شظايا قلوب محترقه
بعدما شعر بحزنها
شوفتي بتزعليني إزاي مكسوفة تسأليني على الفلوس نسيت والله ياقلب أخوكي بعد كدا هقبضك شهريا كل دروسك إحسبي الحسبة وقولي عايزة إيه وأنا تحت أمرك
وصلني معاك بالمكنة ياأبيه عمو اسماعيل عامل عمرة للتوكتوك أومأ وتحرك إلى دراجته البخارية
ارتدى الخوذة وأشار إليه بالتحرك
استناني برة لما أخرج المكنة خرج وتوقف أمام معاذ رفع نظره على تلك السيارة التي توقفت أمام منزل خطيبته ترجل منها شاب يافع الطول عرفه من ظهره نعم صاحب العمل الذي تعمل به وصلت إليه بجوار والدتها التي رمقت يزن بنظرة مستاءة ثم أشارت على ذاك الشاب الذي يدعى طارق وصاحت بصوت مرتفع ليصل إلى آذان يزن
قاد دراجته بسرعة فائقة مما أزعجهم بخارها كانت تطالعه بأعين حزينة تعلم أنها خلت بوعدهما ولكن ماذا عليها أن تفعل بعد
إصرار والديها بجبرها على الزواج في ظل ظروفه استقلت السيارة بجوار من اعتبرته زوجها المستقبلي ولم تعلق على حديثه حينما قال
أشارت على الطريق ورددت
يعني إيه
قاد السيارة وتحرك قائلا
هانعمل تور أنا وإنت وبعد كدا نروح نشوف الفستان
ضيقت عينيها متسائلة
فستان إيه ليه هو الفرح إمتى!
غمز بطرف عينه قائلا
وقت مالجميل يؤمر
عند يزن وصل إلى مكان عمله ودلف للداخل ملقيا تحية الصباح على صاحب العمل نظر بساعة يده
ارتدى ثياب عمله متهربا بنظراته من ذاك الرجل الذي يعتبره بمقام والده ثم أجابه
مشكلة واتحلت ياعمو اسماعيل ربت على كتفه
حبيبي ربنا ييسرلك أمورك دايما
يارب قالها بدلوف إحدى السيارات فأشار له الرجل بمقابلة زبائنه
بمكان آخر
وصل إلى مكان عمله وجد أحد الضباط بانتظاره
أومأ متفهما ثم أردف
تمام ليه جت علينا وهي تبع السويس
معنديش معلومة والله ياباشا
دلف العسكري يضع قهوته ثم توقف
فيه واحد برة عايز يقابل حضرتك ياباشا قالها وهو يبسط كفه بذاك الكارت رفعه يقرأ مايدون به
راجح الشافعي ودا عايز إيه مكتوب هنا رائد متقاعد مش دا اللي ابنه اتمسك من كام أسبوع وحققنا معاه نقر على مكتبه ثم أشار للعسكري
دلف راجح ملقيا السلام
أومأ إلياس يشير للمقعد جلس بعدما فك زر بذلته
إزيك إلياس باشا
أهلا بحضرتك ممكن أعرف إيه المطلوب
حمحم راجح متمتما
عرفت إنك اللي بتحقق في قضية ابني جايلك وأملي كبير ابني اتمسك من ضمن الولاد دول والله ياإلياس باشا هو ماله دخل بالسياسة يعني أبوه كان ظابط ليه يعمل كدا
ابني كان في الشقة بس مش علشان إرهابي دا ابن ظابط هو بس كان متصاحب على شوية عيال وكانوا بيروحوا الشقة دي يلعبوا قمار
تراجع بجسده للخلف قائلا
ليه هو ابن الظابط بيلعب قمار
حمحم قائلا
شباب بقى ياإلياس باشا والغلط عندي علشان نقلت جامعته القاهرة
أخرج الملف الخاص وطالعه لبعض الدقائق ثم رفع نظره إليه
قدامك عشر دقايق تشوفه ودا مبعملوش مع حد تأكد إكرامية مني علشان في مجال الشرطة
نهض وشكره
شكرا يابني ربنا يريح بالك
استمع إلى طرقات ثم دلف العسكري
إلياس باشا أستاذة ميرال جايبة إذن عشان تعمل حوار صحفي مع المسجون
بتقول مين!
تساءل بها وعينيه كالحمم البركانية دلفت للداخل مقاطعة حديثه
إيه هو حضرة الظابط واقع على ودنه وهو صغير اتفضل دا تصريح من اللوا مصطفى السيوفي بذات نفسه علشان أقابل المتهم اللي اتمسك في الشقة وكمان المتهم بتاع المحطة
توقف راجح أمامها
عديني يابنتي رفعت نظرها إليه ورسمت ابتسامة
آسفة حضرتك قالتها وتراجعت تفسح المكان خرج راجح ونظرات إلياس عليه إلى أن أغلق الباب ثم انتفض بجسده إليها
رفعت حاجبها وشيعته بنظرة متهكمة
يعني علشان بعمل شغلي بص ياحضرة الظابط المسجون دا أنا هقابله وهاعرف منه اللي حضرتك معرفتش توصله
أشار إلى مقعده
تعالي أقعدي مكاني وحققي ولا أقولك سيبك من الصحافة وأقدملك في الشرطة
جزت على أسنانها واقتربت منه
إنت ليه مستفز أنا بعمل شغلي الواقفة قدامك دي ميرال جمال الدين اللي أي مكان يتفتحلها من غير واسطة ياحضرة الظابط بس أعمل إيه في ظابط مغرور وواخد في نفسه مقلب
احتقن وجهها بالڠضب حتى توردت وجنتيها فدنت منه وانحنت برأسها لمستواه
عايزة أقابل المتهم مش خاېفة
منك متحاولش تعملي فيها قابض الأرواح
كور قبضته يجز على أسنانه لتتراجع للخلف ليهمس بفحيح أعمى
إمشي من هنا معنديش متهمين
اتقد الڠضب كنيران مشټعلة وهدرت به
إنت ليه بتعمل كدا أنا عايزة أوضح للجمهور حياة الولد وإيه اللي وصله لكدا
ميرال ميرال مالكيش شغل في محيطي اختفي من قدامي بدل ماأندمك قالها وتراجع للخلف وكأنه لم يفعل شيئا أما هي فكأن قربه شل جسدها ولم تعد لساقيها القدرة على الحركة جلس فوق مقعده يشير إليها
أخدت من وقتي حضرة الصحفية الفاشلة روحي شوفي شغلك بعيد عني
استفاقت أخيرا من سيطرته الطاغية التي فرضها عليها رفعت عيناها تتأمل جلوسه المغرور ثم اقتربت إلى أن وصلت إلى مكتبه ونظراته تلاحق حركتها
استندت بكفيها على مكتبه
حضرتك في المكان دا وبتاخد مرتب مني ومن غيري بلاش القنعرة الكدابة دي
جحظت عينيه ونظرات كالسهام الڼارية ېصرخ بالعسكري حتى هبت من مكانها فزعة هاتلي المسجون يشوف أبوه وخد أستاذة ميرال عرفها طريق الخروج منين
تنهيدة ڼارية خرجت منها وهي تشير إليه پغضب
إلياس متقوفش قدام شغلي اللي بينا مالوش علاقة بالشغل إنت عارف ومتأكد أنا بعمل شغلي فلو سمحت متقوفش قدامي
دنا منها فتراجعت للخلف حتى اصطدمت بالجدار حاوطها بذراعيه
وانحنى ينظر لعيونها التي تشبه عيون الغزال ثم همس بهسيس مرعب وعينيه تخترق عينيها
إنت بقالك تكة معايا أي كلمة تانية هاندمك على حياتك طول العمر كل شوية إلياس إلياس دي عند مامتك هناك مش هنا في مكان شغلي تنطيطك ليا كل شوية مالوش غير معنى واحد وبس عايزة تلفتي انتباهي بس غبية لو الست فريدة بتحلم وزقتك عليا هافعصك استلفي شوية
ثقلت أهدابها لحجز الدموع تحتها رفعت عينيها مع رأسها بكبر أنثى داس على كرامتها
إعرف لو إنت آخر راجل على الكرة الأرضية علشان ألعب عليه وأجذبه مستحيل
لأني هاضيع وقتي مع الشخص اللي ميستهلش ميرال جمال الدين إنت أخرك تزعق وبس إنما
هاكتب فيك شكوى لنقابة الصحافة ياعم المغرور قالتها وجذبت حقيبتها
وتحركت بخطواتها الواثقة وغادرت المكان بالكامل وقلبها يئن كالوتر المقطوع سبها قائلا
دمك يلطش إصبري عليا بت متخلفة
جلس على مقعده بدلوف المسؤول
الولد جاهز للمقابلة
أشعل سېجارة ينفثها بهدوء
ارتفع جانب وجهه بشبه ابتسامة ساخرة
صح النوم ياعريس ناموسيتك كحلي
هوى على المقعد يشير للرجل
قهوتي يابني استدار إلى إلياس
عملت حاجة في القضية بتاعة الخلية
تراجع بجسده ورمقه ساخرا ثم تمتم
مسح على ذقنه قائلا
معنى كدا فيه حد بيحركهم أومأ له مجيبا
بالظبط كدا دا اللي عايز أقوله نهض
من مكانه وهم بالمغادرة إلا أن إلياس أوقفه
قطب جبينه مستفسرا
ليه خليت أبوه يشوفه هو ينفع!
نهض من مكانه قائلا
عايز أعرف اسم الولد اللي كان معاهم ودا مش هيقوله لحد غير أبوه وكمان أبوه طلع كان ظابط بس تقاعد نص ساعة وهنجيب ملفه
بالكامل
تمام يعني فيه تسجيلات
أستاذة ميرال قابلتني تحت
وكانت مضايقة إكسب الصحافة علشان ميقلبوش علينا
لوح بيده قائلا
سيبك