روايه الذئاب
سحبت يديها وقالت بتوتر أصل أول مرة أسمع منك الكلام الحلو ده من ساعة الهني مون
يوسف أنا عارف أن مقصر من ناحيتك جامد بس ڠصب عني والله زي ما أنتي عارفه مهنتي كدكتور جراح وقتي مش ملكي ولازم ابقي موجود ف المستشفي بشكل مستمر عشان حالات الطوارئ الي بتيجي لنا ع طول
أبتسمت بتصنع وقالت طبعا طبعا يا حبيبي ربنا يقويك
إنجي وأي الي خلاك تقول كده هو كان بيسلم عليا بكل إحترام
قاطعها يوسف
إنجي أنا راجل وأفهم الراجل الي زيي ونظراته واي الي بيفكر فيه ... خصوصا مروان مش قادر ينسي لما أنتي سبتيه وأتخطبتيلي
يوسف حقك عليا من غيرتي وحبي كنت متعصب جدا
قاطعهم النادل قائلا
يوسف عايز روزيتو واستيك مشوي وكلوسلو ... ثم نظر إلي إنجي وأردف تاكلي أي
إنجي نفس الي طلبته
النادل وهو يدون الطلبات عايزين حلويات يافندم
إنجي لاء ميرسي
النادل عن إذنكم ... قالها وأبتعد
يوسف مقولتليش صح ليه مخلتنيش اعدي عليكي ف القصر
أبتسمت بتوتر فكانت لاتريد أن تفسد تلك النزهه عندما يعلم بما حدث لشقيقته ...
يوسف وإن شاء الله مش أخر مره ... وزي ماقولتلك اصبري معايا وهتلاقيني هاعوضك
أومأت له مبتسمه وتقول بداخل عقلها جاي تتغير دلوقت يا يوسف بعد أي
يوسف سرحتي ف أي
إنجي فرحانه أوي
يوسف بمناسبة الفرح ممكن ف الويك إند نروح الساحل ونعيد ذكريات الهني مون
يوسف بجد يا عيون جو وهنسيب لوجي مع جيجي ... بس أدعي إن ميطلعليش عمليات ف اليوم ده
أختفت إبتسامتها وقالت اه إن شاء الله
جاء النادل وقام بوضع الأطباق ع الطاوله .
في الحارة ....
بس هنا ع جمب ياسطا ... قالها عبدالله للسائق
ترجل من السيارة ليلتف إلي الجهة الأخري يفتح الباب ليساعد طه ف النزول مستندا ع كتفه
عبدالله ع مهلك يابني .... متشكرين ياسطا طير أنت بقي
وبالطابق الثاني تقف في الشرفة وهي تعلق الثياب المبتلة فرأت طه بحالته تلك
سماح يالهوي ... لم انزل اشوفه واطمن عليه .... ركضت للداخل وهي تلتقط عباءتها ع عجلة من أمرها ... وغادرت المنزل متجهة لأسفل
وبالأسفل كان هناك العديد من الشباب يمسكون أوتاد خشبية مرتفعة لأعلي المباني يعلقون عليها مصابيح ملونة و أغطية مزركشة .... يقف عادل مع إحدهم ولاحظ وجود طه ليرمقه پحقد وكراهية
ركضت سماح نحو طه وقالت بنبرة خوف وقلق اي ده ياسي طه مين الي عمل فيك كده
نظر نحو عادل يرمقه شرزا ... فأجابها عبدالله الذي كان ينظر نحوه بإزدراء
طلعو عليه ولاد حرام كان عايزين يقلبوه ... بس ع مين مبقاش عبدالله إلا لو خليت ولاد ال..... دول يتربو
ولي عادل لهما ظهره وكأنه لم يسمع شيئا
ألقت سماح نظره عابره حتي أدركت أن هناك خطب ما فقالت وهي تهم بإمساك طه عنك يا استاذ عبدالله
طه مبتعدا شكرا يا انسه سماح وشكرا لسؤالك
سماح العفو يا طه والف سلامه عليك ... بالأذن بقي عشان ورايا غسيل عايز يتنشر
قالتها وسارت نحو مدخل البناء وهي تميل خصرها ليشرد عبدالله بنظره شھوانية نحو خصرها الذي يهتز يمينا ويسارا
طه تصدق بالله أنت خسارة فيك مراتك الي زيك ميملاش عينه غير التراب
عبدالله جري اي ياصاحبي ماهي الي ماشيه عماله تتقصع وإحنا بني آدمين برضو
طه طيب إنجز يابني آدم خليني أطلع ... خليني اطلع اريح حبه عشان اروح لأبويا
قطب حاجبيه وقال تروح لأبوك فين !!
طه بنبرة ساخرة ما أنت عاملنا فيها عريس ومبتنزلش من شقتك أنا بابا محجوز بقالو يومين ف المستشفي
عبدالله متفاجاء وربنا ما اعرف ... خلاص لما تروح رن عليا ولا اندهلي وانا جاي معاك وهنزل البت شوشو تقعد مع أختك تونسها لحد ما ارجع
طه ماشي ياحنين ... مش عارف خديجه رجعت من عند
عمي ولا لاء ... يلا انا رجلي ورمت من الوقفه
عبدالله لامؤاخذه ياصاحبي
صعد كليهما الدرج حتي وصلو أمام باب المنزل فأخرج طه المفتاح الخاص به وقال اطلع انت بقي لمراتك وانا قبل ما هاروح هنادي عليك
عبدالله اشطا وانا مستنيك ... قالها وصعد للأعلي
ولج طه إلي الداخل يسير بحذر ليجد غرفة شقيقته مضيئة
طه خديجة ... لا رد
توجه نحو الغرف ووقف ع الباب المفتوح ليجدها مستلقيه ع تختها بثيابها التي لم تبدلها تغط ف النوم وع وجنتيها آثار البكاء
رمقها بحزن فهو يعلم شدة تعلقها بوالدهما أقترب منها ليدثرها بالغطاء وربت بحنان ع ظهرها وقام بتقبيل رأسها ثم أبتعد وأطفأ المصباح حتي يتركها تنعم بالنوم
ذهب إلي غرفته ليجلس فوق تخته يتذكر ملامح رحمة وهي تستغيث به ... قاطع شروده صوت مرتفع للغاية صادر من تلك السماعات الضخمه المتراصة ع جوانب الحارة .... بدأت الأغاني تدوي بصوت مزعج ...
نهض طه بثقل لينظر من بين فتحات النافذه الخشبية فأرتسم ع ثغره إبتسامة سخرية بعد أن علم بإنها ليلة الحناء ... ساخرا من حاله ومن الحياه ومن واقعه المؤلم لو كان بيده لكانت ملكه هو ... لو كان بيده لم يسمح لها بالبكاء وهي تتوسله بأن لاتريد أن تكون سوي له فقط ... لو كان بيده لذهب إلي ذلك الذي يدعو نفسه رجلا وأبرحه ضړبا حتي تنقطع أنفاسه ليأخذ بثأره لكنه يخشي أن يسبب لمن أحبها الفضائح ... رغما عنه سيتنازل عن حقه ... حق نفسه وحق قلبها .
يوما أخر مليئ بالأحداث ... وبداخل قصر البحيري ....
مالك يابت يا ياسمين ... بقالك يومين ساكته وتفضلي سرحانه زي الي ندهتها النداهه ... قالتها علا بسخرية مازحه
ياسمين وهي تمسك بالوساده تبدل لها الغطاء أجابتها قائله
كل ما أقول الدنيا هتضحكلي ترجع تديني ع قفايا لما خلاص قربت أتعمي
رمقتها علا بنظره مبهمه وقالت اصدك ع ياسين بيه
أبتسمت بتهكم قولي ياسين ولا جوز أمي ولا أمي نفسها
علا مال جوز أمك تاني ليكون أمك زقاه عليكي عشان الفلوس
ياسمين أيوه أمي الي المفروض أقرب الناس ليا وأحن من أي حد للأسف لو تطول تبعني بالفلوس تعملها
لوت علا فمها يمينا ويسارا أسفا ع حال صديقتها فقالت
فعلا مكذبتش نوال الزغبي لما غنت ملعۏن أبو الناس العزاز
ألقت ياسمين الوساده ف وجهها بمزاح
عبو شكلك أنا غلطانه أحكي معاكي ف حاجه تقومي قلبها بتريئه وضحك
علا وهي ف محاوله التوقف عن الضحك
والله ما اصدي اتريئ انا لاقيتك هتعيطي قولت اخليكي تفكي شوية ... وبعدين افتكرت صح اسكتي عشان تعرفي الدنيا دي غداره ودايره ع الغني والفقير بالقفا وبكل حاجه
رمقتها بإندهاش حصل أي
علا بصوت منخفض قربي لحد يسمعنا وهاروح ف داهيه ....
أخذت تسرد لها ماحدث لملك ومشاجرة جيهان وعزيز واسترقها للسمع لحوار آدم وخديجه
ياسمين لا حول ولا قوة إلا بالله ... ربنا ينتقم من كل ظالم
الله الله سايبين الشغل وعاملين ترغو انتي وهي ... قالتها سميرة التي دلفت توا
علا اسفين يامدام سميره احنا بس .....
قاطعتها سميرة سيبي الي ف ايدك وروحي حضري الفطار مع أمينه تحت وانتي يا ياسمين انزلي ف صالة الجيم ولمعيها وامسحيها كويس مش ناقصين تعليقات وشكاوي من البهوات
أومأت كلا منهما لها لتذهب كل واحده لوجهتها
ظلت منهمكة في التنظيف تلمع تلك الألعاب الرياضية حتي يضوي بريق معدنها ... شارده فيما أخبرتها به علا ... فقالت بداخل عقلها
معقول الي حصل للانسه ملك عظه وعبرة لياسين عشان يعرف الدنيا دي سلف ودين ... لاء حرام عليكي يا ياسمين كله إلا الشماته والست ملك اسم ع مسمي ربنا يحفظها من ولاد الحړام
أمسكت بعصا ملمعة الأرضيات ثم تنهدت ربنا يهديك يا ياسين وتحبني زي ما بحبك و متستلمش للشيطان الي بيحرضك عليا
أطلقت شهقة عندما وجدت ذلك الجالس ع الجهاز المعدني الذي أصدر صوت أفزعها من شرودها ... وكما توقعت هو لكنها لم تعيره أي إهتمام بينما هو يرمقها بنظرات مليئة بالتعجرف والعنجهية
وجدت إنها أنتهت من التنظيف ... حملت الدلو وبداخله الأدوات وهمت بالمغادرة ... أثارت حنقته بتجهلها له فتعمد وقوع إحدي الحوامل الصغيرة ف طريقها بدون أن تلتفت لها وتأخذ حذرها وبالفعل تعثرت بها ووقعت ع وجهها ... وهي تنهض تجده أمامها يقف بشموخ يرمقها بنظرات جعلتها تشعر بالإهانه
مكانك هو ده بالظبط ... قالها مشيرا لها أمامه وتحت قدميه
نهضت ع الفور ورمقته بإحتقار وهي تمتم
ربنا ع الظالم والمفتري
قالتها وكادت تغادر ليسبقها بإغلاق الباب وأوصده
تراجعت إلي الخلف بعدما رأت ملامحه القاسېة وهو يرمقها بنظرات ناريه
ياسين عيدي الي كنتي بتقوليه كده تاني
تلعثم لسانها أأنا ... حاجه ..
مقولتش
رفع إحدي حاجبيه وقال بسخريه أوعي تفتكري إن نسيت الموضوع ... أنا بس عندي شوية مشاكل تتحل بس وهفضالك ع الأخر
لم تتمالك أعصابها أكثر من ذلك فصاحت ف وجهه أنت أي ياأخي مبترحمش !!! مفكرتش إن الي حصل لأختك دي رساله ليك ولا البعيد شيطان
تسمر ف مكانه من كل ماتفوهت به لكن زادت كلماتها ثوارنه فلم يشعر بقبضته إلا وهي تحاوط عنقها الصغير
وبصوت مرعب
لو لسانك الۏسخ ده جاب سيرة اختي تاني هخليكي خرسه طول عمرك ... ده غير الي هعملو فيكي ... واياكي تكوني فاكره إن مش قادر أخد الي عايزو منك أنا قادر وقادر أوي كمان بس بصراحه مليش مزاج دلوقت ... بس لما يحضر مزاجي أعرفي إنك هتكون بين إيديا وقتها ومحدش يقدر يرحمك مني ... فاهمه يابنت الجنايني ...
دفعها محررا قبضته فأخذت تسعل بقوة كادت تختنق ... هبطت عبراتها منسدله ع وجهها الطفولي البريئ ... شعرت وكأن الدنيا من حولها تدور كالساقيه لم تتحملها ساقيها لتقع مغشي عليها ... فأسرع وحملها قبل أن ترتطم رأسها بأي شئ معدني ... لايعلم ما مصدر تلك الغصة التي تملكت من قلبه والشعور بالضيق الذي أكتسح صدره لكن