اسرار عائلتي
ترفضني أبوك مجنن البنات كلهم لو مش عارفة
قال كلمته الأخيرة وهو يمرر يده على شعره بغرور فضحكت براءة بخفوت ثم تساءلت بعد ثوان من الصمت
ممكن أعرف انت مش بتطيق سرين ليه
ألقى عليها نظرة سريعة ثم نظر أمامه وقد تغيرت تعابير وجهه وأجاب
لأنها مستفزة ده غير انها بتحشر مناخيرها في حاجات متخصهاش !
بس دي طيوبة خالص معايا وأنا بحبها !
لوى جانب شفتيه بضيق ولم يعلق أردفت براءة بعد ثوان بحماس
ايه رايك تصالحها وتتجوزها
وقفت أمام الباب تنتظر أي أحد يفتح لها حتى فتح أخيرا وظهر من خلفه رجل يبدو في الأربعينات لكنه مازال يحافظ على وسامته نظرإليها بإستغراب فأسرعت تهتف بتوتر
إبتسم لها بهدوء ثم أفسح لها المجال للدخول مرحبا
اتفضلي يا بنتي انت مش محتاجة معاد عشان تجي أصلا
إبتسمت له بدورها وسارت معه إلى الداخل متسائلة
انت خالها صح
أومأ برأسه مجيبا
ايوة تعالي معايا عشان اوريك اوضتها
أنا جيت هنا قبل كده وعارفة مكانها ممكن اروحلها لوحدي لو مش هسببلك ازعاج يعني !
همست بجملتها الأخيرة بصوت منخفض وإحراج فنفى برأسه قائلا
ولا ازعاج ولا حاجة اتفضلي البيت بيتك
إكتفت بإيماءة صغيرة ثم تركته وصعدت سريعا نحو غرفة صديقتها طرقت بابها وإنتظرت قليلا حتى سمعت صوتها يأذن لها بالدخول
أهلا وسهلا اتفضلي اقعدي
قالت ذلك مشيرة إلى السرير فإقتربت بدور منها وجلست حيث أشارت متمتمة بمرح
متقوليليش انك نايمة كده طول اليوم من غير ما تعملي حاجة
قوست دينا شفتيها بملل وقالت
ما تدوري على شغل طيب
نفت دينا برأسها وهي تهز كتفيها برفض مجيبة
مش عايزة اشتغل بصراحة على الأقل مش دلوقتي
أومأت بدور برأسها بتفهم وعقبت
أنا برضه مش عايزة اشتغل أنا عايزة اتجوز !
ضحكت دينا بخفة ولم تعلق عم الصمت بينهما لثوان
ممكن أعرف انت رافضة يامن ليه
ظهرت ملامح الإعتراض على وجه دينا قبل أن تتمتم بملل
وهو لازم يبقى في سبب عشان أرفض
أجابت الثانية بغيظ
آه لازم ! لما يبقى في حد متمسك بيك بالطريقة دي وانت رافضة يبقى أكيد في سبب !
قلبت دينا عينيها بضيق ثم سكتت قليلا تنظر إلى الفراغ بشرود رفعت بدور أحد حاجبيها بإستغراب وهمت بالسؤال عما يشغل بالها لكنهاتفاجأت بها تهمس فجأة
لأني بحب حد تاني !
كان يسير بإتجاه غرفته فور عودته من العمل توقف فجأة عندما وضع يده على مقبض الباب وهم بفتحه نظر إلى باب غرفتها بطرف عينيهبنظرات غامضة وبدا أنه يفكر في شيء ما شغل تفكيره ومنعه عن الإنتباه لعدد الدقائق الي مرت وهو يقف بنفس وضعيته أمام الباب
أفاق من شروده على يد وضعت على كتفه تلاها صوت خلفه يهتف بقلق
مالك يا رسلان انت كويس
إلتفت برأسه إلى صاحب الصوت ثم أومأ بهدوء مطمئنا إياه
أنا كويس يا أمجد متقلقش
ثم عاد ينظر أمامه بتفكير وأردف
بس في حاجة شاغلة تفكيري وعايز أعملها النهاردة قبل بكرة !
رفع أمجد أحد حاجبيه بإستغراب وتساءل
هي ايه
بابا فين
في اوضته أعتقد بس في ايه
يا رسلان
إنتظر إجابته لكنه تفاجأ به يبتسم بهدوء ويتمتم وهو يبتعد عنه متجها ناحية غرفة أكرم
هتعرف قريب !
رفع أمجد كتفيه بقلة ثم نزل تاركا رسلان يدخل غرفة أكرم بعد إستماعه للإذن بالدخول وجده يستند على ظهر فراشه ويفرد ساقيه واضعاحاسوبه على فخذيه ويبدو منهمكا في العمل أغلق الباب وإتجه ليجلس بجانبه على السرير دون أن ينطق بحرف
رفع أكرم حاجبيه بإستغراب ونظر إليها متسائلا بإهتمام
في حاجة يابني
حك الآخر عنقه بتوتر متمتما
اه أنا محتاج أتكلم معاك في موضوع
أغلق أكرم الحاسوب ووضعه على الجانب الآخر من السرير ثم إعتدل في جلسته وولاه كامل إهتمامه قائلا
اتكلم سامعك
حاول رسلان الحديث وحرك شفتيه محاولا إخراج الحروف من حلقه لكن الإحمرار بدأ يسيطر على وجهه مما جعل
أكرم يرمقه بقلق وريبة
أخذ نفسا عميقا ثم أسرع يقول بنبرة بدت محرجة
أنا عايزك تجوزني بنتك !
يتبع دخلت القصر بعد عودتها من منزل دينا وهي شاردة الذهن تفكر فيما قصته عليها قبل قليل وصلت إلى قاعة الجلوس فوجدت الجميعهناك تقريبا عدا والدها ورسلان وخالد ألقت عليهم التحية ثم جلست بجانب أمجد بهدوء ولم تمنع نفسها من إختطاف نظرة نحو يامنفوجدته ينظر إلى الفراغ بشرود
قوست شفتيها بحزن وبعض الشفقة وهمست
أقوله ازاي أنا دلوقتي انها بتحب حد تاني
إنتبه أمجد إليها فعقد حاجبيه بإستغراب وتساءل
كنت بتقولي حاجة
نفت برأسها بصمت لكن تعابير وجهها الحزينة لم تفته وضع كفه على وجنتها متسائلا بإصرار
مالك يا بدور لو في حاجة مضايقاك ممكن تحكيلي !
أخفضت رأسها بضيق ثم رفعته وقالت بنبرة قريبة للبكاء
هو احنا ليه بنتجنب الي بيحبونا والي بنحبهم بيتجنبونا ليه ميبقاش الحب متبادل بين كل اتنين وميبقاش في طرف تالت بيفضل يتوجعمن الحب ده إتسعت عيناه بدهشة من كلامها المفاجئ ودموعها التي أطلت لتتجمع في عينيها رمش بعينيه بعدم فهم ولم يعرف بما يجيب لكن دموعها التي أصبحت تنذر بالهبوط جعلته يجيب بمرح
ممكن لاننا ناس بتحب تهزق وتتهزق
طالعته بتفكير وهي تزم شفتيها ثم أومأت موافقة
منطقي !
أتبعت كلمتها بتنهيدة ضيق فإستفسر أمجد بقلق
مقولتيليش مالك وايه الي خلى الكلام ده يجي لبالك أصلا
أنا كويسة متقلقش بس يامن
قطعت كلامها وهي تلقي نظرة سريعة عليه ثم تابعت
انت عارف طبعا هو بيحب دينا جارتنا ازاي مع اني مش عارفة عرفها منين ولا حبها امتى بس كلنا عارفين انه ھيموت ويتجوزها بسالنهاردة لما اتكلمت معاها وسألتها هي رفضته مرتين ليه قالتلي انها بتحب حد تاني
رفع أمجد حاجبيه بدهشة ثم نظر إلى يامن سريعا قبل أن يعود ببصره إلى بدور التي أردفت
وطلبت مني اعرف يامن بكده عشان يستسلم وميحاولش معاها تاني بس لما سألتها عن الشخص الي بتحبه قالتلي انه سابها من زمانومسألش عنها خالص !
رفعت عينيها إلى أمجد عندما لم تجد منه ردة فعل فوجدته يتطلع إلى يامن بحزن عاد ينظر إليها لثوان حتى تمتم بتساؤل
لو كنت مكانها هتعملي ايه
أجابت سريعا
كنت هختار الي بيحبني طبعا !
لكنها أخفضت رأسها مردفة
بس هي بتقول انها خاېفة تظلمه معاها
لوى شفتيه بتفكير ثم همس بقلة حيلة
معرفش المفروض نعمل ايه لاني مش خبير في المواضيع دي بس اعتقد ان الاحسن انك تتكلمي مع يامن وهو لو بجد متمسك بيهاوبيحبها هيتصرف
أومأت برأسها بصمت ثم شردت قليلا قبل أن تلاحظ دخول والدها بوجه يعتليه الضيق وقفت
بنية الحديث إليه لكنها وجدته يتجاهل الجميعويقترب من عبد
الرحمان ويهمس له بشيء ما قبل أن يقف هذا الأخير ويتبعه نحو غرفة المكتب
عقدت
حاجبيها بإستغراب وترددت في الذهاب خلفه لكنها تراجعت أخيرا وجلست مكانها محاولة كتم فضولها لمعرفة ما يشغل بال والدها
دخل الإثنان غرفة المكتب بهدوء لكنهما تفاجآ بخالد مستلقيا على الأريكة ويضع سماعات أذن ويبدو منشغلا في عالم آخر إنتبه إليهمافإعتدل في جلسته ونزع السماعات قائلا وهو يرى الضيق على وجه عمه
انت كويس يا عمي
جلس عبد الرحمان خلف المكتب وجلس أكرم بمقابلته دون أن يجيب رفع خالد أحد حاجبيه بإستغراب وهم بتكرار سؤاله لكنه سكت وهويستمع إلى عمه الذي تحدث فجأة
رسلان
نطق بذلك ثم سكت ثانية فتساءل عبد الرحمان بقلق
ماله
عايز يتجوز بدور !
رفع بصره إليهما بعد إلقائه الخبر باحثا عن أي أثر للصدمة لكنه تفاجأ بخالد يعود للإستلقاء على الأريكة وهو يزفر براحة
أخيرا !
حملق أكرم به بتعجب ثم صاح بنفاذ صبر
أخيرا ايه بقولك رسلان عايز يتجوز بدور ! لا وكمان بيقولي انه عايزها هي ومش هيتجوز غيرها !
رفع عبد الرحمان كتفيه ببرود مستفز وقال
وايه الجديد
حول أكرم بصره إلى والده وهتف بغيظ
بابا ! انت متأكد انك سامعني كويس
ايوة قلت ان رسلان عايز بدور ومش عايز يتجوز غيرها واحنا كلنا عارفين ده !
رمش أكرم بعينيه بسرعة بعدم إستيعاب ثم ضيق عينيه متسائلا بشك
عارفين ومن امتى
أجابه خالد بدلا عنه
ايوة عارفين وكلنا لاحظنا تقريبا النظرات الي بينهم حتى
انت بس انت مكنتش عايز تقتنع انها كانت نظرات إعجاب
قوس أكرم شفتيه بإعتراض بينما أردف خالد بإستغراب
بس أنا مش فاهم انت معترض على الفكرة دي ليه
لأنهم أخوات !
صړخ بها وهو يكاد يجن من برودهم لكن عبد الرحمان أجابه بنفس هدوئه السابق
انت بتكدب علينا والا على نفسك يا أكرم كلنا عارفين انهم مش أخوات وممكن يتجوزوا عادي !
أخفض أكرم رأسه بضيق ثم رفعه ثانية وتمتم
بس
إعتدل خالد في جلسته وتحدث بهدوء مقاطعا إياه
بس ايه يا عمي أنا مش فاهم برضه انت معترض على جوازهم ليه وأنا وانت متأكدين ان بدور هتوافق عليه والا انت مش عايزهميفرحوا
نفى الآخر برأسه سريعا وقال
لا طبعا بس مش عارف ليه الفكرة مش عايزة تدخل دماغي ! وبعدين الناس هتقول ايه وهما فاكرين ان رسلان ابني و
قاطعه خالد ثانية
واحنا مالنا ومال الناس وانت من امتى بيهمك كلامهم أصلا
إلتزم أكرم الصمت ولم يجب فتنهد الثاني وتابع
فكر كويس يا عمي ! انت أكيد متفاجئ ان رسلان خد خطوة زي دي وانت فاكر انه مش هيحب خالص !
ظل الضيق يغلف وجه أكرم فإبتسم عبد الرحمان ووقف من مكانه متجها إلى إبنه ووضع يده على كتفه قائلا
انت بتغير على بدور من رسلان صح
إتسعت عينا خالد بدهشة وقد فهم أخيرا سبب إعتراض عمه على طلب رسلان خاصة وأنه لم ينكر ذلك جلس عبد الرحمان على الكرسيالمقابل لإبنه وأردف بإبتسامة باطنها ساخر
دي سنة الحياة يابني ولو متجوزتش رسلان هتتجوز حد تاني وانت مش هتفضل ترفض العرسان طول عمرها !
أخفض أكرم رأسه وتمتم بإنزعاج
بس أنا لسه شايفها يا بابا وعايزها تفضل معايا مدة أطول !
وهي هتروح فين يعني ماهي هتفضل هنا جنبك ومش هيفرق اتجوزت او لا !
أومأ خالد مؤكدا وأردف
بس لو اتجوزت حد تاني ممكن ياخدها بعيد عنك ومتشوفهاش إلا كل شهر مثلا ده غير ان رسلان ابنك والمفروض تفكر فيه برضه وتوافقانه يتجوز البنت الي بيحبها
زفر أكرم بقلة حيلة وهمس بإستسلام وإبتسامة متكلفة
طيب بس الأهم بدور توافق !
أومأ عبد الرحمان بتفهم ثم إستند بمرفقيه على ركبتيه وشبك كفيه تحت ذقنه متمتما
دلوقتي ياسين اتجوز ورسلان كمان هيتجوز وانت ناوي تاخد الخطوة دي امتى
ختم كلامه ملتفتا إلى خالد فرفع الأخير حاجبه وتساءل مدعيا الغباء
انهي خطوة
الجواز
زفر خالد بملل وتمتم
مش عايز اتجوز دلوقتي انا مرتاح كده