روايه صرخات انثي 1
من شرفة مكتبه ليحرر ستائره البيضاء وهو يلتقط نفسا مطولا ويده تمشط خصلات شعره البني المتناثر على جبينه ملامسة عينيه الرمادية ويده مربعة أمام صدره مخاطبا ذاته
وبعدين يا علي بقالك ٨ شهور بتحاول بس إنك تخليها تتكلم!
معقولة يكون كلام الدكتور أبراهام صح وحالتها ميؤس منها وملهاش علاج!
لا مش معقول الكلام ده أكيد حالتها ليها علاج إنت عمرك ما استسلمت يا علي عشان تعملها دلوقتي ابذل كل مجهودك معاها وأكيد هتلاقي تحسن
بعد ثمانية أشهر من بدء جلسات العلاج لم أتمكن من ارغامها على الحديث مازالت صامتة ترفض الحديث عن ماضيها ولكن ما تمكنت من فعله الأهم من دوري كطبيب.
بالبداية كانت تنزعج كليا من وجودي لجوارها بمكان واحد جسدها يتشنج وترفض سماع أي كلمة تنبصق على لساني ولكن الآن تتقبل وجودي لجوارها تستمع لمحاولاتي البائسة بحثها على الحديث باسترخاء حتى وإن لم تتحدث لي ولكن بالنهاية لم تنفر من وجودي مثلما تفعل مع أي طبيب يحمل لقب ذكر بهويته!
ترك علي القلم عن يده حينما استمع لرنين هاتفه الذي يلمع بإسم فريدة هانم ضم علي شفتيه معا وسحب نفسا مطولا قبل أن يجيب بحماس
وصلت ضحكاتها لمسمعه وأجابته
_دكتور علي البكاش اللي مش هيبطل يغلبني بكلامه.
وتابعت بضيق
_وبعدهالك يا علي كل ليلة هتقضيها عندك بالمستشفى ولا أيه وبعدين مش كان بينا وعد
رد عليها بحرج
_أنا عارف إني وعدت حضرتك بإني هرجع كل يوم بدري بس ڠصب عني حالة فطيمة اللي كلمت حضرتك عنها قبل كده صعبة ومازلت بحاول معاها ابنك الدكتور المحترف عاجز عن علاجها.
_هو إنت مبقاش على لسانك غير اللي إسمها فطيمة دي ما قولتلك قبل كده سلم ملفها لأي دكتور تاني أنا كنت واثقة إنك مبقتش ترجع البيت بسبب الحالة دي وهضطر أكلم دكتور ألبرت يشوف حل للموضوع ده.
ردد متلهفا
_لأ من فضلك بلاش تكلمي المدير يا ماما.. أأقصد يا فريدة هانم هتضيعيلي خطة العلاج والمجهود اللي بذلته طول الشهور اللي فاتت من فضلك.
_تمام بس توعدني إنك مش هتبات بره البيت تاني عمران أخوك مبقتش قادرله لوحدي يا علي عايزاك جانبي تفوقه من اللي هو فيه.
اعتلى الضيق معالمه وتساءل بضجر
_عمل أيه تاني الاستاذ
أجابته بضيق
_كل يوم بيرجع وش الفجر وهو سکړان.
جحظت عينيه صدمة فقال بعدم تصديق
ردت بسخط
_ومستني أيه منه طول مهو متلم على السنكوحة اللي إسمها ألكس هي والشلة الحقېرة اللي معاها المشكلة إنه مش قادر يستوعب إنها لا تليق باسمه ولا تنفعه ومع ذلك لسه بيقابلها ومش مدي اهتمام خالص لبنت خالتك.
كان حذرا باختيار رده
_يا فريدة هانم حضرتك عارفه من البداية إن عمران مهوس بألكس حضرتك اللي صممتي تجوزيه مايسان وهو مش بيحبها فكل ده كان متوقع من البداية.
أجابته باعتراض
_ده لمصلحته ولو أخر يوم في عمره مش هسمحله يدخل الحقېرة دي وسطينا.
ونهت حديثهما الغير مستحب لها حينما قالت
_المهم إرجع البيت عشان حفلة افتتاح الشركة الجديدة لراكان خطيب أختك.
وتابعت
_أنا جبتاك بدلة فخمة هتلاقيها متعلقة في أوضتك.
ضم منخاره بتأفف من عاداتها الغير مجدية للتغيرقائلا
_مكنش له داعيأنا كنت هلبس أي بدلة رسمية من عندي.
اعترضت لما قال وكأنه تفوه بحماقات فصاحت
_علي من