روايه زقزقه العصفوره
في الحقيقة كانت تكفي جيش كامل من كمية المأكولات التي توجد عليها فكرت في مصير باقي العشاء بعدما ينتهون
بعد العشاء انتقلوا جميعا للصالون بعد فترة ام السيد قدمت الشاي والحلويات
ادهم سألها بعد ان انتهت من التقديم الرجاله كلهم اتعشوا
ام السيد هزت رأسها بالايجاب وانصرفت لعملها
هبة اخيرا عرفت مصير باقي العشاء ادهم كان كريم للغايه مع الجميع وكعادته يهتم بكل التفاصيل ولا يترك أي شيء للظروف
خرجت من افكارها علي صوت سليم يقول امتى هنبارك علي سليم الصغير
هبه وجهها احمر لدرجه لم تصل اليها في في حياتها هلعها وصل للسماء سليم الصغير
زى ما ادهم جال مش زى البنات التانية خالص شوف وشها بجى لونة ايه
ادهم ضحك وتعمد ان يثبت عينيه علي عنيها واجابهم بثقه اطمنكم قريب اوى
تفكيرها في ټهديد
ادهم منعها من التركيز في اي كلمة طوال فترة وجودها مع العائلة في الصالون ادهم قال قريب اوى يا تري ماذا كان يقصد من وراء كلماته لكنه تعمد ايصال رسالة لي في الحقيقة ادهم لم يكن يحدثهم هم بل كان يعلمها هى يطلب منها اخيرا سداد ديونها اتمام نصيبها المؤجل من الصفقة
هبه هزت رأسها بالرفض
ادهم اتجة لجهاز فونوجراف قديم وشغل اسطوانة موسيقيه هادئة
ادهم سألها بفضول بتحبي الموسيقى
هبه اجابته وهى تستمتع بالموسيقى التى ادارها ادهم اكيد هى تسليتى الوحيده هى والقرايه دة الكونشراتو 23 لمودزرت
هبه ردت پحده واضحة لم تتمكن من السيطرة عليها ايوه وكمان اتعلمت التنس مهارات بنات الطبقة الراقيه اللي انا مش منها بس فلوسك خلتنى منها ظاهريا مش ممكن حد يعلق علي لبسي او طريقة اكلي او تصرفاتى ادام معارفك بس اللي انت نسيته ان محدش ابدا
عمرك سألت نفسك انا موافقه ولا لا مش يمكن كنت بفضل حياتى القديمة
انفجارهبه الان لم يكن له أي مبرر حتى ان ادهم لم يكن يتوقعه فهو كان يفتح معها مواضيع مهذبة للنقاش
ولكن اخيرا الكلام المحبوس داخلها لسنتين تحرر فعليا هذه اول محادثة لها مع ادهم بإستثناء المحادثات التقليدية المهذبة اللي كانت بينهم منذ يوم مرضها هبه كانت تدرك جيدا ان أي شيء اتفق عليه سلطان مع ادهم كان لمصلحتها الخالصة وضعها الحالي لا يقارن بوضعها السابق ماديا وعلميا وثقافيا لكنها احتاجت لقول ما قالته ادهم لابد له من دفع الثمن اضافت بسخريه متعمدة ايلامه بشدة
لاول مرة تشاهد ادهم المتكبر الواثق من نفسه بمثل تلك العصبية
انتى قررتى تقفلي عقلك وعنيكى عن كل اللي بيجري حواليك عجبك دور الضحېة الطفلة اللي الراجل العجوز اتجوزها من غيرعلمها ولا رضاها لو بس فكرتى شويه هتشوفي الحقيقة
هبه اغمضت
عينيها وهزت راسها برفض لكل ما يقول هى لا تمثل دور الضحېة فهى لا تنكر فضله عليها لكنها كانت يجب ان تخرج الكلام المحبوس داخلها منذ سنوات كى تتحرر منه ربما تأخر كثيرا في الخروج حتى فقد معناه لكنها احتاجت الي ذلك بقوه ادهم مازال يتزكر كلامها عنه في مكتب المحامى مازال مجروح من وصفها اياه بالعجوز
ادهم اكمل كلامه بمرارة واضحه انا فعلا كنت قررت بعد مقابلتنا في مكتب عزت انى امسحك من حياتى اديكى حريتك بعد ما تخلصى كليتك عشان ابقي وفيت بوعدى لسلطان اخلصك
من الراجل العجوز واسيبك تعيشي حياتك بالطريقة اللي انتى تختاريها بس للاسف عمليتك غيرت حاجات كتير
هبه حاولت ان تشرح لها سب وصفها اياه بالعجوز وانها كانت تعتقده اكبر من سلطان وان سبب اعتراضها علي وضعها ليس له علاقة بسنه ابدا ولكن صوتها خرج متقطع وجملها غير مفهومه
ادهم تجاهل محاولتها للكلام واكمل بخشونه انتى دلوقتى مش الطفله اللي انا خالفت قوانين الدنيا كلها واتجوزتها من 4 سنين دلوقتى انتى ناضجة وتقدري توزنى الامور صح بغض النظر عن سبب جوازى منك انتى ايه كانت خياراتك من غيري طيب حاولتى طول سنتين انك تفهمى قفلتى علي نفسك وعلي مرارتك لو بس شغلتى عقلك يمكن كنتى حاولتى تفهمى بس احب ابلغك ان فرصتك للفهم ضاعت وجه وقت التنفيذ الفعلي لازم تأهلي نفسك ان جوازنا بقي حقيقة ما فيهاش خلاف وكل الناس عرفوا انك مراتى وتحويله لحقيقة هى مسألة وقت مش بمزاجك تدخلي حياتى وتخرجى منها
من غير ما تدفعى التمن اعملي حسابك انك هتجيبى ليه وريث متوقع منى اجيب وريث عيلة البسطاويسي لازم تستمر
انا هسيبك الوقت اللازم لحد ما تتعودى علي الفكرة بس حابب انبهك ان انا استنيت كتير ومش هستنى تانى اكتر من ايام
الدموع غلبتها شهقاتها غطت علي صوته قسوته جرحتها
ادهم اشار لها بقرف اطلعى غرفتك يا هبه احسنلك تختفي من وشي الليله دى والا انا مش مسؤل عن اللي هيحصلك
هبه تقريبا جرت حتى الباب لاول مرة يتركها تغادربمفردها من دونه او من دون عبير لكنه لم يستطع تحمل وجودها اكثر من ذلك هبه خرجت من المكتب ودموعها الغزيرة تمنعها من ايجاد طريقها البيت الكبير مازال متاهه بالنسبة اليها حاولت ان تتزكر مكان السلالم كى تصعد للطابق العلوى بعد صعوبة هبه كانت في غرفتها اخيرا
وضعها الجديد مخيف بالنسبة اليها الامان الوهمى
الذى احتمت فيه تخلي عنها الان
كلمات عزت ترن في اذانها لماذا لا تستطيع الاستسلام وتقبل وضعها الا يكفيها انها سوف تصبح زوجة الملياردير ادهم البسطاويسى
حقيقة انها اجبرت علي الزواج بدون علمها تكتفها وتجبرها علي الرفض اه لو سلطان كان مازال حى لربما كان تحمل نصيبه من اللوم بدلا من ان تحمل ادهم كل لومها وحده ادركت انها تريد من ادهم اكثر من مجرد زواج تقليدى لانجاب وريث له لكنها لم تدرك جيدا ماذا كانت تنتظر منه بخلاف ما اعطاها اياه مسبقا
علي حسب كلامة ان عمليتها غيرت مصيرها وجودها في بيته تسبب في تحويل زواجهم لحقيقة ادهم مجبرعليها بسبب اهله مجبرعلي ان يستخدمها من اجل انجاب الوريث المنتظر وهذا اكثر ما المها
مصيري تحدد من يوم موافقة سلطان علي الصفقة مع ادهم ولكن ادهم لديه الان خيارات كثيرة بخلافها
التفكيرارهقها فتحت باب تراسها وخرجت تستنشق هواء الليل النقي
اول ليلة تقضيها خارج القاهرة منظر ظلام الليل الدامس بتلك الطريقة كان جديد بالنسبة لها من تراسها راقبت السماء السوداء وهى مزينة بالنجوم السماء كانت اشبه بثوب مخملي اسود مرصع بحبيبات الماس اللامعة الظلام منعها من رؤية الحديقة جو الصباح الخانق تبدل الان الي جو مغري به نسمة هواء باردة
هبه قررت النزول لاستكششاف الحديقة لم تري عبير من قبل ان يتناولوا العشاء وهى حتى لا تعرف مكانها الان حتى لو حاولت الوصول اليها فلن تستطيع ايجادها في هذا البيت الكبير
هبه لفت حجابها بنفسها نزلت السلالم فتحت باب البيت واتجهت للحديقه لم تقابل أي احد في طريقها مشت بدون هدف محدد الضوء المنبعث من المنزل والحديقة حوله منعها من رؤية السماء المخملية كما كانت تريد ان تراقبها شاهدت منطقة مظلمة خلف البيت فقررت الذهاب اليها كى تراقب السماء منها بشكل افضل بالتاكيد الرؤية من هناك افضل عندما وصلت لتلك البقعة المعزولة تأكدت انه كان معها حق
انزلت رأسها واستعدت للعوده بعد ان انتشت من المغامره اللطيفه التى تجرأت واقدمت عليها عيناها قابلت افزع منظر شاهدته في حياتها كلها
فهناك في الظلام كان يقف اضخم كلبان رأتهم في حياتها الكلبان المتوحشان كانا يراقباها بتحفزوينظران اليها بنظرة مرعبه انبئتها انهم سوف يهجمان عليها حالا
من غيران تتنبه هبه صړخت بصوت عالي ادهم
طوال الطريق للبيت هبه ظلت سمعته ېهدد ويسب بأسوء الالفاظ كان يسب وېهدد حراستة الخاصة وغفر المنزل اللذين لحقوا به الحراسة والغفر كانوا قد تجمعوا بعد وصوله اليها سمعته يخبرهم انه لولا رؤيته لها من نافذة مكتبة
وهى تتجه بمفردها الي منطقة
عبير طلبت منها بلهجة حانيه نامى انتى محتاجة للراحه ولا تحبي اجيبلك فطار
هبه هزت رأسها لكن فضولها غلب خجلها وسألتها عبير انتى ايه اللي جابك عندى دلوقتى
عبير وجهها احمر بشده ادهم بيه طلبنى وقالي اجى لعندك لانك اكيد محتاجانى
هبه اصبح وجهها بلون الطماطم الملتهبة من شدة نضجها
عبير طمئنتها متتكسفيش يا مدام ده العادى وانا هنا عشان اساعدك لو محتاجه اي حاجه ربنا يسعدك مع جوزك ويوعدنى باللي في بالي عقبالي انا كمان
هبه لاحظت ان عبيراصبحت تناديها بالمدام بدلا من الانسة او الهانم كما اعتادت مناداتها من قبل نامى دلوقتى ولو احتاجتى اي حاجه اطلبينى
عندما استيقظت مرة اخري الشمس كانت في وسط السماء قدرت الوقت بأنه وقت الظهيرة مدت يدها علي الطاولة الصغيرة بجوارفراشها لتلتقط ساعتها كى تعلم
ادهم تكلم بلهجة برسميه احبطتها للغايه اتوقع انك مستنيه اعتذار منى وانا جيت اعتذر وعشان اطمنك اللي حصل ده مش هيتكررتانى ابدا ولما نرجع من هنا هترجعى شقتك زى الاول والطلاق هيكون بعد ما تخلصى الكلية ومتقلقيش من حاجة حياتك هتفضل في نفس
المستوى وهتكونى مرتاحة ماديا مدى الحياة وبدون ان ينتظرردة فعلها علي قرارته الفجائيه خرج كالاعصارمن الباب المفتوح
يااارب يااارب
انه لم يكن يرغب في فتح باب التساؤلات بخلاف ذلك فعليا لم تكن تراه حاډثة الكلاب لم تمرعلي خير كما توعد ادهم قام بطرد كل طاقم الحراسة واستبدل الغفر
عبير اخبرتها بحزن واضح ادهم بيه ڠضب بشدة عشان كنتى من غير حراسة طردهم كلهم وبدل الغفر هبه شعرت بتأنيب الضميرفهى السبب في قطع ارزاقهم
عبيراستعطفتها يعنى لو ممكن تدخلي ليهم عنده وتخليه يديهم فرصة
هبه استشفت من لهجة عبيرانها تترجاها بصفة شخصية فسألتها بفضول لانه كان لديها بعض الشكوك حول اهتمام وليد حارس ادهم الشخصى بعبير
يهمك حد معين فيهم
عبير ارتبكت بشدة هو يعنى فيه حاجة لكن لسه في اولها وليد الحارس الشخصى لادهم بيه معجب بيه ومكذبش عليكى انا كمان معجبه بيه والشغل مع ادهم بيه مميز لانه انسان محترم وخلوق بيحترم العاملين معاه ورواتبه اضعاف اضعاف اي مكان تانى