نبض قلبي لاجلك
تحركت بخطوات حثيثه متجهه نحوه ... اعتذر بلباقه من مرافقيه عندما صافحها مرحبا وعلي وجهه ابتسامه جذابه مشاكسه كنت متاكد انك هتسمعي الكلام وتيجي... نورتيني ونورتي بيتي المتواضع... رفعت حاجبها مجيبه اياه بغرور انا ماكنتش جايه اصلا ...بس اعتذار هشام هو اللي اجبرني اني اجي ... قالتها بصدق... مش مهم السبب ... المهم انك جيتي ..ده لوحده كفايه عندي.. قالها بصدق وهو يطالعها بنظرات شغوفه... توترت من نظراته وقالت بنبرم مرتبكه وهي تحيد بنظارتها عنه .. عن اذنك انا هروح اقعد مع زمايلي... مشت من جانبه واتجهت حيث يقف احمد ونور ... نور ايه يا سو الحلاوه والشياكه دي كلها ... ميرسي يا نور انتي الاحلي ولا ايه رايك يا احمد... وانا اقدر اقول غير كده دي نور طول عمرها قمر... قاطع حديثهم انضمام يونس اليهم.... يونس مبهورا بجمال سوار زي القمر يا سو كالعاده ..انت كده هتختاليني مقدرش ابعد عنك خالص..قال نععععم!!! قالتها سوار احممم.. قصدي يعني علشان محدش يضايقك ... مالك قفشتي كده ليه بهزر معاكي...حاول اضفاء المرح علي حديثه فا الجواء بعد استنكارها لحديثه... ابتسمت باقتضاب واستدارت تتحدث مع نور وتتابع اجواء الحفل من حولها ... وعاصم يتابعها بنظراته من حين لاخر ... ارتفعت اصوات الموسيقي معلنة عن رقصه للثنائيات... احمد تعالي يا نور نرقص .. ثم وجه حديثه ليونس وسوار.. وانتوا كمان قوموا ارقصوا معانا.. قام يونس مرحبا بالفكره وليه لا يالله يا سو نرقص... اعتذرت سوار بحرج.. لا معلش مش عاوزه ... نور تعالي بقي والنبي دي فرصه نخرج من جو الشغل ونفرفش شويه ... احمد اايوه يا سو تعالي هو احنا كل يوم بنحضر حفله زي دي...يونس مشجعا بعد احباطه من رفضها...قومي يا سو ده الناس كلها بترقص جت علينا يعني .... وافقت علي مضدد بعد الحاحهم عليها ... عدي تعالي يا يونس اشرب لك حاجه تروق دمك.... متشكر مش عاوز... يا راجل اشرب بدل ما انت بتطلع ڼار من ودانك كده...قالها وهو يعطيه كاس من العصير... اجفلت سوار منه ومن جراته... قالت منفعله انت ايه اللي انت عملته ده .. هو انا قلت حاجه غلط... هو مش برضه غريب عنك ويعني انت اللي قريب!!! اه طبعا قريب وقريب اوي ومن زمان كمان... هو مش والدك الله يرحمه صاحب ابويا من زمان ومتربي معاه وفي حكم الاخوات... ابقي قريب ولا لاء... يعني احنا نيقي ولاد عم!!وبعدين انت ناسيه اننا ناس صعايده ومعندناش حريم يترقصوا مع رجاله غريبه عنيهم ده تطير فيها رجاب ... قالها بلهجته الصعيديه التي يجيدها جيدا يمازحها لتخفيف التوتر ببنهم... ابتسمت رغما عنها علي طريقه كلامه.. تعرف ان دي اول مره اسمعك بتتكلم صعيدي... وانتي ضحكتك حلوه اوووي... ممكن اسالك سؤال بس تجاوبيني بصراحه...ردت بجد..اسال انتي في حاجه ببنك وبين يونس يعني اصله بتعامل معاكي بطريقه غريبه شويه !!! لا مفيش بينا حاجه ... يونس واحمد زي اخواتي بالظبط ... ابتسم براحه.. تمام ..بس خالي بالك منه !!! تقصد ايه ...هو ممكن يعني يعمل حاجه تضايقني او... قاطعها بحزم ولا هو ولا عشره زيه يقدر يمس شعره منك طول ما انا موجود... انا قالتهالك كده وهقولها تاني ... انا موجود وفي ظهرك ومش هسمح لاي حد يمسك بكلمه او بفعل طول ما فيا نفس... قالها وهو ينظر في عمق عينيها العسليه بعيناه السوداء وكانه يحفر كلامه داخل راسها.... انتهت الرقصه فاضطر مرغما ان يبتعد عنها ولكن لم يبتعد ظل قريبا منها بدرجه كبيره.... اناااا لازم امشي الوقت اتاخر.. عن ادنك. استني !!!انت هتروحي لوحدك !!! انا هوصلك. لا مفيش داعي... انا هتصل بسواق هشام هو اللي وصلني وهو الي هيروحني. مش عاوز اعتراض... انا قلت هوصلك يعني هوصلك.. اتفضلي قالها وهو يشير بيده للامام لكي تتقدمه... ساروا معا للخارج حيث سيارته المصفوفه ..فتح لها باب السياره في حركه نبيله منه .. ابتسمت وشكرته وهي تدلف داخل السياره قاطعه عدي مناديا عليه قيل ان يتحرك بسيارته... علي فين يا عاصم ..... هوصل سوار وارجع علي طول اممم الله يسهله يا عمنا.. طاب مش عاوزني معاك ...قال غامزا يعينه البسري مشاكسا اياه.... لا يا خفيف شاكر افضالك ... قفل انت الحفله علي كده وانا هوصلها ومش هتاخر ..سلام . انطلق بسيارته مسرعا قاصدا منزلها... كان طوال الطريق يقود علي سرعه بطيئه للغايه .. لا يريد للطريق ان ينتهي .. ي في الجلوس معها اطول وقت ممكن!! احممم هو حضرتك يعني ممكن تسرع شويه انت ماشي ببطء اوي اناااااا فين ده ... وبعدين انت زهقتي مني بالسرعه دي!!! مش قصدي حضرتك ..بس يعني علشان متاخرش علي الولاد.. ايه حضرتك حضرتك دي ...بتحسسني اننا في الشركه ... ما هو مش هينفع اقول غير كده حضرتك مديري ... هو مش واحنا بنرقص قلت لك اننا ولاد عم... في واحده تقول لابن عمها حضرتك !!! وعلشان اسهلهالك واحنا في الشركه قولي حضرتك زي ما انت عاوزه وانا هقولك مدام سوار لكن واحنا باره الشركه هيبقي عاصم وسوار وبس.. قال جملته الاخيره وهو ينظر لها بابتسامه وحب.. اضطربت وتوترت من كلامه ونظراته ... هناك شيء غريب يحدث لها ... انتبهت عندما توقف بسيارته امام منزلها. ا الفصل ال في الشركه.... يجلس عاصم علي مكتبه يدرس بعض المشاريع المطروحه امامه بحماس شديد ... فمنذ لقائهم الاخير وهو يعيش حاله من التفائل والحماس وانعكست عليه في كل شيء حوله... يراقبها كل حين واخر عبر الكاميرا .. تاره تعمل .. تاره تضحك وتاره تثرثر مع نور...طرقات علي باب مكتبه منعته من مراقبتها!! اعقبها دلوف عدي اليه.... تعالي يا عدي..... اتفضل يا .. الفايل ده في كل المعلومات الي طلبتها عن اللي اسمه يونس..قالها وهو يمد يده بالملف... تناوله منه واخذ يقراه باهتمام شديد.... اللي عاوز افهمه انت مهتم اوي بالواد ده ليه ...وليه خاليتي اجيب لك تاريخ حياته!!! عادي واحد شغال في شركتي وعاوز اعرف معلومات عنه مش اكتر!!! امممم شغال في شركتك !!! طيب .. انا في مكتبي .. سلام قالها عدي وهو يخرج من مكتبه تاركا عاصم يقرا ملف يونس بتركيز شديد.... ........... انتصف النهار وسوار لم تتحرك من مكانها تعمل علي الحاسوب بسرعه ومهاره.. ما ان انتهت حتي الت في جلستها تحرك تها يمينا وبسارا تريحها من التشنج الذي اها نتيجه عملها لوقت طويل ... ياااه اخيرا خلصت .. ايه ده الشغل مش بيخلص ابدا... ده انا حاسه ان تي اتقطمت... يونس بمغذي خلاص نبقي نقول لعاصم بيه يخف الشغل عليكي شويه سوار بصفاء نيه يا سلام هو في صاحب شغل النهارده هتقوله الشغل كتير ومتعب هيقولك وماله تخف عليك ونقلل الشغل ده انت طيب اوي. قاطع حديثهم رنين هاتف المكتب ..فاجاب عليه احمدوكانت سلمي سكرتيره عاصم تبلغه باحضار احد الملفات الي مكتب عاصم مع سوار تحديدا.... سوار يا ريت تحضري فايل القروض البنكيه الاخير وتطلعيه لمكتب مستر عاصم... اضطربت ما ان سمعت بطلبه لها... تذكرت ما حدث في اخر لقاء بينهم...ابستامه بسيطه ظهرت رغما عنها ... ولكتها نفضت هذا التفكير عنها واقنعت نفسها انه مهتم بها بحكم الصداقه العائليه بينهم فقط!!! قامت تبحث عن الملف المطلوب الا ان حديث نور المشاكس اثار انتباهها... ايوه بقي يا سو ... عدينا خلاص ومستر عاصم بيطلبك في شغل بالاسم.. انهت كلامها بغمزه من طرف عبنها لمشاكستها!!!! زوت مابين حاجبيها مستغربه طاب ودي فيها ايه ... ما هو علي طول بيطلب شغل واي حد فاضي بيقوم بيه ...ايه الجديد !!! ايوه بس مش بيطلبه بالاسم ... ويعدين بيني وبينك كده انا حاسه انه عينه منك.... تركت ما كانت تبحث عنه بين الملفات واستدارت لنور وعلي وجها تعبير متوتر واندهاش لما تفوهت به ... ثم اشارت علي نفسها وقالت بتعابير مندهشه عيني مني اناااا!! ايه التخاريف اللي بتقوليها دي!!! تخاريف ايه يا بنتي بس ... اصلك مشوفتيش هو بيبص لك ازاي ولا وانتوا بترقصوا مع بعض ... ياااا لهوووووي كنتوا تجننوا هييييييح so romantic .. قالتها نور بحالميه وهي تضع قبضه يدها علي جانب وجهها تستند عليه!!!!! ارتجف جسدها ما ان استمعت لوصف نور عن رقصتهم معا ... الا انها ڼهرتها كي تخفي ارتباكها ايه الجنان اللي بتقوليه ده ... اعجاب ايه.. ورقص ايه... انا ما اسمحلكيش !!! قاطعها يونس بخبث اهدي بس يا سو ..نور ما تقصدش...هي قصدها يعني انك تاخدي بالك منه ... عاصم رجل مش سهل... عاصم لا بتاع حب ولا جواز .. ده كل يوم مع واحده ...ده حتي مسمينه الدنجوان!!! وهو تلاقيه بيعمل كده بيرسم عليكي علشان تسلميله وفي الاخر تنضمي لقايمه حريم عاصم ابو هيبه!!! ويعني ما تفهمنيش غلط علشان انتي مطلقه يعني!!! قالها وهو يتابع بنظرات خبيثه وقع كلامه عليها... صفعها يونس بكلامه!! وكانه اعادها للواقع لتفبق من وهم افكارها...تشوش تفكيرها من حديث يونس!!! ولكنها اجلت التفكير فيه وتفرغت للرد عليهم .... تحدثت بانفعال شديد حتي لو كلامكم صح .. انا ما اسمحش لحد يتكلم ويقول عليا الكلام ده اويلمح بيه لانه مرفوض !!! ولو تفتكروا انتوا اللي اصريتوا عليا علشان اقوم ارقص معاكم .. ولو كنت رقصت مع يونس كنت هتقولواكده برضه .... ولا علشان هو عاصم بيه صاحب الشركه وانا موظفه عنده كده الموضوع هيبقي اقوي واحلي ويسمع مع الكل .... انتي تقولي معجب بيكي... والبيه يقول بيرسم عليا علشان انضم لقايمه حريمه!!! ومش مهم بقي الكلام ده صح ولا غلط ... ومش مهم سمعه الناس اللي بتتكلموا عنهم ... والكلام يكتر ويتنقل من مكان للتاني واللي هيبقي المتضرر الوحيد في ده كله اناااا... ويا سلام بقي لما الناس تعرف اني مطلقه ... بس هي دي قنبله الموسم !! الي يقول بترسم عليه علشان تتجوزه واللي يقول ماشيه علي حل شعرها وغيره وغيره...وكل ده علي حساب سمعتي ....ومش بعيد ده يكون تفكيركم انتوا كمان ... وانتوا المفروض عرفتوني كويس!!! جذبت حقيبتها من علي مكتبها وانطلقت مسرعه تخرج من الشركه كلها...ركبت سيارتها وانطلقت بها تسير بلا هدف محدد وكل ما حدث تعيده بذهنها مرات