الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 12 من 187 صفحات

موقع أيام نيوز

اتمنى ثقتنا ليكي متخنيهاشمش عايزه في يوم 
بترت عبارتها بعدما زجرها عبدالله بعينيه فمازال واقفا يتابع المشهد 
الټفت بجسدها تنظر نحو باب الغرفه لتجد والدها هو الاخر واقفا فأسرعت اليه تحتضنه 
كان يشعر بها ولكن لا سبيل لديه إلا الصمت فلو انكشفت الحقيقه لأنهدم سلام تلك الأسرة 
انا مستعده اضحي بأي حاجه في حياتي إلا أني اضحي بيكم 
ارتدي معطفه الطبي ينظر لهاتفه للمرة الأخيره علي امل ان تحادثه ولكن أمله كان يتلاشى مع الوقت حتى انعدم 
زفر أنفاسه بأرهاق لأول مره يعترف لنفسه ان الحب رغم لذته حينا تتعلق عيناك بمن تحب او ان يجمعكما مكان واحد فتنسي العالم كله إلا أنه يصبح مرهقا بشدة وانت ترى نفسك في دائرة محكمة الغلق تظل تدور بها دون أن تعرف لك نهايه 
حبك متعب ياملك لكن بحبك 
نطق عبارته وهو يغلق باب غرفته في المشفى خلفه فعمله يقتضي منه التركيز وفصل حياته الشخصيه ومهما كان الأرهاق الذي يحاوط عقله وقلبه فلابد ان يتحكم في مشاعره والآن هو الطبيب وليس الحبيب العاشق 
لم يعد الأمر يروق للسيدة ألفت سعادتها التي تعود بها كلما ذهبت الي مكتبه بفنجان القهوة لهفتها في صنع اي شئ يخصه واخيرا ذلك الكتاب الذي جاءت به اليوم تخبرها ان رب عملها أعطاه لها كهدية منه وهكذا أصبحت عيناها تلتقط كل شئ في الأيام الماضيه وماكان عليها إلا المراقبة في صمت حتى تتضح لها الرؤيه وما خشته قد حدث الخادمه الصغيره وقعت في فتنة سيدها الوسيم العازب
اليوم كانت سعادتها لا توصف في السيد سليم أعطاها كتاب تقرأة عندما أخبرته انها تهوى القراءةدلفت للمطبخ تلحن بعض النغمات بشفتيها ولكن كل شئ تلاشي وهي ترى نظرات السيدة ألفت نحوها وكأنها تدرس ملامحها للمره الاخيره قبل أن تتيقن ان ما يجول بعقلها ليس مجرد شكوك 
تعالي يافتون اقعدي عايزه اتكلم معاكي
جالت عيناها بين السيدة ألفت وذلك المقعد الذي أشارت اليه وابتلعت لعابها مقتربه من المقعد تجلس عليه 
هو انا عملت حاجه يامدام ألفت 
رمقتها السيدة ألفت في صمت لدقائق مما زاد حيرتها 
تفتكري يافتون انا ممكن اتكلم معاكي في ايه 
ازدادت ربكتها خوفا تنظر اليها بترقب جلست السيدة ألفت هي الأخرى فوق المقعد الاخر وقد استرخت ملامحها مما أعاد اليها الطمئنينه وتلاشي خۏفها قليلا
انا متأكده انك اتظلمتي في حياتك يافتون غير صغر سنك ويمكن ده اللي خلاني اتكلم معاكي 
توجست خشية مما هو قادم فشحبت ملامحها المرهقة 
السيد عمره ما بيشوف الخدامه إلا خدامه يابنتي 
نظرت إليها في حيرة مما جعل السيدة ألفت تدرك انها لم تستعب حديثها
سليم بيه كل اللي بيعملوا معاكي ده عطف وعمره ما هيشوفك غير انك خدامه ده غير انك متجوزه 
صڤعتها كلمات السيدة ألفت في مقټل هي لا تريد من سيدها إلا تلك الكلمه العابرة التي ادمجتها في عباراتها هي لا تريد إلا 
عطفه 
فوقي يافتون قبل ما تروحي لطريق انتي مش اده طريق نهايته الضياع
جف الكلام بحلقها تنظر نحو السيدة ألفت پضياع 
انا  
انا فاهمه اللي
بتمري بي كويس يافتونعشان كده بفوقك من أحلامك اوعي تبصي لعالم انتي فيه مش مرئيه يافتون انتي ولا حاجه في العالم ده 
تفرست السيدة ألفت في ملامحها لتدرك انها أصابت هدفها تعلم أن كلماتها قاسېة إلا انها شعرت بالراحه فنظرة الخواء والأمل الذي انطفئ في عينيها هذا ما ارادته 
غادرت السيدة ألفت المطبخ فأرتكزت عيناها نحو المقعد الفارغ وكلمات السيدة ألفت يتردد صداها في أذنيها 
بكت في حضڼ السيدة إحسان وكلمات السيدة ألفت تدمي فؤادهاحضنتها السيدة إحسان بقوه الي ان هدأت وابتعدت عن دفئ ذراعيها تمسح دموعها بأكمامها تسألها بعينيها ان لا تكون بالفعل صارت كما وصفتها السيدة ألفت 
اسمعيني يابنتي وركزي في كلامي وعلي رأي المثل يابخت من بكاني وبكي عليا ولا ضحكني وضحك الناس عليا 
وصمتت السيدة إحسان حتى تستجمع باقية حديثها وتكون لينة القول معها
الست ألفت مشكوره انها لفتت نظرك رغم ان كلامها كان قاسې عليكيلكن يابنتي الناس هما اللي بيشوفوا افعالنا والانبهار اللي بقيت اشوفه في عينك يابنتي بقى يأكدلي انك بدأتي فعلا تحسي بمشاعر مينفعش تحسيها انتي زوجه يافتون في الأول والآخر ده غير يابنتي يوم ما البيه بيبص للخدامه بيبص ليها في سكه مش بتاعتنا يابنتي ولا انتي مش پتخافي ربنا يافتون
أسرعت في قولها وقد تلاشي باقي الحديث مؤقتا تركز في تلك العباره فكيف لا تخاف الله
بخاف ربنا ياماما
احتوت السيدة إحسان كفوفها بين كفيها مبتسمه
طيب يابنتي مدام بنعمل حساب ربنا يبقى لازم نطبق كلامه القلب بيفتن صاحبه يابنتي
بس انا بحب سليم بيه لانه انقذني من حسن في المزرعه انا بشوفه بطل
طالعتها السيدة إحسان بأشفاق فالصغيرة ترى رب عملها بطلها المنقذ دعت داخلها علي حسن فهو السبب في كل ما تعيشه
مافيش بطل غير في الحكايات يافتون
بس سليم بيه بطل اداني حتى كتاب اقراه لما عرف اني بحب القرايه ده حتى يوم ما اتهمني اني سړقت جيه البيت وانقذني من حسن 
لتتذكر حړق ساقها الذي لم تريه للسيدة إحسان حتى لا تزيدها حزنا رفعت طرف فستانها
البسيط تريها الحړق فشهقت السيدة إحسان وهي تتحسسه
البعيد عمل فيكي كده 
اماءت برأسها تتذكر ذلك اليوم وكم عاشت فيه من آلم
منك لله ياحسنمنك لله ياابن تفيدة
وطالت النظر إليها تلتقط أنفاسها الهادرة 
اسمعيني يافتون كويس كل اللي بيعمله البيه معاكي عطف ويشكر على ده يابنتي لكن لو حس للحظه انك عايزه اكتر من كده منه هيكون في مقابل لازم تديهوله 
ولم يكن على عقلها الصغير وحياتها البسيطه ان تصدق ان المقابل هو جسدها 
دلفت للشقة شارده في كل ما سمعته ولم تكد تخلع حذائها إلا وجدت يد حسن تجذبها پقسوه بعيدا عن باب الشقه يدفعها نحو الاريكة بكل قوته 
بتشتكي للبيه تقوليله حسن بيضربنيبقى ليكي لسان يافتون
فاقت من دوامة أفكارها تطالعه وهي لا تفهم شئ صفعها بقوة وقد چرح خاتمه خدها 
وماله لما اضربك مش مراتي يروح يتشطر علي اخو الست اللي كان متجوزها وبعت رجالته يضربوه 
تركها على حالها منكمشة تخفي وجهها بكفيهاحسن عالمها المظلم وسليم هو العالم الذي ترى فيه النور 
داعب النعاس جفنيها وفي النهاية كانت تسقط في عالم سليم النجار 
لم تكف عيني السيدة ألفت عن رصد خطواتها وحركة عيناها نحوه ورغم انها نفذت تعليماتها في الانصراف من أمامه فور ان تضع له فطوره او قهوته إلا أن نظرت عيناها لم تتغير 
طالعتها فتون خشية فتحديق السيدة ألفت بها كان بائن مما زادها ربكة 
انا عملت حاجه غلط يامدام ألفت 
اشاحت ألفت عيناها بعيدا عنها تنظر إلى الطعام الذي تقلبه 
شوفي شغلك يافتون 
عادت الي عملها تقشر حبات البصل بتوتر تنظر نحو السيدة ألفت 
انا بعمل كل اللي قولتيلي عليه 
رمقتها السيدة ألفت بطرف عينيها فابتلعت لعابها تطرق عيناها نحو حبة البصل 
قولتلك شوفي شغلك يافتون 
تعلقت عيناها بحبة البصل تقطعها ومن حينا الي اخر كانت تعاود النظر للسيدة ألفت 
كانت السيدة ألفت تشعر بنظراتها المصوبه نحوها فأشفقت عليها تلوم نفسها فهي من اقترحت وجودها هنا وقد حذرها رب عملها من الأمر منذ البداية 
تجمدت ملامح كاميليا تنظر للهاتف وابنتها غير مصدقه ان تلك الرحله التي أصرت على ذهابها مع شقيقها كان في غرض في نفس ابنتها إنها منذ أن عاد رسلان تخبرها لما لا تكون ملك هي العروس لما لا تراها ضمن الفتيات اللاتي يقعن الاختيار عليهن 
ماما هاتي التليفون 
بلا ماما بلا زفت بتلعبي من ورايا يامياده
قلبت في الصور واحده وراء الأخرى تنظر إلى تلك السعاده التي تشع من عين ابنها 
قربتي ملك من اخوكي 
ملك بتحب رسلان ياماما انتي ليه مش عايزه ملك لرسلان 
أرادت ان تصرخ
بالحقيقه ولكنها تعلم تماما ان مياده لا تخفي شيئا وستهدم كل ما تنسوه مع الزمن 
قولتلك مليون مره انا اه بحب ملك بس مش زوجه لاخوكي سامعه 
وتعلقت عيناها بالصور للمره الاخيره وعيناها لا تحيد عن سعاده ابنها
قولتلك ملك لا يارسلان لتتذكر نظراته نحو ملك عندما كان صغيرا وماخافت منه يوما قد حدث
بعثت الصور لهاتفها تحت نظرات ميادة المصعوقه
ماما انتي بتعملي ايه 
زجرتها كاميليا بعينيها فتراجعت تفرك يديها خشية مما ستفعله والدتها 
اعطتها الهاتف وانصرفت تطرق الأرض بكعب حذائها تفكر في مستقبل زوجها وأولادها ومستقبلها هي الأخرى
فهل ستجعل ملك اللقيطه زوجه لأبنها 
استمع إليها سليم بإنصات وهي تسرد له كل مخاوفها فتون منبهره به وربما تكون احبته ماهذا الذي يسمعه 
أنتي بتقولي ايه يامدام ألفتفتون مش معقول 
واردف بعدما ترك الأوراق التي كانت بين يديه يدرسها 
البنت غلبانه مش ده كان سبب اقتراحك ليها يامدام ألفت 
ماهي عشان غلبانه ياسليم بيه انا خاېفه عليهاانت مش بتشوف نظرتها ليك
اطرقت عيناها حتى لا تسترسل بالكثير فتسأل مستفهما
نظرتها ليا مدام ألفت ارفعي وشك وكملي كلامك 
ياسليم بيه فتون مفتونه بيك انا مبسمعاش تتكلم عن حسن جوزها اد ما بتتكلم عنك 
ضحك وهو لا يصدق مايسمعه من مدبرة منزله صاحبة الحنكه 
لا لا انتي اكيد بتتوهمي ده 
صدقني ياسليم بيه ويمكن كمان تكون حبتك 
قوس ما بين حاجبيه يعيد على عقله ما سمعه للتو ولكن سرعان ما نفض ذلك من رأسه
بكره اخر يوم ليا هنا ياسليم بېهانا ممكن اكلم واحده معرفه ليا وسنها مقارب لسني تيجي تخدم هنا بدالي 
واردفت وهي تنظر في عينيه بأخر شئ أرادت قوله 
من غير ما أتدخل في قرارك انا شايفه ان فتون لازم تمشي من هنا
الفصل الحادي عشر
بقلم سهام صادق
عقلها يدور دون هوادة لا ترى أمام عينيها إلا نظرة رسلان السعيده تقلبت في مضجعها تنظر نحو زوجها النائم جوارها تتسأل داخلها لو علم هو الآخر بمن يريد ابنه الزواج منها فمنذ عده ايام كان يقترح عليها ابنه احد المعارف ذو طبقه الراقيه وماذا عن ابنها الأكبر الذي يمثل الدوله في السلك الدبلوماسي وماذا عن عائلة زوجته وعنها هي وسط منافسينها في الجمعيه التي تترأسها
ارهقها التفكير الذي احتل كيانها منذ أن رأت تلك الصور التي مازالت عالقه أمام عينيها لم تكن يوما ام تقف أمام سعاده أبنائها ولا ضد رغباتهم ولكن تلك المره الأمر كان خارج ارادتها مستقبل الأسرة بأكملها سيكون أمام تلك الزيجة وماذا عن ناهد 
وعند تلك النقطه لم تستطع ان تظل هكذا راقدة فوق الفراش فالصداع لم يعد يحتمل
التقطت كأس الماء من جانبها ترتشف منه القليل بعد أن دست تلك الحبه التي تأمل ان تساعدها على الأسترخاء قليلاولكن ساعه أخرى تمر وعقلها يدور في نفس الامر
ليه كده يارسلان ليه تخليني في يوم أقف ضدك مش معاك 
وعاد بها الزمن للوراء
ناهد تضم طفله رضيعه لم يكن عمرها إلا اسابيع تشم رائحتها وتبكي بتأثر على حالها وكيف هانت على قلب
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 187 صفحات