الأحد 24 نوفمبر 2024

روايه الذئاب

انت في الصفحة 18 من 81 صفحات

موقع أيام نيوز


وهي تبكي
جذبها أكثر لأعلي ليلقي بها ع ذلك التخت التي تتسلط عليه أضواء من السقف ... ألتقط ذلك المعطف التي كانت ترتديه وقام بسحب الحبل الذي يتوسطه .... أعتلاها وأمسك بيديها وقام بضمهما معا خلف ظهرها
_ أنا أسفه يا قصي ... حقك عليا ... مش هجيب سيرته تاني ... تلك الكلمات التي ظلت تكررها وتصرخ بها وهو لم يبالي لها ... تغيب عقله تحت تأثير الخمر ... أنتهي من تقييد يديها ... وأمسك رأسها من الخلف ليقربها من وجههه وهو يحدق ف عينيها وقال _ عايزك قبل ما تنطقي أسمه تفتكري اللحظة دي كويس

ألقاها ليمد يديه إلي تلابيب ثوبها وقام بنزعه وتمزيقه .....
٦
_ يقف أسفل المياه المنهمرة ع جسده وخصلات شعره تغطي جبهته ... يستند ع الحائط الزجاجي بكفيه وينظر لأسفل پألم دفين ... لم يستوعب ما قد أقترفه منذ قليل ... لم يكن يريد أن يفعل هذا عنوة عنها علي الرغم إنها زوجته ... كان يتحدث بداخل عقله وكأنه شخصان وليس شخصا واحدا
_ ليه عملت فيها كده وأنت بتعشقها ومبتستحملش عليها حاجة !!! ده أنت من كتر حبك فيها واشم اسمها ع صدرك
_ هي الي اضطرني أعمل فيها كده ... كل ما تجيب سيرته بتصحي الألم الي جوايا وبتزيد ڼار الإنتقام وببقي عايز أخلص منه ومن عيلته وخاصة عزيز باشا
_ طيب هي ذنبها أي ف الي حصلك زمان ... منين بتحبها ومنين بتعملها بقسۏة فين الرحمة الي ف قلبك ليها... مش كفاية أتجوزتها ڠصب
_ الرحمة مش ف قاموسي ... وهي ملكي سواء برضاها أو ڠصب عنها
_ يبقي تفرق أي عن الي ظلموك وظلمو والدتك
_ كفااااااايه بقي ... صاح بها بصوت مسموع وهو يحاوط جذعه بزراعيه كأنه يعانق ذاته ... ويمر أمام عينيه ذكريات من الماضي ...
فلاش باك
يمسك ذلك الطفل ذو تسع سنوات يد والدته التي تبكي وينظر إلي عينيها التي تذرف عبراتها بغزاره وقال بصوته الطفولي ماما ليه بټعيطي 
رفعت وجهها وهي تكفكف عبراتها و تربت ع وجنته وقالت مفيش يا حبيبي عينيا كانت ۏجعاني
قطب الطفل حاجباه بضيق وقال لاء أنتي بټعيطي عشان جدو زعقلك وضړبك وطردنا من البيت ... إحنا كده هنروح فين
قامت بمعانقته وتقبل رأسه وتقول بصوت مټألم باكي ملناش غير ربنا ياقصي
باك
فتح عينيه وهو يشهق ويزفر بقوة ... قام بإغلاق الصنبور ثم غادر الكابينة وألتقط منشفة قطنية كبيرة وأخذ يجفف قطرات المياه من ع جسده وقام بلفها حول خصره ... خرج إلي الغرفة ليجد صبا تدثر جسدها بالغطاء الحريري تضم ركبتيها إلي صدرها وتتعالي شهقات بكاءها ... أنتبهت له وهو يرمقها بدون أي تعبير تظهر ع وجهه... لاحظ خط الډماء الرفيع المتجلط من جانب شفتيها المنتفخة ومليئة بالچروح ... ووجنتيها عليها آثار أنامله
_ أنا بكرهك ... أنا بكرهك ... بكررررررهك ... صړخت بها صبا
مازال يحدق بها بنظرات بارده خالية من أي مشاعر ... أنحني بجذعه ليلتقط ثيابه المبعثرة ف الأرض ... وقال بدون أن ينظر لها ألف مبروك ياعروسة
صړخت پجنون لتعيد تلك الكلمات ع مسمعه أنا بكرهك ياقصي ... بكرهك ... بكررررررررررهك ... قالتها وأخذت تبكي
كان من الخارج مثل جبل الجليد لكن قلبه كان يتألم بشدة ... شرع ف إرتداء ثيابه وعينيه مسلطة عليها وهي تدفس رأسها بين ساعديها لاتريد رؤيته
أغلق أزرار قميصه وأخذ سترته وقام بإرتدائها ... تقدم نحو الكومود ليجدها تبتعد وهي تتشبث بالغطاء ... ألتقط ساعة يده ليرتديها حول معصمه
_ أومي خدي شاور وجهزي نفسك كلها ربع ساعة وهنوصل ميلانو ... قالها بنبرة جدية ولم يعير لحالتها وهيئتها المزرية أي إهتمام ... غادر الغرفة متجها نحو غرفة القيادة
_ هي ظلت تنظر من حولها تحفر ف ذاكرتها كل ركن ف تلك الغرفة التي كانت تطلق عليها بداخل عقلها غرفة الإعدام
نهضت وهي تتمسك بالغطاء ودخلت المرحاض ... ثم كابينة الإستحمام الزجاجية وهي تلقي بالغطاء وقامت بفتح المياه لتهطل ع جسدها التي أخذت تفرك بيديها وكأنها تريد أن تمحو آثار لمساته عليها ... معصميها حولهما علامات تقيدها بالحبل ... عنقها وجيدها يمتلئ بعلامات وردية وزرقاء ومائلة للإخضرار ... آثار قبضته ع عضديها ... تذرف عينيها عبراتها لتختلط بالماء المنهمر ع أهدابها وجفونها المنتفخة ... تهبط بجدسها لأسفل وظهرها يحتك بالجدار المعدني غير قادرة ع الوقوف ... جلست ع الأرض وهي ترجع خصلات شعرها إلي الوراء بيديها .
_ نسيتي تكتبي مع تحيات كارين .... قالها يونس الذي وصل للتو بدون أن تشعر به .
_ أطلقت شهقة ذعر لتلتفت

إليه وقالت أأ أنت أي الي جابك ورايا
أجابها بسخرية وأنا هاجي وراكي ليه إن شاء الله
_ عشان تاخد حقك مني ع الي عملتو ف عربيتك ... بس أنت الي أبتديت خبطلي الموتوسيكل بتاعي ... قالتها كارين
أطلق قهقه ساخرا ثم قال هو
البتاع الخردة الي كان مركون أدام عربيتي ده بتاعك !!!
أجابته بحنق وهي تشير له بتحذير بطل ضحك وتريئه ... أنا ف إمكانياتي أجيب أحدث موديل بس ده عزيز عليا أوي
تنهد وعقد ساعديه أمام صدره وقال أعتذري
غرت فاها وقالت نعم 
_ أعتذري ع الي عملتيه ف العربية وعن الي عملتيه ف صورتي دلوقت ... قالها يونس بنبرة أمرظلت تنظر إليه وهي تفكر وقالت هرسملك صورة غيرها بس بعد كام يوم عشان مشغولة شوية ... خلاص إرتحت 
_ تؤتؤ ... هترسمي دلوقتي عشان عندي عرض بعد بكرة
كارين دلوقتي أي أنت بتهزر !! أنا مش فاضية عندي تحضير رسالة الماجيستير والمفروض أقدمها بعد أسبوع ... ووسع كده من أدامي أنت نستني أنا جاية ليه هنا .... قالتها وكادت تذهب فأمسك بحقيبتها
وقال مش هتمشي غير لما تعتذري يا ترسمي اللوحة
قالت پغضب وصياح أنا قولتلك هرسمهالك .. ف أي تاني 
يونس هترسميها دلوقت يا إما مش هتخرجي من الباب ده ... قالها وهو يشير إلي باب المعرض التي وجدته مغلق
زفرت بحنق وقالت أنت غبي ليه !!! أنا بقولك مشغولة والي جابني المعرض هنا بدور ع لوحة للفنان كارفاجيو
أرتسمت بسمة ماكره ع محياه وقال بنبرة أستفزازية مش هطلعهالك غير لما تنفذي الي قولتلك عليه
_ وبصفتك أي إن شاء الله ... قالتها بسخرية
أقترب منها وقال بصفتي أن أنا صاحب الجاليري الي أنتي دخلتيه برجليكي
أبتعدت بضع خطوات إلي الخلف وقالت طيب عن أذنك يا صاحب الجاليري عايزة أستعير منك لوحة كارفاجيو وهارجعهالك تاني
يونس طيب أسمعيني أنت بقي ... صورتي وهترسميها ومش هتتحركي من هنا غير لما تخلصيها
صاحت به وقالت أنت بتهزر !!! عشان أرسملك البورتريه ده ع الأقل يومين أو تلاته ... وأنا مش فاضية عندي زفت بحضرها عشان أقدمها الأسبوع الجاي ... فهمت ولا هشرح تاني !!
أبتسم لها بإستفزاز وقال بسخرية معلش بقي ربنا وقعك مع واحد غبي ومش بيفهم ولا هيخليكي تطلعي برة الجاليري غير لما تكوني رسماني بورتريه أو تعتذري
أطلقت زمجرة بحنق وقالت وأنا مش راسمة حاجة ولا عايزة استعير اللوحة وخليها اشبع بيها ولا هعتذر ... وعندك الحيطان حواليك كتير أخبط راسك ف الي تعجبك ...
Con sicurezzaمع السلامة
قالتها وهي ترمقه بنظرات ڼارية وهمت بالمغادرة ... وهو يقف يبتسم بثقة ... ذهبت نحو الباب ووضعت يدها ع المقبض لتديره فلم يفتح ... فعلتها مرة أخري حتي تأكدت أن الباب موصد بالمفتاح ... خلعت حقيبتها من فوق كتفيها وألقتها جانبا وهي تتمتم بكلمات غير مسموعة وتشمر أكمام قميصها عن ساعديها ... تقدمت نحوه وقالت بهدوء الذي يسبق العاصفة هات المفتاح عشان أمشي
تركها وذهب بإتجاه إحدي المقاعد الجلدية وجلس بإيريحية وقال الباب ده مش هيتفتح غير تاني يوم ع الضهر كده
_ أنت بتستهبل !!!.... صاحت بها كارين
أبتسم ليثير ڠضبها أكثر وقال والله زي ما بقولك كده بالظبط ... أنا كل يوم باجي الجاليري زي دلوقت وبفضل سهران لغاية الصبح عقبال ما عم عليش السكيورتي يجي يفتحلي الباب لأنه بيقفل عليا الباب من برة
رفعت إحد حاجبيها بعدم تصديق فأردف بتهكم وسخرية متستغربيش ... أصل أنا غبي
ظلت صامتة وهي تأخذ شهيقا وتطلق زفيرا ف محاولة تهدأة روعها ... وبدون سابق أنذار صاحت وهي تركض نحوه وتقفز عليه لينقلب المقعد بهما إلي الخلف .
_ خرجت من الغرفة ثم إلي الخارج ... تسمرت مكانها عندما وجدته يجلس ع المقعد ينتظرها يضع ساق فوق الأخري يزفر دخان سيجارته ويرمقها بنظرات ثاقبة ... ألتفت لتذهب إلي الغرفة فهي لا تتحمل رؤيته
_ رايحة فين قالها قصي
توقفت لكن بدون أن تنظر له رايحة الأوضة ولما نوصل أبقي بلغني ... قالتها ولم تنتظر رد منه
وبمجرد أن دخلت الغرفة وجدته خلفها .... شهقت پذعر وهي تبتعد وقالت بصوت متهدج عايز مني أي تاني 
أخذ السېجاره من فمه وقال أنا عارف إنك
مبتحبيش حاجة حوالين رقبتك ... بس أستحملي لحد مانروح البيت
أدركت أنه يريد إخفاء تلك العلامات ... أندهشت عندما رأته يمسك بقلم حمرة ثم أمسك طرف ذقنها بأنامله ليشعر بجسدها يرتجف من الخۏف ... أخذ يكسو شفتيها بالحمرة ليخفي تلك الچروح ... ثم ألقي به ع التخت وأتجه نحو الباب
أوقفته هي تقول عمال تداري الي عملته ف جسمي ... طيب

الچرح الي جوايا وعمال پينزف هتقدر تخبيه هو كمان !!!
لم يجيب عليها سوي بداخل عقله فقط وقال كنت قدرت أداوي چروحي الأول
_ مرت دقائق حتي هبطت المروحية ع أرض مطار ميلان ليناتيه ... أرتدي نظارته الشمسية ونزل بكل زهو وشموخ ... وهي تتبعه وتنظر برماديتيها إلي الأجواء المحيطه بها .. تتداعب نسمات الهواء خصلات شعرها البني ويتطاير طرف ثوبها المخملي الأسود الذي يصل إلي كاحليها
_ أستقبلهم رجل ذو شعر أبيض وبشرة خمرية ممزوجة بالحمرة ... وتحدث إلي قصي بالإيطاليه وهو يفتح له باب السيارة الفاخرة
Benvenuto signore a Milanoمرحبا بك سيدي في ميلانو
رد قصي قائلا 
grazieشكرا
قالها ثم دخل إلي المقعد الخلفي ... وذهب الرجل مسرعا إلي الجهة الأخري وفتح الباب إلي صبا وقال 
Vai avanti signoraتفضلي سيدتي
رمقته بإقتضاب ولم تجيب عليه ودخلت إلي السيارة لكن تتحاشي الجلوس بجواره ... لتلتصق بالنافذة المجاورة لها
أخرج هاتفه وهو ينظر إلي الشاشة ... وأجري مكالمة هاتفيه ... وقال 
Tutto pronto?كل شئ جاهز 
............
Bene ... lasciamo tutti a parte la signora Matilda
حسنا ... أجعل الكل يغادر ماعدا السيدة ماتيلدا
أغلق المكالمة ع الفور وهو ينظر من النافة المعتمة ليشرد في تلك المباني الآثرية التي
 

17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 81 صفحات