رواية جديدة كاملة بقلم هنا سامح
وذهبوا سويا وأخذها مهاب لمكان جميل على الشاطئ والرمال به مزينة بالورود الحمراء وبه أماكن مغلقة كثيرة كل واحدة منهم داخلها أشخاص أو شخصين.
ابتسمت سلمى وقالت
المكان جميل فعلا.
أمسك يده وأخذها لواحدة منهم
تعالي بس دا بيعملوا شوية سمك سي فود إنما إيه.
ضحكت سلمى وقالت وهي تنظر للمكان
أكيد هيبقى حلو بحب السمك دا.
نادى مهاب على النادل وأملاه عليه الطلبات وبدأت سلمى ومهاب يتسامرون وبعد وقت جاء إليهم النادل بالطعام.
يلا بسم الله شمري يا بنتي وابدأي.
ضحكت سلمى وقالت
عنيا.
انتهوا بعد فترة من الطعام.
قال مهاب وهو ينظر للمكان
تيجي نتصور
مش بعرف أصور ولا أتصور بس المكان تحفة ما شاء الله ف موافقة.
قاموا الاثنين وقال مهاب
اتجهت للمكان وهي تقول
هنا
قال مهاب وهو يرفع هاتفه أمام عينه بإبتسامة
أيوة الله ينور قولي بطيخ بقى
ابتسمت سلمى وقالت بضحك
موز.
ضحك مهاب وقال
لأ يا اختي قولي بطيخ!
أردفت سلمى بعند
مش هيحصل! بحب الموز أكتر.
رفع مهاب الكاميرا وهو يقول بضحك
موز موز يلا بينا.
التقط لها العديد من الصور ثم اتجهت إليه وقالت
حرك مهاب رأسه بنفي وقال
لا يا ستي إنت قولت مبتعرفيش! هتصوريني أي كلام.
نظرت له وأردفت بثقة
عيب عليك يا برنس! ناولني الفون بس وثق فيا.
ضيق مهاب عينيه وقال بضحك
متأكدة
أردفت بثقة أكبر
عيب عليك! أقف وانت هتشوف عظمة على عظمة!
اتجه مهاب للمكان وقال بسخرية
يا خۏفي منك إنت.
متخافش! أقف هناك.
ذهب ووقف وما إن رفعت الكاميرا أمامها ثانية واثنين والتقطت العديد من الصور له.
تعالى قرب.
أردف بغرابة
لحقتي
أيوة غمض عينك وفتح وبص على العظمة.
فتح عينيه وصړخ مهاب پصدمة
إيه ده! إيه الصور دي! مصورة كتفي! وحطالي فلتر كلب!
أردفت سلمى بعبوس
مخليك كيوت!
إيه اللي مخليني كيوت
حركت رأسها بثقة وقالت
الكلب.
طب تمام كفاية تهزيق لحد كدا ويلا نمشي.
ذهبت بجانبه وقالت بحماس
بس إيه رأيك مش عظمة
عظمة أوي.
اتسعت ابتسامتها أكثر وقالت
لو عوزت تتصور تاني قول يا سلمى بس وهجيلك في ثانيتها بس التصوير طلع سهل أهو!
حرك رأسه بسخرية
أه أه قال يعني صورتي!
عبست سلمى بوجهها وقالت
بطل تحبطني!
قال مهاب بغيظ كبير
بقى يا شيخة الصور اللي إنت مصورهالي دي صور! مصورة كتفي! طب أعمل بيه إيه!
ديه صورة إستثنائية بس إنما الباقي جامد.
تعالي يا مغلباني.
ابتسمت سلمى وهي تنظر له ولأول مرة تدقق في ملامحه.
..........................................
بعد مرور يومين.
استمعت سلمى لصوت رنين هاتف مهاب ف نظرت له وجدت أخيها قاسم ف ذهبت وطرقت على باب المرحاض لأن مهاب في الداخل.
أردفت سلمى بصوت عالي
قاسم بيتصل شوفته من بعيد.
فتح مهاب الباب وخرج وقال
فين دا
ذهبت وأحضرته وقالت
أهو.
ابتسم لها وهاتف قاسم وقال
ألو يا قاسم إزيك.
استمع مهاب لصوت قاسم القلق وهو يقول
تعالى بسرعة في مصېبة.
ضيق مهاب عينيه وقال بسرعة
مصېبة إيه في إيه
قال قاسم بصوت عالي
الشركة ولعت.
صړخ مهاب پعنف
بتقول إيه!
إنت بتقول إيه!
بقول إن الشركة ولعت الشركة ولعت يا مهاب.
طب أنا جاي في الطريق سلام.
أغلق مهاب الخط معه وهو يمسح على شعره
ف قالت سلمى بتوتر
في إيه يا مهاب قاسم كويس.
تنهد مهاب بضيق وقال
قاسم كويس بس بس الشركة ولعت احنا اتدمرنا.
قالت سلمى بإبتسامة متوترة
ما تقلقش خير المهم إن الناس كويسين صح
أردف مهاب بنبرة قلقة
معرفش يا سلمى في داهية الشركة بس الناس يبقوا كويسين فعلا أنا لازم أروح.
طب خلي بالك من نفسك.
أخذ مهاب مفاتيحه وهو يجري بسرعة
ماشي يا حبيبتي سلام.
وصل مهاب للشركة وجد رجال المطافئ هناك ورجال الشرطة وقاسم يتحدث مع أحد في زاوية أخذ ينظر للشركة بعيون مصډومة.
ذهب لقاسم وقال من وراءه
حد كان في الشركة جوة
الټفت له قاسم وقال
مفيش حد.
حصل إزاي الكلام دا
أردف قاسم بإرهاق
واحد اتصل بيا وقالي واتصلت على طول بالمطافي.
الحمد لله.
نظر له قاسم وقال بحيرة
إنت عارف إن احنا اتدمرنا ولا لأ
تنهد مهاب وأخبره بأمل
ربنا كبير وهيحلها بإذن الله.
إن شاء الله.
جاء شرطي من خلفهم وهو يقول
أهلا بحضراتكوا.
صافح كل من مهاب وقاسم الظابط.
قال الظابط بعملية
معاكوا المقدم صلاح شكري هبقى المسؤول عن القضية.
قال قاسم
أهلا بيك.
قال الظابط بعملية
شاكين في حد يكون عمل كدا
قال مهاب ببرود
يا حضرة الظابط مفيش عداوة ما بينا وما بين حد أكيد دي شركة ف أكيد في تنافس بينها وبين الشركات التانية وانتوا أكيد هتفتحوا تحقيق لو في حد عمل كدا.
فعلا وانا ساكت على كلامك برضو علشان مقدر الظروف اللي إنت فيها.
شكرا على التقدير.
ذهب الظابط ثم قال له قاسم پغضب
إنت إيه اللي عملته دا ما تتكلم عدل!
قال مهاب بلا مبالاة
يا عم هيقعد يرغي وانا دماغي فيها اللي مكفيها.
أخذه قاسم وتحرك للسيارة
وقفتنا مالهاش لازمة لما يحتاجونا يتصلوا.
وقف مهاب بإعتراض
عايز تروح روح أنا هفضل هنا لحد ما اشوف إيه الحوار! مش معقول الشركة ولعت كدا عادي! دي بقت على الأسفلت!
تنهد قاسم وجلس وقال بإرهاق
هفضل قاعد مش هسيبك.
نظر له مهاب ثم حرك رأسه للناحية الأخرى وتنهد بهدوء ثم قال
عليه العوض ومنه العوض على الخساير دي!
..........................................
ألو يا أروى إزيك
الحمد لله أخبارك إيه
كويسة ما تعرفيش اللي حصل في الشركة
استمعت سلمى لأروى التي تقول بحيرة
والله معرف يا بنتي قاسم كان معايا وجاله اتصال بيقول فيه إن الشركة ولعت وراح جري.
قالت سلمى بتوتر
بس يا أروى ما تعرفيش حاجة تاني
لا والله دا اللي أعرفه.
طيب يا أروى سلام دلوقت.
سلام يا حبيبتي.
أغلقت الخط وهي تدور حول نفسها بتوتر
الشركة ولعت! يعني هيروحوا فين دلوقت!
اتصلت على مهاب ف لم يجيب ف أعادت الاتصال لم يجيب أيضا ف اتصلت بقاسم وهاتفه مغلق.
يا رب يكونوا كويسين.
كانت تقف أمام دولابها ف أتاها فضولها لفتحه فتحته ونظرت لملابس مهاب وبدأت برؤيتهم.
أمسكت بكل ملابسه وهي تضعها عند أنفها وتشمها ورائحته الجميلة علقت بها.
رفعت يدها ووضعت الملابس لكن وقع شيء على الأرض.
نظرت سلمى بإستغراب وهي تمسكه وقالت
إيه دا
فتحته وكانت تذاكر سفر لباريس قالت في نفسها بإبتسامة وهي ترى اثنتين
اتنين يبقى كان شهر عسل.
اختفت ابتسامتها وقالت بعبوس
بس شكلها كدا ولا رايحين ولا جايين! هنروح فين باللي احنا فيه دا
وضعت الأوراق مكانها وأغلقت الدولاب وهي تستند عليه وتقول
بعيدا عن الظروف دي! ف أنا بقول إن مهاب دا مهاب فعلا ووجوده طاغي أوي على قلبي.
..........................................
أستاذ قاسم وأستاذ مهاب فين
واقفين عند الشركة يا فندم متحركوش من الصبح.
تمام اتصل بيهم وبلغهم إني عايزهم.
تمام يا فندم.
بعد وقت كان قد حضر فيه قاسم ومهاب.
أردف قاسم
مساء الخير.
مساء الخير نخش في الموضوع على طول في كذا حد مشتبه فيه في موضوع الحريق.
أردف مهاب بهدوء
ومين هم
معتقدش لازم أقول دلوقت.
أردف قاسم پغضب
أومال إنت جايبنا ليه! إحنا هنهزر!
أردف الظابط ببرود
أنا عارف شغلي كويس مش محتاج حد يعلمهولي.
قال مهاب بضيق وهو يضرب بيده على المكتب
يوه! ما تخلص يا حضرة الظابط! مش هنفضل قاعدين كده!
نظر له الظابط ببرود وهو يحرك القلم بيده واستمرت النظرات بينهم لدقائق.
وبعدها قال الظابط بإبتسامة سمجة
كل ما في الموضوع إن اللي عمل كدا واحد منكم.
قال قاسم ومهاب في نفس ذات الوقت
إنت بتقول إيه!
..........................................
في منتصف الليل عاد مهاب للمنزل وقاسم لمنزله.
إيه اللي حصل إنت كويس إتأخرت ليه
ذهب ولف للغرفة وقال وهو يفتح أزرار قميصه
كويس.
أه ماشي.
قالتها بإحراج وهي على وشك الذهاب ف أمسكها على غفلة وقربها منه.
قال مهاب بأنفاس هامسة
بتهربي ليه
أبعدت وجهها عن يده التي تتحرك على وجهها وقالت
مش بهرب.
قربها منه أكثر وقال
بتهربي قولت بتهربي يبقى بتهربي.
قال مهاب وهو مغيب
مش هبعد قربي إنت بتبعدي ليه
نظرت له وقالت بتلقائية من الخۏف
مهاب إنت سکړان! إبعد!
عبث بخصلات شعرها وقال وهو يقربها من أنفه يشمها
وهو علشان بحبك وبقرب منك يبقى أبعد إيه الكلام ده!
أردفت سلمى بدموع وهي ترتعش
طب طب مش وقته.
انحنى مهاب وهو يحملها ويقول بإعتراض
مفيش حاجة اسمها مش وقته كفاية عليك كدا بقالي أسبوعين صابر.
هبطت دموعها بصمت وهو يقترب منها.
وبعد فترة.
إيه الډم ده!
وصل مهاب وطلب الطبيبة جاءت إليها ودخلت للغرفة ووقف هو بالخارج.
مرت حوالي ١٥ دقيقة وخرجت الطبيبة ف سألها مهاب بسرعة
سلمى مالها وإيه الډم دا
عقدت الطبيبة حاجبيها وقالت
أيوة.
من الحالة اللي قدامي اللي حصل مش أول مرة! ممكن لو في حاجة تحكي
تنهد مهاب وقال
هي نايمة دلوقت وهتكون فاقت على الصبح بس عايزة أستفسر عن حاجة
نظر لها بتساؤل ف أكملت
هي راحت عند دكتور نفسي هو اللي هيفيدها لأن ٦ سنين كتير جدا كان لازم تروح من
في دكتور زميل ليا كويس لو عايز ممكن أديك رقمه وتكلمه.
قال مهاب بإعتراض
دكتور لأ مراتي ما تتكلمش في الحاجات دي مع راجل.
نظرت له بتفكير ثم قالت بعد
وقت قليل
أنا أعرف دكتورة وكويسة برضو بس مش من هنا
تمام اسمها
فتحت الطبيبة ملف كبير وبدأت بالبحث أمامها وبعد دقائق أخرجت كارت وأعطته لمهاب الذي قرأ بهمس
الدكتورة نهال فتحي الطوخي.
وضع الكارت بجيبه ووقف وقال
تمام شكرا ليك.
العفو ألف سلامة على المدام.
الله يسلمك.
خرج مهاب وذهب لغرفة سلمى جلس على المقعد بجوارها بتعب وأمسك يدها وقال بندم
أنا وت.
حرك مهاب رأسه وهو يقول بندم وصوت ضعيف
أسف
أنا مش زعلانة منك أنا زعلانة على نفسي هو حقك أصلا وانا اللي بمنعك عنه قولتلك قبل كدا أنا مش نافعة معاك ومش هعرف أعيش طبيعي ولا زي حد أنا مش زي البنات أنا بواقي بنت وما نفعكش أنا عارفة إنك مش
قالت جملتها الأخيرة پبكاء أكثر تشفق على نفسها كثيرا.
قاطعها مهاب پصدمة وهو يدفنها به أكثر وقال بحزن
بس بس بواقي إيه وبتاع إيه مش فاهم أنا قولتلك قبل كدا إني بحبك وهفضل أحبك اللي حصل غلطة مني ومش هتكرر ما تقوليش على نفسك كدا قولتلك قبل كدا وهفضل أقولك إنت ست البنات إنت الوحيدة اللي قلبي دق ليها وبحبها في حياتي.
ظلت تبكي وكلما تزداد في البكاء يضمها بقوة له ف تبكي أكثر وهو يتركها تخرج ما فيها من بكاء وضغط.
توقفت عن البكاء بعد وقت ف جلس بجانبها وهي ما زالت بأحضانه وقال
إنت كويسة
حركت رأسها بنعم ف أكمل بإبتسامة حزينة
دا أنا حتى كنت ناوي أفسحك واخدك أحلى شهر عسل.
تذكرت أوراق السفر التي وجدتها بالغرفة ف ابتسمت هي الأخرى بحزن وقال
بس هنأجل الموضوع شوية صغيرين خالص ونروح
حركت رأسها بصمت لم تقدر على التحدث ف تنهد هز بحزن وهو يراها لا تتحدث قبل رأسها وقال
لسه زعلانة حقك عليا.
حركت رأسها بنفي وهي تقول بإرهاق وصوت مبحوح
أنا مش زعلانة بس أنا تعبانة وحاسة إني عايزة أنام.
قالتها وهي ټدفن نفسها به بإرهاق ف قال بإستغراب
عايزة تنامي دا إنت لسه صاحية
همست سلمى بنعاس
مش عارفة.
وضعها برفق على الفراش وقال
خليك كدا هروح أسأل الدكتورة عادي نمشي ولا لأ
حركت رأسها وعينيها تنغلق بنوم.
دلف بعدها بقليل وجدها نائمة ف ابتسم بحزن وإشفاق وحملها وأخذها للسيارة وهو يقول بهمس
الدكتورة قالت ما فيكيش حاجة يا حبيبتي.
أدخلها بالسيارة بالمقعد الخلفي أغلق الباب وقاد السيارة