الخميس 19 ديسمبر 2024

شظايا قلوب محترقه

انت في الصفحة 18 من 72 صفحات

موقع أيام نيوز

وتساءل
بتحبيه ياميرال صح
اهتز جسدها بالكامل وكأن كلمة حبه صدمة كهربائية انتابت جسدها ورغم ذلك لا تستطع ترجمة مشاعرها إذا كانت حب أم كره أم نفور لا تعلم 
تراجعت مستنكرة حديثه 
إيه اللي بتقوله دا مانكرش حبي له حب أخوي بصفته متربيين سوا بس مش الحب اللي حضرتك بتقوله 
كاد ألم حبه ېمزق قلبها ليؤدي إلى هزيمتها أمام عنفوان عشقه الممېت همست لنفسها مستحيل اكون بحبه
ثقلت أنفاسها من مجرد ارتباطه بعشق قلبها فتراجعت خطوة تهز رأسها 
مش قادرة اخد قرار
لم يهتم لحديثها فأشار إليه 
طيب روحي وبلاش تضايقيه اسمعي مني مش يمكن هو بيحبك 
هزة عڼيفة أصابتها لتستدير إلى سيارته تشيعه بنظرات مشتتة وشردت بحديث مصطفى بقلب يهدر پعنف وعقل ينكر حماقة دقات قلبها اڼفجرت برك عيناها حينما فقدت السيطرة من انجراف مشاعرها نحوه فهربت مهرولة إلى سيارتها رافضة أي حديث يخصه رآها متجهة إلى سيارتها بتلك الحالة فارتسم على محياه ابتسامة ساخرة وقاد سيارته متحرك إلى عمله دون حديث 
ظل مصطفى متوقفا يطالع خروجهم هامسا لنفسه 
أتمنى اكون
اخترت لك المناسب ياإلياس شعر بفريدة خلفه الټفت برأسه على صوتها 
مشيوا هز رأسه قائلا
بنتك عنيدة أوي عملت اللي في دماغها ابتسمت مجيبة
وابنك مغرور أوي قهقه الاثنين معا ثم حاوطها بذراعيه 
لازم أتحرك دلوقتي علشان متأخرش 
بمنزل يزن أنهى فرضه وتحرك للخارج 
وجد أخته تضع الطعام على الطاولة 
صباح الورد يازينو 
صباح الورد ياإيمي فين معاذ لسة نايم لا حبيبي راح يجيب الطعمية 
جلس على الطاولة يفتح هاتفه يتصفح الأخبار دلف معاذ 
أنا مش هانزل تاني أشتري الطعمية الستات بيفعصوني 
رفع نظره يطالعه مستاء ثم أردف
ليه صغير إنت راجل يلا إجمد شوية شوية طعمية الحارة كلها بتعرف إنك بتجبها 
جلس متأففا
يووووه على التريقة استدار إليه وبدأ يتناول إفطاره ولكنه توقف حينما استمع إلى صوت أخيه
طنط أم محمود سألتني بتقولي ليه يزن ساب أبلة مها 
لكزته إيمان ليصمت وضع يزن الطعام بفمه يلوكه بهدوء ثم تحدث بصوت جعله متزنا قائلا
قولها مافيش نصيب ثم نهض ينفض كفيه قائلا
الحمدلله خلي بالك من نفسك وإياك تجري ورا العربيات أخبارك عندي وليه امتحان الرياضة ناقص درجتين إجهز لحد ماأرجع نراجع مع بعض الدروس اللي وقعت منك 
أومأ له قائلا 
آسف ياأبيه بحاول أفهم الهندسة بس تقيلة وبضيع فيها جمع أشيائه وأشار إلى أخته
إيمي الواد دا ميخرجش يلعب بعد الدرس خليه يحل لي خمسة اختبارات رياضيات لما أرجع 
نهضت متحركة خلف أخيها تومئ برأسها 
حاضر ترجع بالسلامة حبيبي 
بعد قليل بمكان عمله كان يقوم
بتصليح شيئ ما بالسيارة جلس صاحب العمل بجواره
ليه سبت خطيبتك يابني توقف عن العمل ملتفتا إليه
النصيب ياعمو مالناش نصيب مع بعض ربت الرجل على ظهره
هتتعدل إن شاءلله ماتزعلش نفسك 
مش زعلان أنا صعبان عليا نفسي حبيت الشخص الغلط 
سحب نفسا قويا وزفره على مراحل قائلا 
برجع أقول عندها حق هتفضل منتظراني ليه لم يتسنى له الحديث ليقف مبتعدا عنه وذكريات مؤلمة تغرز بقلبه كالغرز الملتهبة بالنيران المحرقة 
فلاش
وقف يزن الذي يبلغ من العمر خمسة وعشرين عاما على باب غرفة والده 
حضرتك طلبتني أشار إليه بالدخول 
جلس بجواره متسائلا
حضرتك كويس ربت على كفه
كويس ياحبيبي لسة زعلان
نظر إلى والده نظرات عتاب ممزوجة پألم روحه ليشعر بنزيفها بصمت واستفهام مؤلم شق ثغره بابتسامة حزينة
هو فيه حاجة تزعل كل الحكاية إني مطلعتش ابنك الموضوع بسيط
تجمدت الډماء بشريان السوهاجي واهتزت جفونه
طيب اسمعني كويس ياباشمهندس طول عمرك كنت ولد مطيع رغم إنك مش من صلبي بس طلعت ابن حلال يابني ربنا يباركلي فيك
داخل ينتحب بقوة داخله بركان ثائر ولكن ماذا عليه فعله وهو يرى والده بتلك الحالة رسم ابتسامة وانحنى 
يقبل رأسه متمتما
وحضرتك كنت نعم الأب مهما يحصل هتفضل أبويا لأن في نظري الأب اللي بيربي مش اللي بينجب 
ربنا يبارك فيك ياحبيبي ودايما السعادة والقبول في حياتك عارف هشيلك هم أكبر من همك بس إخواتك أمانة في رقبتك يايزن أوعى ياحبيبي تفرط فيهم إياك واليتيم يابني دول مالهمش ذنب ووالدتك كمان ماتزعلهاش صحتها على قدها أوعى تزعلها ولا تزعل منها حبيبي هي عملت اللي في مصلحتك عارف إنك مصډوم من الحقيقة هي كانت عايزة تعرفك من زمان بس أنا اللي رفضت قولت لما تكبر وتستوعب الكلام 
كانت الكلمات تنزل فوق مسامعه كصوت عويل يصيب الأذن ويرتجف له القلب غامت عيناه بتحجر الدموع 
وشعر پاختناق أنفاسه وكأن الهواء الذي يحاوطه ماهو سوى ثاني أكسيد الكربون الذي ېخنقه أكثر وأكثر
ماما قالتلي كل حاجة يابابا وزي ماقولت لحضرتك مش يمكن نصيبي معاك أحسن من لما أكون مع أهلي الحقيقيين 
خرج من شروده على صوت أحد الزبائن 
يزن ممكن تشوف العربية بطلع دخان ليه للأستاذ 
أومأ ونهض متحركا إليه
كان يتابعه بعينيه بأسى
عيني عليك يابني حملك تقيل وصل صديقه الذي يدعى كريم يعمل طبيب جراح 
مساء الورد يازينو رفع رأسه مبتسما 
وأنا بقول الورشة نورت ليه يادوك 
اقترب منه واحتضنا بعضهم البعض
بعد فترة خرج إلى مقهى بالقرب من العمل جلس بمقابلته قائلا بعد فترة من الصمت 
عرفت بفسخ الخطوبة رجع بظهره متكئا على المقعد البلاستيكي ثم دار برأسه يشمل المكان بنظرة متفحصة كأنه يشعر بأن الجميع يرمقونه بأسى على الشخص الذي اندهست رجولته بين الناس استفاق من تخيله على نقر كريم على الطاولة 
يزن رحت فين 
زفرة مهمومة بجميع آلامه مجيبا
معاك أهو دنا كريم بجسده متمتما بصوت خاڤت
متستهلكش والله يابني اللي زي دي ماتزعل عليها 
مش زعلان صمت بعدما وصل الصبي يضع مشروباتهم وتحرك 
مش باين يابن السوهاجي 
ابن السوهاجي رددها مع ابتسامة فاترة حاول كريم مؤازرته فأردف 
تعرف أنا سألت على الواد اللي خطبها دا وجبتلك أصله من وقت ماتولد من ظابط عقر والله وفرحان فيها وتستاهل اللي بيحصلها 
قطب جبينه مستهزئا بكلماته
وليه دا كله يالا إنت مچنون ولا إيه مبقاش يخصني 
طيب اسمعني وبعدين أحكم 
تجهمت ملامحه واشتعلت عيناه يحذره من الحديث ولكنه رفع كوبه يرتشف منه وتابع حديثه
الواد دا اسمه طارق راجح الشافعي أهله كانوا عايشين في السويس بس نقلوا من شهرين علشان له أخ اتسجن في قضية أمن دولة
أصابه الجنون فتوقف غاضبا وهدر به 
مصر تضايقني قولت لك مش عايز اسمع حاجة سحبه بقوة من يديه وأجلسه واردف بقوة
يابني اقعد واسمع للآخر على طول كدا البنت واقعة في عش دبابير وتستاهل وفرحان فيها 
تأفف بضجر فتابع الآخر حديثه
بقولك أخوه مقبوض عليه والواد دا أبوه فتح له بوتيك ملابس كبير اللي شغالة فيه مها بس واد بتاع
بنات عرفت أنه بتاع مزاج وستات يعني صاحبتك وقعت بدعوة الوالدين يازينو
لم يرد عليه لفترة ظل يطالعه بنظرات صامتة ثم أردف متسائلا
ايه اللي خلاك تسأل عنه !!
زم شفتيه رافعا حاجبه ثم أردف ممتعضا
إنت رخم على فكرة جايبلك أخبار حلوة وحضرتك مش عجبك
أخبار حلوة!! قالها مستنكرا ثم تابع مستطردا
الموضوع ميهمنيش ياكريم كنا وخلصنا حياتها وهي اختارت خلاص مبقاش يلزمني 
نقر بأصابعه على الطاولة متسائلا
يعني مش فرحان من اللي
هيحصل 
لا قالها ونهض يلقي بعض النقود على الطاولة ينادي على الصبي وأردف 
أنا مش من النوع اللي بيشمت
بس باخد حقي بعدل ربنا سلام ياصاحبي
بمنزل إيلين 
جلست سهام تتناول بعد الفواكه ترمق إيلين المنشغلة بدراستها وضعت ساقا
17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 72 صفحات