روايه نونا المصري
واحنا نعرف بعض بقالنا تقريبا خمس سنين وقابلتها هي والهام هنا في نيويورك وبقينا صحاب اوي وهما الاتنين بيشتغلوا في شركتي
ادهم وانت
عايزني اصدق الكلام دا
خالد انت حر لو كنت عايز تصدق او لأ بس انا قولتلك كل اللي عندي
ادهم وهي قالتلك عن حكاتي معاها
خالد طبعا هي ما بتخبيش عليا اي حاجة حتى ابنها بيعتبرني خاله ولو مش مصدق تقدر تتأكد من الكلام دا بنفسك
قطب خالد حاجبيه وغمغم مش هرد عليك لان مستوايا اعلى من كدا
فانزعج ادهم من كلامه المستفز و انقض عليه ممسكا بياقته وقال بصوت اشبه للهمس يبعث الړعب بالنفوس متعصبنيش يا خالد نجم لاني ممكن احرقك دلوقتي ومش هعمل حساب لا لحكومة ولا لاي حد تاني
فشعر ادهم بالرضا لانه استطاع ان يؤثر على هذا المتمرد فتركه وعاد للخلف قائلا ودلوقتي هتحكيلي على كل حاجة حصلت مع مريم خلال الاربع سنين اللي فاتوا وبكدا هتبقى صفحتك بيضه عندي
رفع ادهم حاجبه وسأله وايه هو
خالد مش عايزك ټجرح مشاعر مريم مرة تانية لانها مش ناقصه ابدا
ادهم انا اللي هقرر لو كنت هجرح مشاعرها ولا لأ ودلوقتي اتكلم
وبالفعل قام خالد بأخبار ادهم كيف تعرف على مريم والهام وكيف اصبحوا اصدقاء ولكنه لم يخبره عن الجزء المتعلق بحبه القديم لمريم وانه كان يرغب بالزواج منها لانه ادرك ان فعل ذلك ادهم لا محالة وخصوصا لانه كان من الواضح عليه انه شديد الغيرة على طليقته كما واخبره ان ابنه ادهم الصغير قد ولد قبل اوانه وان مريم تعتبره كل شيء بالنسبة لها وانه حياتها التي تعيش من اجلها وكم تحبه وتخاف عليه من نسمة الهواء وعندما انتهى اضاف ودلوقتي بقيت تعرف كل حاجة وازاي عاشت مريم كل السنين اللي فاتت من غيرك
فتنهد خالد وقال قلتلك ان تهديداتك مش هتنفع معايا فالاحسن انك توفرهم لحد تاني
تسارع في الاحداث
مر الوقت وكأنه دهور على مريم التي لم تجف لها دمعة وهي تنظر إلى ابنها الصغير النائم في غرفة العناية بينما كان خالد والهام جالسان بجانب بعضهما ويبدو عليهما التعب اما كمال ومحمود فقد عادا إلى الفندق لان ادهم طلب منهما ذلك ولم يستطيعا المجادلة معه وبالنسبة له فكان واقفا في الزاوية يحدق بها بنظرات لم يستطع اي احد ان يفسر معناها وقد كان عابسا ويعقد حاجبيه پغضب واضح وفي الوقت ذاته كان وجهه حزين جدا ويبدو عليه التعب والإرهاق ولكن بغض النظر عن كل هذا الا ان جزء من قلبه كان يشعر بسعادة لا توصف لانه اكتشف ان محبوته لم تخنه ولم تتزوج من غيره ابدا وما زاد فرحته هو اكتشاف وجود ابنه الذي انجبته هي واسمته بأسمه ايضا
استعادت رباطة جأشها ورفعت يدها ثم
مسحت دموعها والتفتت اليه وقالت بقوة مصطنعة من فضلك متلمسنيش ابدا ويا ريت تفضل بعيد عني وانا هبقى كويسه
فرصة ابعد يده عن كتفها و الشرر يتطاير من عيناه ثم قال بانزعاج واضح الحق مش عليكي
كمان يبقى ليه عايزه تبعديه عنك
مريم مش بيحبني يا الهام وانما عايز يحمل مسؤوليتي انا وابنه بس مش هسيب اي حد يفرقني عن ابني حتى لو كان الشخص دا هو ادهم عزام السيوفي ذات نفسه
فقال خالد عايزه نصيحتي يا مريم بلاش تعملي عداوة مع الراجل دا لان باين عليه مش سهل ابدا وجايز لو كبرتي دماغك هيحرمك من ابنك فعلا
ردت مريم عليه بصړاخ ادهم ابني انا ومحدش هيقدر يحرمني منه انا اللي حملت فيه سبع شهور وتعذبت لما خلفته مش هو
فامسكت الهام بيدها وقالت طيب خلاص يا حبيبتي متعبيش نفسك والا حتنهاري دلوقتي
خالد الهام عندها حق انا هروح اجيبلك حاجة تاكليها لانك ما كلتيش حاجة من الصبح
قال ذلك ثم غادر وترك الفتيات لوحدهن اما ادهم فكان واقفا في الخارج ېدخن السچائر بصمت مرعب بينما كان هواء الصيف العليل يلفح وجهه وكان يفكر بعمق وسرعان ما رمى سيجارته وعاد إلى الداخل ثم جلس بصمت على بعد اربعة امتار من مريم التي كانت جالسة وتسند رأسها على كتف الهام
تسارع في الاحداث
حل الليل وتم نقل ادهم الصغير الى غرفة خاصة وتجمع حوله كل من امه وابوه بينما غادر كل من خالد والهام لانهما ادركا ان مريم لا تحتاجهما خصوصا لان حبيبها ادهم كان معها اما هو فابتسم بحنان بعد رؤيته
نهض ادهم من جانب ابنه ووقف امامها ثم قال اظن ان دا حقي ابني لازم يتربى في بيت ابوه وفي بلده مش بين الاجانب
مريم مش هسمحلك تبعده عني يا ادهم
ادهم متقدريش تعملي اي حاجة لاني اتخذت قراري ومش هغيره ابدا
فاخذت مريم تبكي وامسكت ذراعه قائلة حرام عليك ازاي هتقدر تبعد طفل صغير عن امه !
تعمل كدا
فابتسم ادهم شبح ابتسامة وقال لا والله طيب انا عندي حل هيرضي الطرفين
سألته وهي ما تزال تمسك بياقة
بسم الله
الرحمن الرحيم
قراءة ممتعة للجميع
فأتسعت عيناها المحمرتين وقالت ايه !
رد عليها قائلا اللي سمعتيه يا مريم لو عايزه ابننا يفضل معاكي يبقى لازم تتجوزيني مرة تانية وترجعي معايا مصر وانا بقصد اننا نتجوز بجد المرة دي يعني الناس كلها هتعرف انك مراتي وهنعيش كلنا في بيت واحد وهتعملي كل اللي بقولك عليه يا اما تنسي ادهم الصغير لاني مش هسمحلك
تشوفيه مرة تانية
فنزعت مريم يديها من قبضته وقالت بنبرة صوت غاضبة نجوم السما اقرب لك من انك تبعدني عن ابني وبحب اقولك ان البنت الضعيفة اللي عرفتها زمان ماټت وجت بدالها وحده تانية ومش هتقدر تخوفني المرة دي ابدا يا ادهم بيه لاني انا وابني معانا الچنسية الأمريكية ومتقدرش تجبرنا اننا نرجع مصر معاك ابدا
فابتسم ادهم بثقة كبيرة وقال صدقيني يا مريم انا لو عايز كنت سحبتك من ذراعك دلوقتي ورجعتك مصر بالعافية ومش ح يهمني لا حكومة ولا اي حد تاني وخليكي فاكرة اني مستحيل اسيب ابني يتربى في بلد اجنبية وينسى اصله
مريم مش هينسى اصله انا هعرف اربيه لوحدي ومش محتاحينك معانا
فتغيرت ملامح وجه ادهم من الابتسامة الى الانزعاج وبحركة واحدة امسك فك مريم بيده القوية وقال بعصبية جايز انتي
مش محتجاني وانما ابني اه لان مفيش طفل في الدنيا دي مش هيحتاج بباه يفضل جنبه وخصوصا لما يبقى متعور كدا زي ابني اللي مقدرتيش تخلي بالك منه !
ارتعدت مريم من هذا الرجل الذي كان يمسك بفكها لدرجة انها شعرت بعظامها تسحق تحت قبضته القوية فنزلت دمعتها وقالت بتلعثم ط طيب انا مطلوب مني ايه دلوقتي انت انت متقدرش تبعدني عن ابني لاني ھموت لو عملت كدا
فعادت
ابتسامة الانتصار تعلو وجه ادهم وترك فكها ثم مسح دموعها بلطف وقال بصوت حنون اشبه للهمس المطلوب منك انك تجهزي نفسك علشان نتجوز من تاني وبعدها نرجع مصر وهتبقي مراتي المره دي بجد يعني هعرفك على عيلتي وهتبقى جزء منها وهيبقى ليكي مكانتك الخاصة
في تلك اللحظة كادت مريم ان تضعف امام حنيته وكانت على وشك رمي
كل نزلت عندما امسك بفكها وضغط عليه بقوة وقالت موافقة بس عندي شرط
فابتسم ادهم وكتف ذراعيه قائلا اللي هو
مريم هفضل اشتغل
ادهم وانا مش همنعك
فنظرت اليه مطولا وهي ترفع حاجبها ثم اردفت يبقى اتفقنا
فتقدم ادهم منها بخطوة واحده حتى اصبح قريب جدا مما جعلها ترتبك ثم احنى رأسه بالقرب من اذنها وهمس لها قائلا قريب جدا هتنوري بيتك الجديد يا مريم
قال ذلك وسرعان ما ابتعد عنها وهو يبتسم وعاد ليجلس بجابن ابنه كما لو انه لم يفعل شيئا اما هي فشعرت بأنه كان يقصد شيئا اخر بكلامه ولكنها لم تعرف قصده فابتلعت ريقها وغمغمت انا هطلع اشم شوية هوا
قالت ذلك وارادت ان تخرج فأوقفها ادهم بقوله استني
التفتت اليه وسألته عايز ايه كمان
اما هي فكادت تذوب كالزبده عندما عبقت رائحة عطره الرجولية في انفها وهو يلبسها سترته وكادت ان تفقد وعيها من شدة التوتر ولكنها استطاعت كبح نفسها واحنت رأسها قائلة بصوت خاڤت متشكره
اما في الغرفة
فكان ادهم جالسا بجانب ابنه الصغير على السرير وبينما كان يمسح على شعره بحنان كان يبتسم بلطف وهو يفكر بمريم وانها ستعود اليه مرة أخرى فقال محدثا ابنه النائم عارف ان مامتك عذبتني اوي هي وصلتني لمرحلة اني كنت هتجنن من غيرها بس دلوقتي خلاص هي رجعتلي مرة تانية و مستحيل اسيبها ابدا وهنعيش كلنا مع بعض وانت هتبقى الشمس اللي بتنور حياتنا يا حبيبي
قال ذلك ثم قبل يد ابنه واخذ يتأمله وهو نائم بعمق فتحرك الصغير وحرك فمه بشكل لطيف مما جعل ابتسامة ادهم تتسع اكثر
في فجر اليوم التالي
كانت مريم نائمة على الاريكة في غرفة ابنها في المستشفى وكانت تغطي نفسها بسترة ادهم الذي كان نائما على الكرسي بجانب سرير ابنه اما الصغير فاستيقظ اخيرا وبدأ يبكي لان چرح العملية قد سبب له الالم فاستيقظ والداه على صوت بكائه وهرعت مريم نحوه واخذته في حظنها قائلة ششش متخفش يا حبيبي ماما هنا
ولكن ادهم الصغير لم يتوقف عن البكاء فجلس والده بجانبه على السرير ولكنه لم يعرف كيف يتصرف فأدركت مريم ذلك لذا قالت لابنها بص مين هنا يا ادهم لو هتفضل ټعيط كدا بابا هيزعل منك اوي وهيرجع يسافر ومش هيقعد معاك ابدا
في تلك اللحظة توقف الطفل عن البكاء وكأن مريم القت عليه تعويذة سحرية فالټفت الى والده وسرعان ما ابتسم لتظهر اسنانه الصغيرة التي كان