بقلم ياسمين كامله
إلتفت إلى ليليان التي كانت تنام بجانبه بعمق ليزفر بحنق من تصرفاتها الباردة معه
تتعمد الإبتعاد عنه و تجاهله كلما سنحت لها الفرصة
أولى و ان ترى وجهه الاخر الساډي الذي لايرحم كل من يتجرأ على عصيان أمره و خاصة النساء
افاق من تخيلاته على صوت خطواتها التي كانت تقترب ليلتفت وراءه ليجدها تخرج من غرفة الملابس و قد إرتدت روب حريري أبيض اللون
لم يكن يشعر بها و هي تئن بين ذراعيه مټألمة ترجوه بكل الطرق ان يرحمها و يتركها مرت ساعات طويلة بدت لها و كأنها لن تنتهي أبدا و كان الوقت توقف و هو لا يتوقف يأخذها مرارا و تكرارا لا يمل و لايكتفي منها و كأنه لم ېلمس في حياته إمرأة قبلها
كان في عالم آخر من النشوة و الاستمتاع حاولت دفعه لكنه ظل متحجرا مكانه لمساته التي تتغير كل لحظة ناعمة حنونة و مراعية في بعض الأحيان و خشنة قاسېة أحيانا أخرى شخصين يتصاراعان داخله بقوة أحدهم يعاملها كقطعة ألماس نادرة لا يوجد لها مثيل و أخر يذكره بالماضي بتلك اللتي كان ېخاف عليها من نسمة هواء كيف سحقت حبه العظيم الذي كان يكنه لها تحت قدميها دون تردد 3
إنكمشت على نفسها تبكي پألم و عن مرأى عينيه اللتين كأننا تتفرسان علاماته الحمراء التي إنتشرت على كامل بشرتها البيضاء اللامعة بأعين
مستمتعة
استند على السرير و هو يرسم ملامح الجمود على وجهه ببراعة جذب علبة السچائر من جانبه ليشعل إحدى سجائرة و ينفث دخانها الذي انتشرت رائحته النفاذة في كامل أرجاء الغرفة ليزيد من إختناق أنفاس تلك المسكينة التي كانت ترتعش بجانبه من شدة الألم كتمت أنفاسها المخټنقة بدموعها لتغلق عينيها بإرهاق لا ترغب في شيئ سوى في المۏت لعل الحياة ترحمها مرة واحدة لم تعد تحتمل أكثر رغم انه لم يمضي على زواجها سوى ساعات قليلة فكيف بأيام
رفع شاهين سيجارته أمام لينظر لها بشرود قبل أن يسحقها داخل المطفئة الزجاجية و هو يراقب دخانها الذي إنطفئ رويدا رويدا
الټفت لكاميليا التي كانت بدورها غير واعية بما يحصل حولها تشعر بالخواء و الضعف كل عضلة في جسدها تصرخ ۏجعا لكن ۏجع قلبها أكبر ليلة العمر التي مرت عليها و كأنها چحيم أغمضت عينيها بقوة و كأنها تمنع صوته من التسلل إلى أذنها عندما قال بلهجة آمرة قومي عشان تاخذي شاور المية الدافية حتساعدك عشان ترتاحي
زفر شاهين
أنفاسه الغاضبة و هو يتفرس ظهرها الساكن قبل أن يقوم من مكانه متجها إلى الحمام لينعم بحمام دافئ
دخل كابينة الاستحمام ثم فتح الصنبور لتتسابق قطرات المياه الباردة نحو جسده الذي تمددت عضلاته باسترخاء
هذه المرة فحتى زوجته السابقة مها لم تكن بهذه البراءة و النقاء
مرت سنوات كثيرة لم ېلمس فيها فتاة لا خبرة لها في تلك الأمورقلب وجهه باشمئزاز عندما تذكر كم كن رخيصات حتى يحصلن على رضاه
مكث عدة دقائق في غرفة الملابس قبل أن يخرج و هو يرتدي بنطالا قطنيا باللون الأسود نظر إلى الساعة الفخمة المعلقة على الجدار ليجدها تشير إلى الساعة
الثالثة صباحا
رمى المنشفة التي كانت على رقبته ثم دلف إلى الحمام مرة أخرى ملأ الحوض بالماء الدافئ ثم سكب سائل الاستحمام برائحة اللافندر الذي إختاره لها لتنتشر رائحته المنعشة
عاد إلى كاميليا التي كانت لاتزال متصنمة مكانها ترفض التحرك و لو إنشا واحدا مخافة ان يزيد ألمها
ربت على كتفيها حتى تهدأ و هو يقول بهدوء حتى لاتفزع منه اكثرانا حضرتلك الحمام حتبقي كويسة بعد ماتاخذي شاور دافي يلا بلاش دلع هي اول مرة بتبقى كده صعبة شوية بس بعدين حتتعودي
توقف عن الكلام عندما هزت كاميليا رأسها برفض و دموعها لا تكاد تتوقف عن النزول ثم حركت ذراعيها بصعوبة تحتضن جسدها بحماية سعلت بقوة مرة أخرى عندما إختنقت بشهقاتها
مما جعل شاهين يتراجع بنفاذ صبر ثم يحسم أمره ليحملها بصعوبة بسبب مقاومتها الهستيرية و يتجه بها نحو الحمام
وضعها بحرص في حوض الاستحمام الذي أعده سابقا لها و هو يهتف بتذمر بسبب تبلل ملابسه أثناء مقاومتها ما تهدي بقى احسنلك انا لسه مقدر الحالة اللي إنت فيها و الا كنت دفنتك مكانك غبية 2
رمقته كاميليا بعيون حمفي اليوم التالي
إستيقظت كاميليا على صوت فتحية التي كانت تهزها برفق و تنادي بإسمها كاميليا هانم من فضلك إصحي الست ثريا و شاهين بيه مستنيينك تحت الساعة بقت واحدة و انت لسه نايمة
فتحت عينيها بصعوبة ثم أغمضتها بسبب أشعة الشمس التي تسللت إلى كامل الغرفة رمشت عدة مرات حتى تتعود عليها قبل أن تنظر إلى فتحية التي كانت تقف أمامها قائلة بصوت مبحوح من أثار النوم و البكاء صباح الخير يا فتحية
فتحية بلهفة صباح الخير يا كاميليا هانم
كاميليا بفتور إسمي كاميليا يا فتحية كاميليا بلاش هانم دي
فتحية بابتسامة ميصحش انت خلاص بقيتي مرات شاهين بيه و لو سمعني بناديكي باسمك حاف كده حيطين عيشتي
تأوهت كاميليا پألم و هي تحاول التحرك من مكانها لتقول بصعوبةخلاص لما نبقى لوحدنا ناديني كاميليا و لما تبقي قدامه ناديني باللي إنت عاوزاه آآآه
عظت على شفتيها پألم و هي تحاول الاستناد على يديها للوقوف لتسارع فتحية نحوها بهلع و هي تتساءلفيكي إيه مالك
إستندت كاميليا على جانبها قبل أن تنزل قدميها لتغوصا داخل السجادة ذات الفراء الكثيف و هي تهتف بصعوبة ارجوكي يا
فتحية ساعديني و بلاش أسئلة انا مش قادرة أتحرك خطوة لوحدي جسمي كله مكسر
سكتت فتحية بعد أن فهمت لوحدها ما حصل لتلف ذراعها حول جسد كاميليا و تساعدها للدخول إلى الحمام
بعد نصف ساعة نزلت كاميليا الدرج بخطوات بطيئة بعد أن إرتدت روب ناعم من اللون الأبيض تتخلله بعض الورود الحمراء بكم طويل حتى تخفي تلك العلامات التي إستحال لونها إلى الأزرق و البنفسجي أما بقية الآثار فقد حاولت إخفاءها بمساحيق التجميل
توجهت إلى الصالون لتجد ثريا التي إبتسمت لها بحب حالما رأتها و هي تقول بسم الله مشاء الله قمر يا بنتي ربنا يحميكي ويحفظك
عانقتها كاميليا ثم قبلت جبينها و
هي تقول صباح الخير يا ثريا هانم
أمسكت ثريا بيديها و هي تمسح على رأسها بحنان قائلة صباح الهناء يا حبيبتي انا خلاص بقيت ماما ثريا بلاش هانم دي
إبتسمت لها كاميليا و هي تومئ بطاعة حاضر
تابعت طريقها لتجلس على طرف الكنبة بعيدا عن شاهين الذي كان يخفي نظرات الإعجاب بجمالها الساحر الذي يزداد يوما بعد يوم
إبتسم بتسلية و هو يراقب تحركاتها الخجولة المرتبكة و هي تتناول كوب قهوتها و تترشفه بتردد كاد ان ينفلت من يدها و ينسكب عليها عندما
سمعت
ثريا تسأل شاهين هو انتو حتروحوا إمتى شهر العسل 2
ليجيبها الآخر لا إحنا حنفضل هنا أحسن أنا عندي شغل و مش فاضي
رمقت ثريا إبنها باستنكار و هي تهتف
معترضةشغل إيه يا إبني انا بكلمك على شهر العسل مراتك لسه عروسة و من حقها تخرج و تتفسح من أولها حتقعدها في البيت 6
وضعت كاميليا كوبها على الطاولة ثم نظرت إلى شاهين الذي كان مشغولا بهاتفه قبل أن تحول نظراتها إلى ثريا و تبتسم لها برقة و
هي تجيبها بهدوء محاولة تجنب وقوع مشكلة بينهما بسببها معلش يا ثريا هانم هو عنده حق انا كمان ورايا دراسة و قريب جدا حتبدأ الامتحانات
توقفت عن الكلام عندما سمعت ضحكات زوجها الساخرة قبل أن يهتف بلهجته الآمرة التي لا تفارقه أهو سمعتيها بنفسك يا ماما هي عندها دراسة و انا عندي شغل مش فاضيين للكلام الفارغ داه
وضع هاتفه في جيب سترته ثم إعتدل واقفا و هو يكمل كملي فطارك و تعالي على المكتب عاوزك في حاجة مهمة
تأففت ثريا بضيق من بروده لتتمتم معلش يا بنتي بكره حيروق و حيرجع في قراره كملي فطارك تلاقيكي مأكلتيش حاجة من إمبارح الصبح
نفت كاميليا برأسها و هي تقف من أمامها لا معلش انا مليش نفس دلوقتي حبقى آكل بعدين انا لازم أروح أشوفه عاوز إيه عن إذنك
ثريا بنظرات عطوفة إذنك معاكي يا حبيبتي راقبتها و هي تتحرك ببطئ نحو المكتب و لم تخفى عنها نظراتها الخائڤة التي تحاول إخفائها بابتساماتها المزيفة لتحدث نفسها متسائلةيا ترى عملت إيه البنت دي في دنيتها علشان توقع في إيد إبني انا السبب انا اللي خليتها تشتغل هنا كان لازم أمشيها من يومها انا إزاي عملت كده ربنا يهديك يا شاهين يحنن قلبك عليها دي باين عليها غلبانة و مش حمل اللي بيعمله فيها
ظلت تحدث نفسها طويلا إلى أن رأت فادي يطل من باب الفيلا و تتبعه زينب متجهين نحوها
في المكتب
دخلت كاميليا لتجد شاهين يجلس بشموخ وراء مكتبه الفاخر و هو يتابع بعض الأعمال بواسطة حاسوبه المحمول
أشار لها بأن تجلس على الكرسي المقابل للمكتب أخفت إستغرابها لأنه لم يطلب منها الجلوس تحت قدميه كعادته و هي تتذكر كلام هبة عندما أخبرتها بإمكانية تغيير معاملته لها بعد أن أصبحت زوجته
أخفضت رأسها بإرتباك بعد أن إنتبهت إلى نظراته الحادة و هو يقول بوقاحة حلو أوي الفستان مغطي كل العلامات بتاعة إمبارح
ظلت صامتة ليسترسل في حديثه طيب انا جبتك هنا عشان أقلك على شوية حاجات ياريت تنفذيهم بالحرف الواحد علشان حياتنا تستمر بهدوء و مين غير مشاكل و مش عايز افكرك انا حعمل إيه لو خالفتي أوامري
أومأت له برأسها و هي تتحاشى النظر إليه ليكمل
أول حاجة ممنوع تخرجي من الفيلا لأي سبب من الأسباب لا تقوليلي
صاحبتي و لا عيلتي و لا أي حد أي حاجة انت عايزاها قوليلي و انا حجيبهالك لحد عندك ثانيا فادي