الأربعاء 27 نوفمبر 2024

مزيج العشق بقلم نورهان محسن

انت في الصفحة 40 من 43 صفحات

موقع أيام نيوز

مشرقة مع السلامة
التفتت كارمن إلى زوجها بعد انتهاء مكالمتها وتشمله بإلقاء نظرة فاحصة من الرأس إلى أخمص القدمين قائلة بإعجاب صريح بجسده المعضل داخل بدلته الرسمية الأنيقة قلبي لا ماقدرش علي الشياكة الفتاكة دي كلها
أشارت كارمن بيدها إليه وقالت على الفور حاضر بس لحظة واحدة حبيبي
انتهت من الحصول على الكتاب ووضعته في حقيبتها قبل أن تنسى ثم أخذت معطف زوجها ومعطفها وسلمته خاصته وبعد ذلك تأبطت ذراعه ونزلوا معا إلى الطابق السفلي 
بعد قليل في الأسفل
دخل أدهم وكارمن غرفة الطعام حيث كان الجميع جالسين في أماكنهم بهدوء 
كانت أول من رأتهم هي ملك التي كانت تطعم كلبها الصغير بلطف لذا ركضت إلى أدهم قائلة بنبرة طفولية سعيدة بابا
حملها أدهم من الأرض وهو ينظر إلى الجميع وقال معتذرا سامحوني يا جم١عة بس السكر دي وحشاني جدا
همهمت ملك بكلمات غير مرتبة وهي فتحت يديها على مصراعيها وقبلته على خده بلطف لكن ملامحها عبست فجأة 
تساءل ادهم بعدم إدراك هي مالها كشرت كدا ليه!!
قالت كارمن بضحكة مداعبة خد ابنتها بلطف ثم قرصت أنفها برفق وهي تبتسم إليها بحنان لتقول بشقاوة ذقنك يا بابا طويلة شوكتها
ضحك ادهم وهو يومئ بتفاهم قائلا بحنو معلش يا روحي عشانك انتي بس يا ام عيون تجنن هخفها
واصل حديثه بصوت منخفض بالقرب من أذن كارمن وعشان عيون امك كمان
ابتسمت كارمن بخجل ثم أومأت برأسها وهي تبتعد عنه متجهة نحو طاولة الطعام 
أنزل أدهم الصغيرة إلى الأرض لتجري خلف كلبها الصغير وقد نست ما حدث منذ دقيقة ثم هتف ادهم بمرح يا صباح الفل علي الحلوين
قالت ليلي بفرح لرؤيته أمامها وهو يبدو سعيدا صباح الورد يا حبيبي حمدلله علي سلامتك
بينما ابتسمت مريم بإتساع وهي تصافحه بمحبة نورت بيتك يا بني وحشتنا والله
بعد أن رد على تحياتها بأدب وود ذهب أدهم إلى ليلي واحتضنها بشوق كبير ثم انحنى وقبل يدها ثم جبهتها قائلا بابتسامة جذابة وحشني جدا يا ست الكل طمنيني صحتك عاملة ايه
جلست كارمن أمام كرسي والدتها من الجانب الآخر للطاولة قائلة بابتسامة رقيقة مشرقة وعيناها تشعان بالسرور صباحك هنا يا مامتي
قالت مريم بحبور صباح الورد يا نن عين امك
دخلت نادين الغرفة برشاقة في ذلك الوقت لكنها توقفت فجأة عندما رأته أمام عيناها يصافح والدته 
تفاجأ أدهم بمن إرتمت عليه وهي تردد بدلال أنثوي مقصود وحشتني مت حمدلله علي سلامتك يا روحي
اشتعلت عينا كارمن بلهيب أزرق ناريا كاد أن ېحرق نادين في ظهرها 
مثل الحية التي تلتف حول فريستها وهو يتنهد مما فعلته فهذا الأمر الآن بالطبع سيسبب له مشاكل مع كارمن بالتأكيد ستغضب منه الآن 
نظر إلى كارمن التي كانت جالسة تشاهد هذا العرض المسرحي الساخر أمامها دون أي رد فعل يظهر علي ملامحها المقتضبة 
اختفت الابتسامة المشرقة عن شفتيها وقد أقتحن وجهها بشدة حيث نجحت
تلك المرأة البغيضة حړق أعصابها عندما اقتربت منه ولكن كيف لها أن تمنعها وهي زوجته في النهاية أيضا 
جلس أدهم بهدوء بجانبها دون ان ينبس ببنت شفة 
تساءلت ليلي في محاولة لفت انتباه كارمن عندما رأت نظراتها الڼارية إلى نادين انت رجعت امتي يا ادهم محدش من الخدم شافك والا كانو بلغوني علي طول
بدأ أدهم بشرب قهوته بعد أن سكبتها كارمن في فنجانه ثم قال بعدم إكتراث جيت بليل يا امي ومحبتش ازعج حد طلعت علي جناحي فورا
نطقت ليلى بصوت خفيض ماكر وألقت نظرة سريعة على مريم التي فهمت عليها سريعا قول كدا بقي
انك ما صدقت وصلت وروحت طيران علي الناس اللي وحشوك
غصت كارمن أثناء شرب العصير من تلميحات والدته الجريئة لكنها سرعان ما ابتسمت بمكر أنثوي لأن الكرة أتت إليها ولابد من أن تسجل هدفا ذهبيا الآن 
حدقت كارمن في عينيه بإشتياق قائلة بنعومة مفرطة يتخللها الغنج لا يا ماما بالعكس ماتظلميهوش انا اللي مسكت فيه امبارح اول ما لاقيته قدامي كان وحشني اوي اوي ماقدرتش 
برزت عينا أدهم إلى الأمام وهو يحدق فيها پصدمة حقيقية لأنه توقع منها كل شيء بعد حركة نادين باستثناء هذه التصرفات الجريئة منها أمامهم لكنه ابتسم بدهاء من مكرها الذي أسعده وأرضاه كثيرا وهي علمت بذلك جراء عيناه التي إلتمعت بشغف نحوها 
قالت ليلي بابتسامة متلاعبة وقد أحببت ما فعلته كارمن ربنا يسعدكم يا حبيبتي
بينما كانت نادين تجلس بابتسامة سطحية على شفتيها تختبئ وراءها قدرا هائلا من الكراهية والحقد لكارمن التي انتصرت عليها للمرة المائة وبدلا من مكايدتها كانت هي التي أغضبتها كثيرا 
بعد بضع دقائق أمام قصر البارون
ركبت السيارة بجانب زوجها حيث كان جالسا أمام عجلة القيادة وفقالت برقة ادهم ممكن تستني ماتطلعش دقيقة بس
أنهت كلماتها ثم عبثت قليلا في حقيبة يدها وأخرجت منها شيئا تحت عيون أدهم الذي يناظرها بحيرة
همست كارمن بنبرة خجولة بعض الشئ بينما تعلو شفتيها إبتسامة رائعة اتفضل
أخذ من يدها الصندوق الملفوف بأناقة وحدق فيها بذهول وسأل باهتمام فيها ايه العلبة دي يا حبيبي
هزت كارمن كتفيها وأجابت ببساطة افتحها وانت تعرف
بدأ أدهم بفك الرابط من علي الصندوق ثم أزال المغلف ورماه إلى جانبه بإهمال لتتسع عينيه بدهشة حيث رأى مجموعة مصاحف قرآنية داخل الصندوق ثم استمع إلى صوت كارمن اللطيف قائلة كنت بفكر طول فترة سفرك في هدية اقدمهالك لما ترجعلي بالسلامة
ثم ألتقطت احدي المصاحف من الصندوق ووضعته امام زجاج السيارة من الداخل قائلة بمحبة مافيش افضل من كلمات الله عشان تحفظك من كل مكروه في اي مكان تروحو
في نظره كانت هذه بالفعل أعظم هدية نالها في حياته لأنها كانت كلمات الله الحافظ كما أنه شعر بمقدار المشاعر العميقة التي تكنها كارمن في قلبها له لقد كانت هدية معبرة جدا وتأثر بها بقوة 
قال أدهم بابتسامة وعيناه تشعان لها بالحب والتقدير ربنا يخليكي ويحفظك انتي ليا يا قلبي وكفاية عندي اني اشوفك قدامي دي احلي هدية في الدنيا
همست كارمن بصوت خجول ربنا مايحرمنيش منك حبيبي باقي المصاحف هنحطهم في المكتب عندك
ثم أدارت رأسها إلى الوراء ونظرت إلى السيارات المتوقفة في الخلف من خلال الزجاج المظلم للسيارة وتمتمت مازحة طب يلا اتفضل اتحرك احنا بقالنا كتير واقفين كدا الحراس هيفهمونا غلط
إلتصقت كارمن في باب السيارة قائلة بإرتباك مختلطا بخجل مما ينوي فعله ادهم مش وقت رخامة بقي لو سمحت
ابتسمت كارمن بهدوء وقالت بنبرة متلاعبة أيضا بعد أن تأكدت قليلا من أنه لن يكون متهورا لا لما اتأكد انك بقيت تفهمني ومش هتسيبني تاني لوحدي وتخلع
مال أدهم نحوها قليلا وقبل خدها بحب ليهمس بجانب أذنها اوعدك وغلاوتك عندي عمري ما هخلع ابدا
رفعت بصرها محدقة فيه متسائلة ببراءة والمرة الجاية هتاخدني معاك وانت مسافر
لثم ادهم جبينها بعمق قائلا بنفس الصوت الخاڤت مش هسافر بعد كدا غير وانتي معايا 
ثم قرص وجنتيها المشټعلة بأحمر قاني بخفة متسائلا ها لسه زعلانه
ثم أردفت بنبرة صادقة ادهم انت نعمة ربنا عوضني بها عن كل حاجة اتحرمت منها في الدنيا وبحبك اوي
إلتمعت عينا أدهم من السعادة التي جعلت ابتسامة كارمن العاشقة تتسع أكثر قائلا بهيام في عينيها وانا بعشقك يا عمري كله
جميل أن تكون شيء ثمين لدى شخص ېخاف فقدانك يوما 
بعد حوالي ساعتين في شركة البارون ديزين
في مكتب كارمن
جالسة أمام الكمبيوتر تقوم ببعض الأعمال قاطعها دلوف مالك بعد أن طرق الباب 
مالك بصوت مرح صباح النشاط علي مديرتنا
تركت شاشة الحاسوب ناظرة إليه وردت بابتسامة على تحية الصباح صباح الورد يا مالك
جلس مالك امامها قائلا بإهتمام ايه الاخبار معاكي بالشغل
أومأت برأسها قائلة بهدوء كله تمام انت لسه
واصل
همهم مالك وقال بلا مبالاة ايوه عديت علي الشركة التانية خلصت شوية حاجات وجيت علي هنا 
ثم أردف وهو يستعد للنهوض اذا احتاجتي مني حاجة انا علي مكتبي
أوقفته كارمن وهي تعبث في حقيبة يدها وقالت على الفور ماشي استني قبل ما انسي
أخرجت الكتاب من حقيبتها وقالت بمزح خد وقول لمراتك ترحمني شوية من الزن
أمسك مالك الكتاب منها وبدأ يفحص غلافه وهو يتمتم ماظنش انها هتبطل دي يدوب بتسخن
رفعت كارمن حاجبيها بدهشة وقالت بتساءل ازاي يعني
نظر مالك إليها محاولا كبح ضحكته وقال على مضض الهانم طالبة مني اجيبلها رنجة
اتسعت عيناها وقالت بإيماءة صغيرة من رأسها انت بتهزر صح
قال مالك بضحكة خاڤتة والله بجد شكلها بتتوحم
تمتمت كارمن بغيظ ازاي البت دي ماتقوليش
اجاب مالك وهو يستقيم في جلسته احنا هنروح بليل للدكتور واذا الخبر
صحيح ان شاء الله هتقولك بنفسها
دخل أدهم المكتب فجأة بهدوء وهو يغمز بعينيه إلى كارمن التي فهمت معنى تلك الإيماءة ثم سعلت بعد أن أفلتت منها ضحكة صغيرة حتى لا ينكشف أمرها أمامه 
وأجابت علي مالك بنبرة عادية وهي تكتم ابتسامتها بصعوبة خلاص ماشي احم
هبط أدهم بكف يده على كتف مالك الجالس ويولي ظهره نحو باب المكتب ثم صاح في ڠضب أجاد تصنعه انت قاعد تكركر هنا يا استاذ وسايب شغلك
اتنفض مالك من على كرسيه وخفق قلبه بقوة من تلك المفاجأة قائلا بدهشة مستنكرا بسم الله اللهم احفظنا انت طلعت منين يا اخي
اڼفجرت كارمن ضاحكة من التعابير المفاجئة على وجهه والتي كانت مضحكة للغاية 
نظر أدهم إلى كارمن وهو يشير بيده إلى مالك وقال بتهكم ساخر والله عال شايفه الاستقبال بيبقي عامل ازاي منه
هزت كارمن رأسها مؤيدة لزوجها في حديثه وقالت بتسلية دلوقتي عرفت يسر جابته منين اكيد اتعدت منه
صاح عليهم مالك بسخط حيلك حيلك انت وهي هتتمسخرو عليا انا ومراتي كدا كتير
قالت كارمن بينما تمط شفتيها للخارج متصنعة الحزن وتسبل عيونها لا خلاص كفاية عليك اللي هتعملو فيك يسر
عبست ملامح مالك قائلا بحسرة ربنا معايا
ثم قال موجها حديثه لأدهم قولي صحيح انت رجعت امتي يا شبح
وضع أدهم يديه في جيوبه وقال بفظاظة وغرور بعدين هبقي اقولك انزل شوف المخازن دلوقتي عايز مراتي في كلمتين لوحدنا
جز مالك علي أسنانه من لهجته المتعجرفة وقال پقهر بتوزعني كدا عيني عينك
أومأ ادهم ببرود اكيد
غمز مالك بخبث وقال بإبتسامة ماشي يا ابو الادهيم
زم أدهم شفتيه وشد علي قبضته بحنق من استفزاز مالك له ثم تحرك قاصدا أن يلقنه درسا عڼيفا لكن فر مالك من أمامه في غمضة عين للخارج 
أدار أدهم رأسه ونظر إلى كارمن التي كانت تغطي فمها براحة يدها لإسكات ضحكها عن زوجها الغاضب الذي يبدو لطيفا جدا هكذا 
تقدم ادهم منها بإبتسامة جانبيه وسأل بينما هو
39  40  41 

انت في الصفحة 40 من 43 صفحات