روايه المطارد
فاكره
التفتت ندى على الجهة التي تشير اليها فتقابلت عيناها بأخرى بنية على وجه أسمر ضاحك حتى ظهرت أسنانه البيضاء يقول لها
انا مش حد غريب انا واد عمتك يعني اضحكي وخدي راحتك في الضحك كمان
انخفصت عيناها من الخجل امامه مع ابتسامة كبيرة حاولت اخفائها لتجفل على نكزة أخرى من عمتها وهي تخاطبها
ما قالك انه مش غربب اتحركي يالا وروحي سلمي
خطت مضطرة نحوه حتى وصلت اليه لتمد اليه كفها على استيحاء قابله هو بمرح وهو يردف لها
وه وه وه دي بتتكسف صح ياجدعان الله يرحم خنقاتها معايا واحنا صغيرين فاكرة لما زقتيني في حوض الميا وابوكي بيسقي الأرض زمان
انطلقت الضحكات الصاخبة من الجميع في قلب الغرفة وضعت هي كفها على فمها تداري ضحكتها ايضا وتبتعد بخجل عنه قالت روحية بمشاكسة لابنها
لا والله ياما عمري ماكنت خايب دا هي اللي كانت عفريتة ودايما تاخدني على خوانه ومن ضهري صح ولا لاه ياندى عيني في عينك كدة وكدبيني لو كنت بتكلم غلط ها قولي ان كنت بتكلم غلط
هزت برأسها اليه غير قادرة على الرد من فرط ضحكها أمامه هتفت روحية من خلفها
اومأ برأسه ضاحكا يردد بمكر
ايوة ماانا واخد بالي
واخد بالك من ايه ياناصح
رددها خلفه سالم بمرح وهو يدلف الغرفة وخلفه يونس ويمنى أيضا هتفت على اثره روحية وهي تنهض بتهليل
وه يامرحب يامرحب بالناس اللي غايبة من الصبح ومحدش شايفها
قالها سالم قبل ان يعانق شقيقته ويرحب بها بشوق لقاء الأحباب
بعد قليل كان الجميع مجتمعون على مائدة الطعام بتناولون وجبة العشاء في جو اسري افتقده الأشقاء منذ زمن طويل قالت روحية بمشاكسة كعادتها مخاطبة نجية
اهو وكلك الحلو ده يانجية هو اللي مخلي اخويا ماسك فيكي بيديه واسنانه
يعني من غير الوكل الحلو سالم ما هايمسكش فيا بآيديه وسنانه طب انت ايه رأيك في الكلام ده ياابو العيال
رأيي ان اختي رأيها صح
قالها وصمت يرى رد فعل زوجته التي سهمت پصدمة فعاد يردد ضاحكا سالم
وانت كمان صح يام العيال هو انا اقدر استغني عنيك حتى لو ما طبختليش واصل حتى
واخد بالك انت ياحزين مش ناوي بقى تحل عقدتك انت كمان
وتمسك في واحدة بيديك وسنانك ياواد عديت التلاتين سنة
تأوه يونس بفكاهة قائلا
يا بوووووي عليك يابت ابوي ماتفكرنيش دا انا لو عليا لكنت اتجوزت من عشر سنين وعبيت البيت بعيالي لكن اعمل ايه بقى في نقص الفلوس ها قوليلي اعمل ايه
ضحكت روحية بصوت عالي مرددة
ههههه كنت عايز تتجوز على عشرين سنة يايونس ېخرب مطنك دا على كدة واد اختك عيد كمان كبر زيك مدام اهو هايقفل ٢٤ سنة
لا كدة بقى اللحق نفسي ياما
قالها عيد ردا على والدته واكمل وعيناه تركزت على ندى
على العموم انا برضك نفسي اتفتحت
وعايز امشي على نصيحتك ياخال جوزيني يامااا
انطلقت الضحكات مرة اخرى حتى اصبحت بقهقهة على دعابة عيد وجرأته حتى التفتت روحية على يمنى التي كانت تبتسم بمجاملة شعرت بها عمتها فخاطبتها
سبقت نجية في الرد ابنتها ورددت لروحية
والنبي يا حبيبتي العريس اللي زي العسل موجود بس هي تقول امين وتوافق
التوى ثغر يمنى وقد علمت بما تلمح اليه والدتها ولكن اباها كان قام بالرد عنها
عسل ولا بصل حتى كل شئ نصيب وهي نصيبها قاعد بأذن الله
والنبي عندك حق يا خوي في كل كلمة فعلا كل شى نصيب وكل بنت ومسيرها لبيت جوزها مهما طال الزمن او قصر
رددت روحية خلف شقيقها الجمت بكلماتها نجية على التكملة فيما تود التحدث فيه شعرت يمنى ببعض الارتياح ولكن مع تذكرها لصالح ونومته اليوم بين اشولة الغلال والحبوب شعرت بغصة في قلبها تحجر اللقيمة التي تمضغها وتجعل من الصعوبة في ابتلاعها ولو حتى بالماء
بعد انتهاء
وجبة العشاء استمرت السمر بين
روحية واشقائها واولادهم بالتحدث عن الذكريات القديمة ومواقف الطفولة بينهم وسخريتهم منها اندمجت ندى مع هذا الجو الاسري الجميل المرح ودعابات ابن عمتها هذا المدعو عيد وخفة ظله في اطلاق النكات بالإضافة الى تلميحاته نحوها بمكر يجعلها تشعر بالسعادة والفرح نحوه انتبهت على دوي هاتفها بالرقم الذي باتت تحفظه عن ظهر قلب زفرت داخلها تنظر للرقم بسأم وملل وهي لا تريد ترك الجلسة الجميلة هذه ولكن مع الحاحه اضطرت ان تستأذن للذهاب والرد على مكالمته بامتعاض تحركت بخطواتها لتبتعد عن الجمبع حتى دلفت لداخل الحديقة كالعادة ثم ردت على مضص
الووو ايوة ياكرم
وصلها صوته الملتهف بسرعة
ايوة ياندى توك ما افتكرتي تردي عليا برن عليكي فوق المية وانت ولا سائلة حتى برسالة على الوتس تحنى عليا بيها
لوت ثغرها بضيق وردت ببعض اللطف
وانت عايزني ارد ليه يعني ياكرم ما انا قولتلك على اللي فيها ابويا مش موافق ياسيدي اعمل ايه انا بقى
صاح بصوت جهوري يوشك على
خرق اذنها
انت بتساليني ياندى ماتعرفيش توقفي في وشه وتتمسكي بيا ماتعرفيش تقوليله انا هاموت لو ماقبلتش بكرم خطيب ليا ماتعرفيش تهدديه بعدم جوازك العمر كله بواحد غير كرم
فغرت فاهاها وهي تنظر للهاتف غير مصدقة لما يطلبه منها والحدة التي يتفوه في توجهيها لشئ غير مقتنعة لفعله
مابتروديش ليه
قالها اخيرا حينما استمرت على صمتها ولم ترد عليه فقالت هي بهدوء
بقولك ايه يا ابن الناس ماتسيب كل حاجة بإيد ربنا واللي يريد بيه ربنا يصير
ردا على كلماتها سألها بريبة
تقصدي ايه بكلامك ده ياندى
اجابته بنفس الهدوء غير مبالية بحالته
يعني لو لينا نصيب بعض تمام ولو مافيش خلاص بقى لأن انا بصراحة مش هاقدر اعصى ابويا ولو على مۏتي حتى ماشي ياواد الناس سلام بقى عشان بيندهوني
اغلقت المكالمة وذهبت عائدة لجلستها غير مكترثة لما قد يحدث منه بعد ذلك وغافلة عن من وقف بمحله متسمرا بنظر في اثرها بدهشة بعد ان خرج بالصدفة من مخبأه وسمع لجميع ما قد قيل في المكالمة فوضعت بقلبه الحيرة انسته همه وماكان يشغل عقله من دقائق صغيرة قبل ام تدلف ويراها بداخل الحديقة
الفصل ٢٤
ېخرب بيتك دي عملة تعملها هتفت بها وهي تدلف خلفه بصنية للطعام رد محمد بعند وهو ينظر نحو صالح
ما انت صاحي اها سايبنا ليه نخبط عليك بقالنا ساعة
ابتسم صالح على مشاكسته كالعادة دون أن يرد فقالت يمنى
انا اسفة بس انت اكيد بعد الوقت دا كله عرفته بقى
عرفته قوي
قال صالح وهو يدنو من محمد
انطلقت ضحكة مرحة بصوت عالى من صالح اثارت حنق محمد الذي ارتد للخلف خارجا انا ماشي اكمل نومتي
محمد استنى يازفت
هتفت يمنى ليعود ولكنه اكمل طريقه دون أن يلتفت لها فخاطبها صالح من خلفها
سبييه يا يمنى خليه يروح يكمل نومه انت صحتيه بدري ليه بس
راقها سماع اسمها منه ولكنها عادت تردف بثبات كاذب
يعني انا حبيت بس انه يساعدني وانا جاية وماسكة الصنية
ابتسم لها وهو يجلس على أحد ألأشولة الموضوعة على الارض قائلا
يعني مش عشان مكسوفة
لا مش مكسوفة ولا حاجة عن اذنك
قالت وهي تنفي برأسها كڈبا بعد ان توترت بملحوظته وهمت لتنسحب
كالعادة ولكنه أوقفها
استني والنبي يايمنى ما تمشيش
توقفت بمحلها وساألته بروتينيه
عايز حاجة يعني
________________________________________
اعملهالك
هز برأسها صامتا بوجه مبتسم وكأن عيناه هي التي تتحدث وحدها ازداد توترها فقالت
صحيح انا كنت عايزة اطمنك النهاردة العشية بإذن الله هاتبيت في فرشتك اصل عمتي وابنها كانوا جاين في مشوار صد رد يعني هايروحوا على بلدهم النهاردة
اختفت ابتسامته وحل محلها شئ اخر فقال
لا مش قلقان من الموضوع ده عشان بصراحة يعني انا كمان ماشي
اختفى تماسكها بمجرد سماعها لجملته فسألته بوجه شاحب
تمشي ليه مش لما تطمن على نفسك كويس الاول وتشوف هتنام ولا تعيش ازاي بعد كدة
رد مبتسما لها بشحوب
لا ماتشليش همها دي اللي خلاني دبرت نفسي في الاول يقدرني ادبر نفسي في اللي جاي المهم دلوك بقى
قطع جملته فسألته هي باستفسار
ايه هو المهم بقى
انت يا يمنى
انا !
اردفت بها مندهشة فتابع هو
ايوة انت بصراحة نفسي اطلع اللي جوا قلبي واقولك ان انت احلى حاجة
حصلتلي في حياتي سوا في النص الاول منها لما كنت ابن زوات والدنيا فاتحالي دراعاتها او بقى في النص التاني وانا تعبان في عز ضيقتي وما يعلم بحالي غير
ربنا
تسمرت بمحلها لا تعلم بما ترد عليه
اردف يكمل
انا عارف ان اكيد كلامي مالوش فايدة معاكي لأني زي ما انت عارفة كدة راجل مالوش مستقبل دا غير القضية الجديدة اللي عليا بس انا كنت هاموت لو ماقولتش ولا حكيت اللي في قلبي ليكي انت صافية قوي يا يمنى وجودك بس في حياتي الايام اللي فاتت كان كيف البلسم اللي اتحط على چرح بقالوا سنين وجاه في دقيقة طيبوا انا مش طالب منك حاجة يايمنى عشان انت غالية قوي انا كل اللي طالبوا بس انك لو شوفتيني في مكان وانا براقبك واطل عليكي ماتخافيش ولا تكشي مني سيبني اكحل عيني واريح قلبي برؤياكي
اغرورقت عيناها بالدموع وهي تنظر اليه بعجز لا تملك القوة في الكذب وادعاء عدم المعرفة ولا الحق في التشبث به وافراغ ما يكنه قلبها اتجاهه
انا عارفة وحاسة بكل كلمة انت قولتها اللي في قلبك واصلني من غير ماتتكلم ولا تبوح بيه ياصالح بس انت قولتها بنفسك مافيش أمل
توقفت الكلمات بحلقها وابتلعت غصتها
وهي تنظر اليه دون خجل هذه المرة بعد ان انزاح الستار الذي كان تحجب بها مشاعرها عنه فقالت اخيرا
خلي بالك من نفسك وياريت تحاول تلاقي طريقة تتواصل بيها مع الناس اللي بتعزك وبتحبك
اردفت بكلمتها الاخيرة وتحركت تركض من أمامه هاربة حتى وصلت لغرفتها تفرغ شهقاتها بالبكاء الحارق وقلبها يأن بداخلها من هذا الألم الموجع