الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية لحن الحياة. _ بقلم سهام صادق.

انت في الصفحة 33 من 103 صفحات

موقع أيام نيوز


إنك أكيد لسا بتحبي الشقه ديه
فرفعت عيناها نحوه 
خلينا نمشي ارجوك 
ودفنت وجهها بصدره وتشبثت به 
فأبعدها عنه قليلا ليمسح وجهها برفق
حاضر يامرام
....................
فتح الغرفه برفق ليطالعها وهي ممدة على الفراش نائمة بعمق واقترب منها بهدوء وجلس جانبها يتأمل ملامحها 
نايمه ولا علي بالها .. اه ياجاسم يوم ماتقع متقعش غير في اللي هطلع روحك بتمردها 

وعندما وجدها تتقلب في نومتها نهض من جانبها
ذاهبا نحو غرفة الملابس التي تضم ملابسه وملابسها ..فالخدم رتبوا الغرفة علي اساس أنهم زوجان طبيعيان يتشاركوا الغرفه 
وألتقط بعض الملابس ثم تحرك بحذر وترك الغرفه 
وأغلق الباب خلفه لتفتح مهرة عيناها متسائله وهي تمسح على وجهها 
هو الباب أتقفل ولا انا بيتهيألي 
وحركت رأسها بيأس من حالها ..فهي لم تغلقه بالمفتاح بعد ان طمئنها جاسم 
اكيد بيتهيألي 
وفردت ذراعيها علي الفراش بمتعه
وحشني صوت الحج إسماعيل وهو بينده على الواد حماده ولا صوت الواد شيكا ولا زيكو
وتنهدت وهي تضع ساق فوق الآخر ومازالت نائمه على الفراش 
ولا نميمة ام ماجد مع ستات المنطقه 
وتمطأت بجسدها لتتسع عيناها متذكرة ورد ..فأخدت تدور بعينيها باحثة عن هاتفها 
لټضرب جبهة رأسها متذكرة انه مع أكرم 
هتصل اطمن على ورد ازاي دلوقتي 
ونهضت من فوق الفراش تنظر حولها ثم خرجت من الغرفة متذكرة ان الحل الوحيد هو ذهابها لجاسم 
المنزل كان فارغا فيبدو أن الخدم قد اخذوا اجازه حتي لا يزعجوهم 
فاكرينا زي اي عريس وعروسه 
وصعدت الدرج ثانية تبحث عنه في الغرف التي يحتلها هذا الطابق وآخر غرفة قد بحثت فيها عنه هي الغرفة القريبه من غرفتها
لتفتح الغرفة وتنظر داخلها لتجد الفراش عليه ملابس نظيفة مرتبة ..فأدركت أنه نام بتلك الغرفة أمس 
وهتفت بأسمه 
جاسم 
ووقفت في منتصف الغرفه لتسمع صوت المياه ثم انغلق الصنبور ..فجلست علي الفراش تنتظر خروجه 
كانت تعطيه ظهرها .. تجلس ممدة ساقيها تزفر أنفاسها بقوه مسموعه 
صباح الخير 
فألتفت اليه وهي تتمتم
انا عايزه 
واتسعت حدقتي عيناها وقد تجمد نظراتها وهي تراه بتلك الهيئة فلا يستر جسده الا منشفة حول خصره 
ونهضت من فوق الفراش تشيح نظراتها عنه وبأنفاس سريعه تمتمت
تليفونك ..عايزه تليفونك اكلم ورد اطمن عليها 
كان يكتم صوت ضحكاته بصعوبه ..ليتقدم منها
لتلتف بجسدها بالكامل 
وألتقط هاتفه وهو ينظر لظهرها المقابل لعينيه
هتاخديه ازاي وانتي مدياني ضهرك 
فمدد يدها لاعلي... ليعطيها الهاتف 
فأخدته منه وتحركت نحو الباب دون ان تنظر إليه
ليقف يطالعها واخيرا صدح صوت ضحكاته
................
أغلقت الهاتف بضيق ثم قذفته على الفراش بحزن ف ورد قد عادت لتركيا لاضطرار كنان للمغادرة بسبب مشاكل حدثت بعمله 
وسارت بالغرفة بملل ثم نظرت لهيئتها پصدمه فشعرها مشعث وأثار النوم مازالت على عينيها 
واقتربت تنظر لوجهها أكثر 
وشي بقي أصفر كده ليه.. 
وزفرت أنفاسها بحنق ..فضغط الأيام الماضية أثر على وجهها وجسدها
وشعرت بتقلص معدتها ..فمنذ ان أكلت بالصباح ليلة أمس لم تأكل ثانية فشهيتها ذلك اليوم كانت منعدمه
وأبدلت ملابسها بملابس أخرى لم تهتم بالملابس التي اشتراها لها رغم ان عيناها كان سيقتلها الفضول لتدقق النظر في كم الملابس الموجوده بالغرفه
ونفضت رأسها سريعا لتهبط لاسفل متجها نحو المطبخ الذي دخلته مسبقا
لتجد جاسم يقف امام مكينة القهوة يعد لنفسه قهوته 
لتتنحنح بحرج ..فيلتف نحوها ومدت يدها له بهاتفه 
فألتقطه متسائلا 
كلمتي ورد
فتنهدت بيأس 
سافرت 
فتناول فنجان قهوته ثم تذوقه ببطئ 
اكيد حصلت حاجه مهمه اضطرت كنان يسافر
فحركت رأسها فهذا ماحدث حقا .. ووجدته يغادر المطبخ 
محدش من الخدم هنا ليومين .. مضطرين نخدم نفسنا بنفسنا 
وانصرف ليتركها مذهوله من حديثه ..فكانت تظن أنه سيخبرها ان تخدمه وتعد له الطعام

ولكنه بكل هدوء أخبرها ان كل من هما سيخدم نفسه ..فأبتسمت وهي تتجه نحو الثلاجه 
وانا اللي كنت فاكره هتقولي حضريلي الفطار انتي لازمتك ايه هنا 
وألتقطت بعض الاطعمه الخاصه بوجبة الافطار متمتمه
ظلمتك 
.....................
جلست ورد علي فراشها تعبث بهاتفها ف الي الأن لم يأتي كنان ولم يرد علي هاتفه ..ففور ان وصلوا بالطائرة الخاصه ذهب كنان مع مدير أعماله لرؤية المستودع الذي حدث به حريق 
وانفتح الباب ليدلف كنان بتعب حاملا سترته على أحد كتفيه 
فنهضت من علي الفراش واقتربت منه بقلق ثم رفعت قدماها تتحسس وجهه المرهق
لماذا لا ترد علي اتصالتي
فضمھا كنان اليه بحنان
يبدو انى نسيته علي وضع الصامت ..لا تقلقي ورد انا بخير
فكادت ان تسأله عن سبب الحريق ..الا ان هيئته المرهقه جعلتها تتراجع 
أذهب لتستحم وانا سأهبط لاسفل لأحضر لك طعام تأكله ثم تنام حبيبي
فجذب كنان يدها ليجعلها بين ذراعيه مجددا . 
لتذهب بعدها ورد من أمامها ودقات قلبها تخفف 
وبعد نصف ساعه كانت تحمل صنية الطعام وتخرج من المطبخ متجها نحو الدرج ..فرمقتها فريدة بأستهزاء 
 كنت اتمنى الا تعودي مجددا من فتمتمت ورد بحزن
لما تكرهيني هكذا
لتضحك فريده وهي تدفعها بذراعها ثم تخطتها ..لتسير بغرور تتباطئ في خطواتها وتداعب خصلات شعرها المصفوفه بأناملها 
لتقف ورد تطالعها بآلم ...وأبتلعت غصتها وصعدت لاعلي 
وعندما وصلت الي غرفتهما تمتمت لنفسها
لا تبكي ورد... كوني قويه 
ودلفت لداخل الغرفه ..لتجد كنان غارق في النوم ..فوضعت صنية الطعام جانبا ..واقتربت منه 
كنان استيقظ لتأكل ثم عود للنوم 
ليفتح كنان عيناه بنعاس 
اقتربي ورد 
فاقتربت منه أكثر ..لتشهق وهي تجده يجذبها إليه يزيل حجابها عن رأسها غارقا في أحضانها 
أريد ان اغفو بين ذراعيك ورد 
وتمتم بنعاس 
داعبي شعري مثلما تفعلي لجواد 
لتبتسم وهي تفعل له ما يريد 
.....................
تعجب جاسم من الطعام الذي وضعته أمامه ..مهرة اليوم تبهره أعدت طعام الفطور له والآن طعام الغداء ..لتنظر له مهرة متسائله وهي تضع بطبق آخر علي المائدة في حجرة الطعام 
 بتبصلي كده ليه 
فأبتسم جاسم وهو يتذوق ما أعدته 
بتبهريني الصراحه ..انا كنت عامل حسابي اطلب اكل من بره اليومين اللي دول لحد ما الخدم يرجعوا شغلهم 
فنظرت مهرة الي الطعام وهي تضع بأصبعها على صدرها بغرور مصطنع
وانا روحت فين 
وتابعت وهي تحدق به 
مش معني أننا علي خلاف فأنا مش هقوم بدوري كضيفه 
وضغطت علي كلمتها الاخيره...لينظر لها جاسم بجمود
انا بقول بلاش تتكلمي كتير ..لانك كل مابتعدليها بتنيليها 
فحدقت به وهتفت بضيق
انا بعمل كده ..مش انت اللي استمريت في اللعبه ديه واجبرتني على الجواز
فطالعها جاسم بجمود ونهض من فوق المقعد .. وكاد ان يتحرك ويترك لها المكان بأكمله ..ليقف مندهشا وهو ينظر ليدها التي تمسك ذراعه
انت مش هتاكل 
فنظر لها وهو يزفر أنفاسه 
نفسي اتسدت
وازاح يدها ليجدها تمسك ذراعه متمتمه بحرج 
متزعلش خلاص 
تجمدت عيناه عليها وهو يطالعها كيف تتحاشا النظرات اليه حتي لا يري ضعفها ..فتنهد بيأس من أفعالها .. وعاد يجلس علي مقعده وبدء يأكل بصمت وعقله شارد بحياته القادمه معها 
.............
في المساء ..خرج من غرفة مكتبه بعد ان اطلع على بعض الأوراق التي أتى بها كريم اليه 
هتسافر بكره مش كده 
فتمتم كريم بأسف
للاسف لازم ارجع كندا بأسرع وقت عشان الاوراق المتعطله امضتها ..كان نفسي اقعد اكتر من كده 
كان صوتهم قد وصل إلى مرام ومهرة الجالسين علي أحد علي الارائك يداعبون الصغيران ويضحكان 
ليبتسم كريم وهو ينظر لجاسم 
مراتك شكلها بتحب الأطفال اوي 
ووكظه برفق في ذراعه 
لو جبتوا ولد هتسموه كريم علي أسم عمه 
لينتبه جاسم لحديثه وعيناه علي مهرة التي ارتبكت من حديث كريم واشاحت وجهها بعيدا عن انظارهم بخجل ..لتنهض مرام متجها لكريم متسائله
احنا مسافرين بكره 
فحرك كريم رأسه بأسف
عارف اني وعدتك هنقعد كمان أسبوع ... بس مضطر يامرام 
لم تجد ماتقوله ففي النهايه هم حياتهم أصبحت هناك .. وانتبهوا لصوت جرس المنزل فنهضت مهرة بأمل بعد ان وضعت الصغيران في عربتهم 
ده اكرم 
وركضت صوب الباب بسعاده ..واول مافتحته أندفعت لحضنه ..فضمھا أكرم إليه هاتفا بمرح 
لدرجادي وحشتك 
فتشبثت به ولا تعلم لما بكت 
ورد سافرت ..خۏفت أنت كمان متسألش عني 
ليبعدها عنه أكرم وعيناه اتجهت نحو جاسم وكريم اللذان وقفوا يطالعوهم 
حد ينسي برضوه اخته الكبيره .. ام لسان طويل
وعقب تلك الكلمه ابتعدت عنه .. ليضحك جاسم وهو يتقدم نحوهم مصافحا أكرم ونظر لمهرة التي تحدق بشقيقه بشړ
الحمدلله أنك اعترفت بالحقيقة اللي انا هضطر استحملها طول حياتي 
لتتجه مهرة بنظراتها نحو جاسم ورفعت حاحبيه بضيق
بقي كده 
ليجذبها أكرم له ويضمه بحب 
بهزر معاكي ..
كان جاسم يشعر بالغيره من احتواء أكرم لها بهذا الشكل .. وانتبهوا علي صوت مرام 
أحنا بقي مضطرين كمان نمشي عشان نلحق نجهز حاجتنا واقعد مع بابا وماما واشبع منه
ليومئ كريم رأسه مخاطبا اخاه 
واه نكون خفاف ولذاذ برضوه 
وبعد الوداع .. رحل كريم ومرام 
ليجلس جاسم مع أكرم واتجهت مهرة للمطبخ لتعد له مشروب بارد وبعض الحلوى 
وحملت ما أعدته لتقترب منهم فتسمع أكرم وهو يوصي جاسم علي مهرة مخبرا اياه أنها اطيب واحن شقيقه 
سعاده لا توصف وهي تسمع عبارات المدح من

شقيقها الذي اكتسبته من بداية حكايتها مع جاسم وعملها في شركته تعويضا لما فعله شقيقها الأخر 
...................
حاوطها كنان بذراعيه وهو يري لمعت عيناها المتحمسه بعد ان اخبرها أن تتجهز وتنتظره وأنحني نحوها يقبل جبينها هامسا بشوق
سأخطفك يومان ورد ..فقد أشتقت اليكي 
لتتسأل ورد عن المكان الذي سيذهبوا إليه 
الي اين كنان 
فداعب كنان أنفها بأصبعها 
سنذهب ل أنطاليا 
كانت والدته تتابعهم من شرفة حجرتها بوجه محتقن...لا تصدق ان كنان عاشق لتلك الفتاه 
وهي التي تعلم ان ابنها دوما كان يسير بعقله
.....................
رفعت مني عيناها نحو تلك التي وقفت أمامها تفرك يداها بتوتر 
لتتذكرها مني ..فهي نفس الفتاه التي ساعدتها مهرة لتعمل هنا 
ريم مش كده
فطالعتها ريم بخجل وهي تحرك رأسها 
ممكن رقم مهرة ..اصل تليفوني ضاع 
ففهمت مني علي الفور ..وامسكت ورقه ومن ثم دونت لها الرقم 
لتعطيه لها ببتسامة لطيفة ...فأبتسمت ريم 
شكرا
وغادرت الغرفه وهي تنظر للرقم ودون ان تنتبه لما أمامها 
أصطدمت بجسد احدهم ..فأرتدت للخلف فزعا ورفعت عيناها التي دوما تخفضها خجلا 
مش تحسبي 
فرفعت عيناها التي تخفضهما خجلا ...فهي تعلم بهوية من يقف امامها ياسر الذراع الايمن لجاسم الشرقاوي 
انا اسفه 
ينظر لها ياسر سارحا في حزنها الذي يطغي علي ملامحها حتي صوتها 
.................
مرت بضعة أيام قضوها في المنزل رغم عرض جاسم عليها الخروج او السفر لمكان ما ..خلال تلك الأيام كل منهما اكتشفوا طباع وهويات بعضهم أكثر 
جاسم يهوي القراءة ويعشق فن الحړق علي الخشب 
ادهشها اتقانه لها بل وشغفه 
اما هي لا هواية الا قراءة كتب القانون 
وقفت تنظر من غرفتها عليه وهو يتجه بالغرفة التي بالحديقه حيث يمارس فيها هوايته ..لتتعلق بأنظارها عليه متنهده ..ثم عادت تلتف نحو فراشها تحدق بالملابس الكثيرة التي جلبها لها اليوم وتناسب حجابها 
حاسه اني عايشه مع انسان مختلف ..غير اللي اتعملت معاه .. انت انهي شخص يابن الشرقاوي
......................
في صباح
 

32  33  34 

انت في الصفحة 33 من 103 صفحات