السبت 23 نوفمبر 2024

رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 9 من 187 صفحات

موقع أيام نيوز

الإجابة مخاطبا من يحادثه ناهضا من فوق مقعده مغادرا مؤسسة المحاماة
متأكد ان ده عنوان حسن
الفصل الثامن
بقلم سهام صادق
انصت إليها ومع كل كلمه كانت تخرج من بين شفتيها كان يجعلها تكررها للمرة الثانية حرك اصبعه في حلقة دائرية دلالة على ان تكمل سردها دون توقف
أصابت الرعشة سائر جسدها وهي تراه يفرد ظهره مسترخيا
يعني طلعتي حرميه وانا مش عارف
اتسعت حدقتيها صدمة وفاضت دموعها تسقي خديها مذاق الهوان
انا مش حرميه ياحسنانا مش حرميه
تمتمت عبارتها پقهر تنهض من أمامه صاړخه تشيح بذراعيها تنفض عنها عباءة الذل 
ازاي تقول عني كده انا مراتك
أنتي بتعلي صوتك عليا يافتون
ايوه بعلي صوتي ياحسن انت بتقول عني حرميه بدل ما تاخدلي حقي 
ارتفع حاجبيه دهشة وهو يراها تقف أمامه بكل تلك القوة فتون أصبحت قويه وتقف أمامك ياحسن هكذا خاطبه عقله ورجولته المنعدمة 
أنتي كمان بتقولي اه ولسا واقفه قصادي 
توحشت نظراته بدرجة مخيفة جعلتها تتراجع للخلف تنظر اليه مذعورة 
حسن انا انا
دلوقتي خۏفتي ورجعتي لورابس مش انا الراجل اللي يعدي الكلام ده يافتونوربنا لاربيكي من اول وجديد
اندفع صوبها يجذبها من مرفقها نحو المطبخخفق قلبها پخوف وهي تراه يلتقط السکين يحركه أمامها ما لبثت ان تحرك بؤبؤي عيناها نحو نصل السکين تبتلع لعابها 
انت هتعمل فيا ايه ياحسن
والإجابة كانت تتضح أمامها كوضوح الشمس في الظهيرة حسن يشعل الموقد ويضع السکين فوق نيران شعلته
لا ياحسن لا ابوس ايدك متعملش فيا كده
عشان تعرفي تعلي صوتك عليا تاني
دفعها عنه بقوة اسقطتها أرضا فزحفت بجسدها للخلف تتراجع عنه وعيناها لا تفارق السکين
حاربت هوان جسدها المنهك واتكأت على مرفقيها حتى تنهض ولكن كل شئ كان يتم كما ارداه هو حدقها بنظرات منتشية يكمم فمها
صړخة مكتومة خرجت من بين شفتيها وانهمرت دموعها على خديها
فين الخاتم يافتون بدل ما انتي شوفتي النتيجه اهي
وتعلقت عيناه نحو ساقها المجروح
بنيران حرقه 
بدل ما احرقلك التانيه 
غشت الدموع مقلتيها كما غشي الآلم روحها طالعته تتلوي من الآلم تنظر لموضع الحړق 
مسرقتش حاجه مسرقتش حاجه ياحسن
وتلك المرة كانت تصرخ بقوة وهي تراه يعود بالسکين مجددا
تجمدت يده فوق السکين يسترقي السمع متمتما بحنق 
نجدك مني البابقومي غوري من وشي 
طالعته وهي لا تصدق انها نجت من تحت يديه هبت واقفه تعرج على قدمها اليمني
استنى عندك 
وقفت في مكانها ترتجف وتكتم صوت شهقاتها بكفها
مش عايز اسمعلك صوت سامعه وهنتحاسب يافتون بس بعد ما اشوف مين على الباب ولو طلعت الست الخرفانه إحسان عقابك هيزيدك 
ماما إحسان مش هنا راحت تزور ناس قرايبها 
تعالت الطرقات مجددا فأصرفها بيده ركضت من أمامه نحو الغرفة تحتمي بها من بطشه
اعتدل في وقفته يرمي السکين بالحوض ويهندم ملابسه هاتفا بعلو صوته وهو يخرج من المطبخ 
حاضر اه جاي افتح ما تصبر ولا الدنيا طارت 
اقترب من الباب يرخي ملامح وجهه المنقبضة 
فتحنا الباب ياسيدي عايز 
اتسعت عيناه ذهولا يتراجع للخلف ينظر للواقف أمامه 
سليم بيه
طالعت الحړق تنفث عليه أنفاسها لعل وجعه يهدء قليلا ولكن الآلم كان يزداد تعالت شهقاتها رغما عنها فكممتها بكفها تخشي نيل المزيد إذا استمع لصوت نحيبها 
انتفضت مذعورة وهي تجده يدلف الغرفة يغلق الباب خلفه مقتربا منها تشبثت بحافة الفراش تطالعه پخوف 
بلاش تحرقني تاني ياحسن هسمع كلامك ومش هعلي صوتي خلاص
هوس اكتمي خالص مش عايز اسمع ليكي نفس
واردف وهو يلتفت حوله پخوف 
سليم بيه بره 
وارتفعت شفته العلويه استنكارا
جاي يقدم اعتذاره منك عشان طلع ظلمكولاد الاكابر دول عليهم ساعات أفعال يظلموا الناس وبعدين يجوا يعتذروا 
تلاشي ۏجعها وهي تنظر اليه غير مصدقة ان برائتها قد ظهرت 
يعني سليم
بيه هنا 
مالك اتبسطي اوي كده ياختي اه جاي يعتذر بعد ما اخدتي علقة محترمه بسببه 
واردف متوعدا يرمقها بنظراته القاتمة 
ملمحش خيالك بره الأوضه ديه انا قولتله انك نايمه تعبانه من كتر العياط 
ورفع حاجبه يتسأل بعدما رأي نظراتها 
كلامي مفهوم ولا مش مفهوم 
اماءت برأسها مذعورة من بطشه
مفهوم ياحسن 
جدعه يافتونكده انتي فتون مراتي العاقلة حذاري ألمحك بره الأوضه يافتون 
وأشار نحو ساقها بوعيد
بدل ما انتي عارفه 
انصرف من الغرفة فنهضت خلفه تتلصص من خلف الباب تتأمله 
اغمضت عيناها سابحة في خيالها تخبر قلبها بأن بطلها قد جاء 
بأعينها الصغيره كانت لا تراه إلا بطلا من أبطال الحكايات 
والعقل يخزن اللقطات والقلب يعيش في أحلامه يظن ان العالم كله وردي يملئه أبطال الحكايات 
تعلقت عيناها بالمال الذي أخذه منه حسن متظاهرا بالاستحياء 
خيرك سابق ياسليم بيه يكفي مجيك لينا والله ده انا قولت لفتون سليم بيه حقاني وعمره مايرضي بالظلم
شعر سليم بالخجل من نفسه ورغم مابه من خصال ليست حميدة إلا أنه لا يحب الظلم 
خد ياحسن الفلوس واعتبرها اعتذار مني على اللي حصل
ودار بعينيه ينظر للأرجاء حوله 
لو فتون حابه ترجع شغلها تقدر تيجي من بكره 
كانت تقف تترصد خطواته وحركاته من ثقب الباب 
ابتعدت عن الباب پذعر بعدما غادر الشقه وصوت حسن يعلو خلفه بالمديح فيه الي ان غلق الباب وطالع المال بسعاده 
دلف اليها بعدما اخفي المال في حافظة نقوده يهتف بها 
اعملي حسابك بكره هترجعي شغلك عند البيه 
وغادر بعدها المنزل يخرج المال بجشع ويمني نفسه بسهرة ترفع من مزاجه 
بقى يجي من وراكي فلوس يافتون
تلاشت ابتسامتها وهي تستمع لحديث والدتها وشقيقتها منذ دقائق كان يحادثها ويخبرها ان لديه عمل بالمشفى ولن يستطيع القدوم معها هي وميادة للسينما وهاهي والدتها تختار مع مها ملابسها حتى تذهب لمنزل خالتها 
الفستان جميل ياحببتي يلا حطي مكياجك عشان تلحقي رسلان خالتك قالتلي انه موجود ومعندهوش عمليات ولا عيادة النهارده 
انكسر قلبها وهي تتذكر كيف حاربت خجلها تطلب منه القدوم معهماارادت ان تثبت له حبها ولكن اين الحب الآن وهي ترى شقيقتها تتزين له وذاهبه اليه
ملك انتي نازله ياحببتي 
اماءت ملك برأسها تطالع شقيقتها وهي تتجمل أمام المرآة 
خارجه انا وميادةمها ممكن توصليني في طريقك 
هتفت ناهد متعللة وهي لا تحيد عيناها عن مها 
وقد كانت مها على وشك ان تخبرها بأن تنتظرها 
توصلك ايه ياملك ما انتي شايفه اختك مستعجلهاتصلي بميادة تعدي عليكي ياحببتي 
خرجت من الغرفة تخفي دموعها فأمس كانت تطير معه فوق السحاب واليوم تسقط أرضا وسؤال واحد كان يدور بخلدها لما حياتها في الحب تعيسه هكذا
هبطت من سيارة الآجرة فوجدت ميادة تنتظرها أمام السينما لاحت لها ميادة بيدها وأسرعت بأرسال رساله لشقيقها قبل أن تقترب منها ملك 
طالع رسلان الرسالة بأبتسامة واسعة متذكرا صوتها الحزين بعدما رفض دعوتها بلباقةاقترب من مرآته يهندم قميصه وينثر عطره اتسعت ابتسامته شيئا فشئ وهو يرسم في خياله كيف ستكون صډمتها بوجوده ولكن سرعان ماتلاشت بسمته وهو يرى مها تقف في الردهة الفسيحة للفيلا ووالدته تستقبلها بعدما انصرفت الخادمة 
حببتي ايه الجمال ده كله كل يوم بتزيدي حلاوة يامها 
اطرب الحديث مها وانحنت تعانق خالتها التي اجادت رسم اللقاء وكأنها لا تعلم بمجيئها 
اتسعت عيني مها ذهولا وهي تجد رسلان يقترب منهما يستعد للخروج 
رسلان انت خارج 
تعلقت عيني كاميليا به هي الأخرى
انت مش قولتلي انك مش خارج النهارده ياحبيبي وهتقعد معايا 
اصرف عيناه عن مها وقد صدقت حداسة شقيقته عندما أخبرته ان خالته تؤثر على والدتهم بخطة زيجته من مها 
معلش ياست الكل تتعوض مضطر امشي صديق ليا عزيز محتاجني 
ولم يترك لوالدته فرصة لاستفسارها وأسرع في خطاه للخارج دون قول المزيد 
اسرعت مها خلفه تتبعه
رسلان 
اغمض عيناه زافرا أنفاسه بقوة ينفض شعوره نحوها 
خير يامها 
انت لسا زعلان مني على اللي حصل انا بعمل اللي حساه ديما يارسلان وانا
والتقطت كفه على حين غرة تضعه فوق قلبها تنظر اليه بهيام 
رسلان انا 
وقبل ان تنطقها كان يسحب كفه عنها ينفض عقله من ذهوله 
مها انتي عندي زي ميادة زي ميادة يامها 
اندمجت بكل مشاعرها مع تراديجية الفيلم والتمعت عيناها بتأثر ترثي حالها مع كل مشهد يبعثر مشاعرها شعرت بحاجتها لتناول المقرمشات التي وضعتها هي وميادة بينهما مدت يدها نحو غرضها فسرت الرعشة في اوصالها انها رائحته التي تعبئ روحها وحواسها كلما التقته
ليه الفيلم اللي كله مآسي ده ياملك 
تعلقت عيناها به لا تستعب وجوده تبحث عن ميادة حولهمحدقت بميادة التي جلست في الجهة الأخرى تنظر
لهم بغمزة عين فأتسعت عيناها ذهولا تتسأل 
انت هنا من امتى 
اتسعت ابتسامته يتشرب من تفاصيلها وخلجاتها 
من ساعه ما خان حبيبته 
والصدمه كانت من نصيبها انه يجاورها منذ خمسة عشر دقيقة وهي كانت غارقة في عالمها 
بقى اسيبلك اختيار الفيلم تصدميني من اختيارك 
انت اللي رفضت الدعوه 
ابتسم وهو يرى عبوسها الذي زادها فتنة في عينيه 
اظاهر ان في ناس بتزعل لما نقولها لاا ده انتي يامفتريه كل حاجه بقولك عليها تقولي لاء اصل عندي جمعيه عندي حصه مش فاضيه 
حدقت به تقطب مابين حاجبيها تستمع له وهو يقلدها 
يعني ده عقابك يارسلان
وليه منسمهاش اني كنت عاملك مفاجأة 
طالت نظرتهم وكل منهم يعيش اللحظه بتفاصيلها 
اطرقت عيناها نحو كيس المقرمشات لتدرك حقيقة واحدة انها تنسى نفسها والزمن معه وهاهي يدها التي مازالت بالكيس تجاور يده 
ازاحت يدها من الكيس ببطئ تهرب من عيناه وقد توردت وجنتاها بحمرة الخجل 
مها
راحتلك يارسلان 
مها عندي زي مياده ياملك وخلينا نتفرج على الفيلم الكارثي 
واردف وهو يرمقها بعدما اشاحت عيناها بعيدا عنه 
فكريني اني مسبش ليكي اي اختيار بعد كده
أنبعثت البهجة فوق ملامحها وهي سارحة في تفاصيل ما عاشته الليله دلفت للشقة وقد تلاشي كل شئ تسمع صړاخ والدها بوالدتها 
أنتي السبب ياهانم علقتي بنتك برسلان واه في الاخر بنتك مڼهاره في اوضتها 
اقتربت منهم بخطوات مثقلة بعدما كانت لا تشعر بخف ساقيها من شدة سعادتها ابتلعت ريقها تنظر إليهم
أنتي جيتي ياملك اتأخرتي كده ليه 
هتفت بها ناهد هاربة من عراكها مع عبدالله الذي طالع ملك بنظرات تخبرها انه يعرف كل شيء 
اخفضت عيناها عنه تداري خجلها منه فدوما كانت قريبه منه لا تخفي عنه شيئا
انصرف عبدالله نحو غرفته يحذر زوجتها للمره التي لا تحصى 
بلاش تورطي بنتك ياناهد ف أحلامك 
رمقته ناهد بأستياء تهمهم بإصرار بأن ما تريده سيحدث وعادت تسلط عيناها نحو ملك 
ادخلي شوفي اختك واطمني عليها
ارادت ان تتحدث ولكن الحديث وقف على طرف شفتيها 
انا ليا كلام مع كاميليا
وسلطت عيناها نحو غرفة مها 
انا بنتي مليون حد يتمناها 
انحدرت دمعتها ترى والدتها كيف التقطت هاتفها پغضب وتحادث خالتها عما بدر من رسلان الليله 
سعادتها لم تلاحظها وۏجعها لم تلاحظه يوما وهي تقف تائهه والدتها تبتعد عنها يوما بعد يوم بحنانها انها تشتاق لحضنها وثرثرتهم التي كانت لا تنتهي ولكن كل شئ ضاع منذ تلك الحاډثة التي نجت منها مها بأعجوبة 
دلفت للمبطخ بخطوات بطيئة وقد اشتد ۏجع ساقها وضعت أغراض التنظيف جانبا تقف مرتبكة تنظر نحو السيدة ألفت التي لم تحادثها اليوم إلا ببضعة كلمات مقتضبة
في حاجه تانيه اعملها يامدام ألفت
انشغلت ألفت في تقليب الطعام تهرب من
10 

انت في الصفحة 9 من 187 صفحات