الأربعاء 27 نوفمبر 2024

بقلم ياسمين كامله

انت في الصفحة 17 من 34 صفحات

موقع أيام نيوز


الصغير و هو يحاول التملص من يدي والده و هو يصيح صح يا بابي صح 
توقف عن ملاعبته و يوقفه على قدميه غامزا إياه بخفة قبل أن يهتف بصوت واثق طب إيه 
لمعت عينا الصغير بفرح قبل أن يجيبه و هو يصفق بيديه الصغيرتين بجد يا
بابي طب ممكن اشوفهم 
أنزله شاهين أمامه و هو يربت على وجنتيه قائلا حنو طبعا يا روح بابي تعالى 

وقف من مكانه حاملا الطفل بذراعه و يخطو بضع خطوات الى الامام قبل أن يستدير ثانية الى كاميليا التي كانت تجلس مكانها ممسكة الايباد بين يديها و هو تنظر أمامها بشرود 
شملها بنظرة مطولة من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها قبل أن يهدر بغطرسة حنبقى نستنى الآنسة لما تخلص تأملاتها و إلا إيه 
إنتفضت كاميليا من مكانها عندما سمعت صوته الغاضب و مشت باتجاهه مطئطئة رأسها ليهتف شاهين مرة أخرى بنبرة اكثر قسۏة لازم تركزي في أكثر في شغلك و بلاش سرحان ملوش لازمة 
أشار لها بيده لتسكت و كأن كلامها بلا فائدة ليشدد بصرامة أي مكان يكون فيه فادي لازم تكوني فيه يلا ورايا و بلاش رغي فارغ 
هز فادي رأسه بنفي ثم بدأ في النظر حوله ليشاهد انواعا كثيرة من الأشجار و النباتات لا تختلف كثيرا عن تلك الموجودة في حديقة فيلا والده 
بعد دقائق من المشي وصلا إلى مايشبه الجلسة الخارجيةجلس شاهين على الاريكة واضعا فادي في حجره كعادته بينما جلست كاميليا على الكرسي المنفرد لحظات حتى ظهر أمامهما رجل و إلى جانبه حيوانين ضخمين يشبهان النمر و لكنهما أضخم بكثير صړخت كاميليا دون وعي و هي تقفز من مكانها لتجلس بجانب شاهين و هي تتمتم بړعب و النبي خليه ياخذهم من هنا دول حياكلونا 
قهقه شاهين بصخب قائلا دول مدربين و مش بيأذو حد غير بأوامري متقلقيش على الاقل دلوقتي 
لم تركز كاميليا على كلماته بقدر تركيزها على الوحشين القادمين باتجاهها رفعت قدميها على الكرسي بطريقة طفوليه قبل أن تسمع فادي يسأل والده بابي هو داه نمر كبير 
شاهين بنفي لا داه إسمه Liger باباه أسد بس مامته هي أنثى النمر و هو أكبر من الاثنين فهمت 
فادي ببراءةفهمت يا بابي طيب قلي هما أساميهم إيه 3
أمسك شاهين كف الصغير ثم وضعه فوق رأس أحد اللايجر الذين جلسا بطاعة على مقربة منه ليداعب فرائه قائلا ببساطة داه إسمه دايمون و الثاني إسمه سيزار
إيه رأيك حلوين يا بطل 
اوما الاخر بحماس و هي يجيبه جدا يا بابي خلينا ناخذهم على الفيلا 
شهقت كاميليا في داخلها و هي مازلت تقبض على ذراع شاهين دون إنتباه منها مركزة بصرها على
الحيوانين تنتظر أي حركة منهما لتهرب بعيدا او تتسلق أحد الأشجار 
رأت إصرار فادي على
اصطحابهما إلى المنزل لتقاطعه باندفاع هو انت شايفهم قطط علشان تأخذهم البيت دول قد الديناصورات مينفعش يتربوا اصلا انتوا لازم تسفروهم أفريقيا و تسيبهم يعيشوا في الغابات هناك 
رمقها شاهين باستهزاء قبل أن يردف اسفرهم أفريقيا إنت عارفة دول ثمنهم كام يا جاهلة أكثر بكثير من أي مبلغ ممكن تتخيليه في دماغك 
كاميليا بعدم إهتمام و هو مين حيشتري وحوش زي دي إلا إذا كان واحد
مجن 
ابتلعت كلماتها في جوفها بعد أن أدركت غباء ما تفوهت به لترفع رأسها ببطئ و تجده ينظر لها باستهزاء و هو يقول
بټهديد جدي كلمة كمان و حوريكي المچنون داه حيعمل فيكي إيه 
أومأت بطاعة ليتجاهلها شاهين و يقف من مكانه و يأمر اللايجر ان يتبعاه بينما هي تسمرت مكانها لاتدري أين تذهب هل تتبعه ام تجلس مكانها حتى يبتعد بهذه الوحوش المخيفة ثم تهرب إلى الفيلا 
تابعت سيرهم بأنفاس متقطعة و هي تدعوا الله أن لا يتفطن لتخلفها عنه فجأة رأت شاهين يضع فادي أرضا بعد أن تمتم ببضعة كلمات في أذنه ليركض الصغير نحوها 
ماجعل كاميليا تشتمه مرحبا سرها قائلة الله ېخرب بيتك إيه اللي رجع الواد المچنون داه داه طلع مچنون زي أبوه داه إيه عيلة المجانين دي الام بتقلي تنكري و أخفي وشك و ابنها مربي اسود في البيت و كأنها قطط و الحفيد عاوزني أبقى مامته بالعافية 
وصل فادي إليها ثم أمسكها من يدها و هو يجرها قائلا برجاء مامي كاميليا بليز تعالي نشوف ديمون و سيزار و هما بياكلوا 
تبعته كاميليا و هي تهمس بحنق دول بياكلو لحمة تكفي حارتنا اسبوع بحاله ثم أضافت بصوت عادي فادي يا حبيبي انا ميس كاميليا مش مامي بلاش تقلي تناديني كده علشان 
فادي و هو يعبس بحزن بس انا عاوزك تبقي مامي انا عندي بابي بس و كل صحابي عندهم مامي و بابي 
شعرت كاميليا ببعض الشفقة على هذا الطفل
المسكين لتهم بالرد عليه لكن صوت شاهين الغاضب قاطع أفكارها و هو يقول حسابك بعدين على اللي انت عملتيه دلوقتي يلا يا فادي نشوف اللايجرز انا خليت المدرب بتاعهم يرجعهم مكانهم 
مشى
الجميع حتى وصلوا إلى ركن شاسع مسيج بأسلاك حديدية عالية حيث يقبع اللايجرز 
ابتسم شاهين على طفله قبل أن يجيبه صح سيزار أضخم شوية من دايمون انا حجيبك كل أسبوع علشان تشوفهم مدام عجبوك بالشكل داه 
اما شاهين فقد إستغل إنشغال الطفل ليمد يده و يجذب كاميليا
من ذراعها ليجعلها تقف إلى جانبه ليقول باللغة الروسية بعد أن علم من والدته ان كاميليا تستطيع التحدث بها انت تتكلمين الروسية صحيح 
تفاجأت كاميليا بسؤاله قبل أن تومئ برأسها بإيجاب أيوا 
شاهين انا لا أريد لفادي ان يفهمنا لقد رأيتك منذ قليل تمنعينه من مناداتك بمامي 
كاميليا و قد تذكرت تهديده لانه لا يجب أن يتعود على ذلك بينما أنا سأترك العمل آخر هذا الشهر 
رفع شاهين حاجبه الى الأعلى ليقيمها بنظرات غرور واضحة قبل أن يهدر بغطرسة انت حقا حمقاء تظنين انني نسيت كيفية دخولك الى منزلي و حصولك على العمل و انك ستفلتين من 
اللحظة دي و عارف كل عيلتك و حارتك الفقيرة اللي انت جاية منها حتى هبة صاحبتك اللي ناوي عمر يتجوزها فخليكي مطيعة احسن عشان انا بكره الست العنيدة اوي فهمتي يا ميس كاميليا و الا أعيد ثاني 
جف حلقها و ارتجفت ساقيها لتستند على السياج بثقلها و هي تهتف بتوتر فهمت 
تجاهلها ليعود لملاعبة الصغير الذي بدا مسرورا جدا بنزهته الفريدة غير واع بما يحصل حوله 
الفصل الثاني عشر
بعد يومين في كافتيريا الجامعة
حدقت هبة في صديقتها ببلاهة غير مصدقة لما ترويه لها من أحداث غريبة وقعت معها الايام الماضية 
و ما أن انتهت كاميليا حتى سألتها قلتلي عندهم الأسود في المزرعة انت متأكدة يا كامي 
كاميليا بضجر اووف يا هبة مية مرة قلتلك لايجر لايجر ما انا وريتك صورته في اللابتوب من شوية دا أضخم من الأسد يجي مرتين شكله مخيف جدا انا كنت ببصله و انا بردد الشهادتين جوا قلبي خاېفة ينط عليا في اي لحظة ياكلني خصوصا ان اللي اسمه شاهين داه مكانش حامل وجودي من أساسه 
هبة بمزاح كفاية ان ابنه حاملك و جوا قلبه كمان 
كاميليا بحنقشفتي الخيبة اللي انا فيها دلوقتي حتى لو قررت اسيب الشغل مش حيقبلوا عشان الولد ماسك فيا و بقى بيناديني ماما بذمتك يا بيبة انا وش ماما بسببه بقيت بتهزق في الرايحة و الجاية ساعات بفكر اديه قلمين على وشه زي ما بعمل مع كريم اخويا لما بيغيضني او ميسمعش الكلام علشان اخليه يقول حقي برقبتي و يبطل دلع 
هبة بضحك حرام عليكي داه ولد صغير ذنبه إيه انه تعلق بيكي 
كاميليا بتفسير انا مقلتش حاجة بس انا كمان بني
آدمة و مش حمل پهدلة ابوه دي داه انا لو كنت حيوان كان حيعامله احسن مني طب انا ذنبي إيه إن مامته طلقت ابوه او هربت او مش عارفة راحت فين انا مالي من كل داه انا بنت غلبانة جيت اشتغل عندهم بكرامتي و من حقي اسيب الشغل لو لقيت حاجة إتضايقني او ملقيتيش راحتي و بعدين بطلي تقولي عليه بريئ داه طالع لأبوه كان بيلعب على اللايجر و كأنهم قطط قال
بريئ قال انا انت الهبلة و الغبية عشان
فكرت اشتغل عند ناس عندهم انت بلعڼ الساعة اللي دخلت فيها الچحيم بتاعهم 
هبة كله بسببي انا اللي نصحتك تشتغلي هناك بس انا مكنتش عارفة ان كل داه حيحصل بس انا مش حسكت انا حقول لعمر و هو حيتكلم معاه 
كاميليا باندفاع لا يا هبة أوعي تعملي كده انا مش عاوزة اسبب مشاكل لأي حد انا النهاردة حتكلم معاه و حقله اني عاوزة اسيب الشغل انا مقدرش استمر كده 
هبة و هي تنظر إلى ساعتها طب اتكلمي معاه و كلميني بالليل و قوليلي عملتي إيه يلا نمشي علشان المحاضرة زمانها حتبتدي 
لملمت كاميليا أشيائها قبل أن تتجه مع هبة الى مدرج المحاضرات بقلب منقبض و عقل مشغول 
في مكتب شاهين بالفرع الرئيسي لشركاته
إرتمى عمر بتعب على الاريكة العريضة ثم بدأ بفك ربطة عنقه بطريقة عشوائية قائلا بتذمر حرام عليك يا شيخ إجتماع اربع ساعات انت و معروف عنك انك آلة شغل متحركة طب و إحنا ذنبنا إيه
جلس شاهين وراء مكتبه ثم جذب
جهاز الابتوب ليفتحه رامقا عمر بنظرات متعجبة قبل أن يهتف باستنكار اربع ساعات ميجوش حاجة جنب الأهمية بتاعة المشروع و الأرباح اللي حنحققها لو نفذناه بطريقة صحيحة و تفادينا الأخطاء اللي ناقشناها في الاجتماع 
عمر و هو يحرك رقبته يمينا و يسارا بتعب من الناحية
دي معاك داه يعتبر مكسب كبير لشركة الحديد و الصلب و خاصة فرع اسكندرية بما ان المشروع حيتعمل هناك المهم انا كنت عاوز اقلك حاجة برا الشغل 
شاهين بانشغال قول سامعك 
عمر باحتجاجطيب سيب اللاب من إيدك يا ابني الشغل مش حيطير 
شاهين برفض في إيميلات مستعجلة لازم أرد عليها بنفسي اتكلم انا مركز معاك متخافش و لو اني عارف انت عاوز تقول إيه عاوز تتجوز البنت إياها صح 
عمر بضيق يا ساتر مفيش حاجة مبتعرفهاش و بعدين البنت إياها إسمها هبة على فكرة 
شاهين بلامبالاةطيب لما انت عاوز تتجوزها إيه اللي مانعك
عمر و هو يسترخي بجسده على الاريكة و يضع قدميه فوق المنضدة قائلا خالتك فيري يا سيدي ماما رافضة إني أرتبط بهبة و عاوزاني اتجوز بنت واحدة من صاحباتها بنت هايفة كده و ډمها ثقيل مش عارف ماما عجبها فيها إيه 
شاهين بسخرية يعني عاوز تقلي ان شحط زيك طول بعرض و لسه مامته بتتحكم فيه 
عمر متجاهلا سخريته انا بس مش

عاوز اتجوز و هي مش راضية عني 
شاهين بثقة طنط فريدة عمرها
 

16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 34 صفحات