بها ووقفت فى البهو الخارجى تحت المطر فاردة ذراعيها كما تفعل أغمضت عينيها ودعت الله أن يبدل قلبها خيرا وأن تنسى ذلك الماضى بذكرياته بل لا تتذكر منه شئ بتاتا لا تريد أن تتذكر الدموع التى زرفتها بل تريد أن تنسى أنس بكل ذكرياته ثم فتحت عينيها عندما بدء المطر فى أن يهدء وجدت فى البهو المجاور لمنزلها ذلك الشاب الذى رأته فى الفجر وهو جالس يرتشف كوب من القهوة ويمسك هاتفه ويبدو إنه يتصفح شئ ما فى هاتفه ابتسمت قليلا لجديته تلك ولا تعلم ما السبب ربما لأنه منقذها ظلت تشاهده تلك حتى شعر مراد بمن يراقبه فرفع بصره وجد تلك الفتاة صاحبة العيون الزرقاء تنظر له ووجد ملابسها مبتلة تماما هى تشاهده فآشار لها وهو يثنى يده اليمنى مشيرا بسبابته على الأرضية بمعنى
تانى !!
أضيقت عينان أصالة بعدم فهم فنهض مراد عن مقعده ثم اقترب من الصور الصغير الذى يفصل بين البيتين ثم قال
واقفة تحت المايا تانى كده هتعى
ابتسمت وهزت رأسها بالإيجاب ثم أنصرفت نحو الداخل كى تبدل ملابسها هز هو رآسه بآسى ثم عاد مرة آخرى