الإثنين 25 نوفمبر 2024

عشق الهوي

انت في الصفحة 15 من 50 صفحات

موقع أيام نيوز


في غرفة العناية المركزة ذهبت إلى هناك حيث كان مدرس الرياضيات الاستاذ علي الذي اتصل بها واقفا امام باب غرفة العناية ركضت نحوه وسألته بفزع فين اختي يا استاذ علي هي حصل لها ايه 
الاستاذ علي وضعها حرج يا انسه مريم الدكتور قال انها لازم تعمل عملية بسرعة 
فوضعت مريم يدها على فمها جراء الصدمة ونزلت دموعها فورا وتساءلت بقلق شديد قولت عمليه 

الاستاذ علي بصي الاحسن انك تروحي تسألي الدكتور المشرف على حالتها 
مريم طب طب هو اسمه ايه 
الاستاذ علي اسمه عماد سالم 
مريم طيب متشكره يا استاذ 
الاستاذ علي العفو انا لازم ارجع المدرسة دلوقتي الف سلامه عليها 
قال ذلك ثم غادر اما هي فذهبت الى قسم الاستقبال وسألت الموظفة عن الدكتور عماد سالم فاخبرتها انها ستجده في مكتبه الذي في الطابق الثالث لذا ذهبت الى هناك وطرقت الباب فسمح لها بالدخول دخلت وهي ترتجف قائلة ح حضرتك الدكتور عماد سالم 
نظر الطبيب اليها وقال ايوا انا ازاي اقدر اساعدك يا انسة 
دلفت مريم الى المكتب وهي تبكي ثم قالت انا انا اخت البنت الصغيرة اللي نقلوها من المدرسة في سيارة الاسعاف وجيت وجيت اسألك عن وضعها 
ابعد الطبيب نظارته الطبية عن عيناه ثم قال اتفضلي استريحي 
فجلست مريم امامه واردفت قولي بصراحة يا دكتور هي اختي ممكن ټموت ! 
تنهد الطبيب واجابها انا مش عايز اخبي عليكي يا انسة بس وضع اختك خطېر جدا ولازم تعمل عملية زرع قلب في اسرع وقت ممكن وإلا هتفقد حياتها 
وضعت
مريم يدها على فمها وبدأت تبكي ثم قالت باندفاع طب طب مستنين ايه ما تعملولها العملية فورا وانا هدفع التكاليف كلها بعدما اطمن على اختي 
رد عليها الطبيب بنبرة عملية كان بودي اني ادخلها غرفة العمليات حالا بس مع الاسف منقدرش نعمل كدا غير اما تدفعي تكاليف العملية الاول 
فمسحت مريم دموعها وسألته طب يطلعوا كام
قال 300000 جنيه ولازم تدفعيهم كلهم علشان نقدر ندخلها غرفة العمليات 
في تلك اللحظة شعرت مريم بأن الدنيا اغلقت ابوابها في وجهها فهي لم تكن تمتلك حتى ربع ذلك المبلغ فقالت بدهشة قلت 300000 جنيه واجيبهم منين دول 
ثم اضافت بنبرة خائڤة جدا انا مامعيش المبلغ دا يا دكتور وهيكون تأمينه صعب اوي بالنسبة لي 
الطبيب اسف دا نظام المستشفى انتي لازم تدفعي تكاليف العملية علشان نقدر
نعملها بسرعة وانا بنصحك يا انسه انك تلاقي حل بسرعة لان التأخير مش في صالح اختك ابدا وهي لازم تعمل العملية في اسرع وقت ممكن ولو امكن انها تعملها حالا لان وضعها مش بيطمن ابدا 
مريم يعني ايه 
الطبيب يعني احنا قدرنا نسيطر على الوضع دلوقتي بشوبة اجهزة بس هي محتاجة تزرع قلب والا من الممكن انها ھتموت في اي دقيقة 
مريم طب انا اقدر انقلها على مستشفى تاني بصراحة المبلغ اللي انتوا طالبينوا كبير اوي وانا مش هقدر ادفعوا ابدا جايز لو نقلتها على مستشفى تاني
هيكون المبلغ اقل من كدا 
الطبيب انا ما بنصحكيش تعملي كدا لان المستشفى بتاعنا ارخص مستشفى في البلد كلها ولو نقلتيها على مستشفى تاني اكيد هيطلبوا منك ضعف المبلغ لان العملية دي صعبة جدا 
فاخذت مريم تفكر قليلا ثم نظرت إلى الطبيب وقالت خلاص انا هحاول اخد قرض من البنك وهدفع تكاليف العملية 
الطبيب يستحسن انك تعملي دا بسرعة لان زي ما قولتلك ان التأخير مش في صالح اختك ابدا 
فنهضت قائلة يبقى انا هروح البنك حالا 
الطبيب ماشي 
خرجت من مكتب الطبيب وهي تمسح دموعها ثم امسكت بهاتفها واتصلت على صديقتها المقربة الهام امين فاجابتها ايوا يا ميمي انتي فين يا بنتي 
في تلك اللحظة أنفجرت مريم بالبكاء ما ان سمعت صوت صديقتها وقالت مرام في المستشفى يا الهام 
الهام بقلق بتقولي ايه طب ازاي حصل كدا
مريم هي كانت تعبانه الصبح انا لاحظت عليها بس مكنتش متخيله انها حتنهار في المدرسة وحينقلوها بسيارة الاسعاف والالعن من كدا انها محتاجة تعمل عملية زرع قلب بسرعة والا حتموت 
فوضعت الهام يدها على فمها تعبيرا مجازيا ثم اردفت باهتمام يا ساتر استر يا رب طيب انتي في انهي مشفى دلوقتي قوليلي العنوان وانا هاجي فورا 
مريم المستشفى الوطني انا اتصلت بيكي علشان تجي وتقعدي عندها لغاية ما اروح البنك 
الهام وهتروحي البنك ليه 
مريم العملية بتكلف كتير اوي وانا هروح اقدم على قرض من البنك 
الهام قولتي بتكلف كتير قد ايه يعني
مريم 300000 جنيه 
الهام ايه ! 
مريم مفيش وقت الكلام دلوقتي يا الهام ارجوكي تعالي وافضلي عند اختي لغاية ما ارجع 
الهام طيب متقلقيش انا جايه فورا 
قالت ذلك ثم اغلقت هاتفها واردفت يا دي المصېبة انا لازم استعجل بس اطلب اذن خروج من الاشغل الاول 
ثم توجهت الى مكتب مدير القسم الذي تعمل به لكي تطلب اذن الخروج اما مريم فخرجت من المستشفى واستقلت سيارة اجرة وطلبت من السائق ان يوصلها الى احد فروع بنك القاهرة وما هي الا مدة زمنية معينة قد مضت حتى وصلت فدخلت الى البنك وانتظرت حتى يحين دورها على احر من الجمر ولكن كل انتظارها كان بلا فائدة حيث ان ادارة البنك رفضوا ان يمنحوها القرض لانها لم تكن تمتلك مالا كافيا في حسابها المصرفي واخبروها انهم لا يعطون القروض لمن كان رصيده المصرفي اقل من خمسة آلاف جنيه وهي كانت تمتلك فقط ثلاثة آلاف جنيه ادخرتهم للأيام الصعبة حيث انها كانت تصرف راتبها الذي تتقاضاه من عملها في شركة ادهم على دفع مصاريف مدرسة اختها واجار المنزل والملابس والطعام وغيرها من الفواتير ولم يكن يتبقى في جيبها سوى ما يكفيها لكي تستقل الحافلة ودفع فتورة هاتفها 
فخرجت من المبنى محبطة جدا وبوجه حزين يكاد يغرق تحت الدموع المنهمرة من عينيها كالسيل الجارف وقفت تحدق في الفراغ ثم قالت بنبرة يغلبها اليأس هعمل ايه دلوقتي هجيب الفلوس دي كلها منين مين ممكن يقدر يسلفني المبلغ الكبير دا وانا معرفش حد ممكن اطلب منه غير الهام وانا عارفه انها على قد حالها ومستحيل يكون معاها المبلغ دا 
وبعد ان اغلقت كل الابواب في وجهها وشعرت بأنها ستخسر شقيقتها الصغرى خطړ على بالها ادهم فنظرت الى ساعة يدها حيث كانت الساعة تشير إلى الثالثة عصرا فقالت هو اكيد لسه في الشركة يبقى لازم اروح له حالا 
قالت ذلك ثم اوقفت سيارة اجرة
واردفت بنبرة متلهفة اطلع ياسطه على شركة رويال للتجارة الإلكترونية 
وعندما وصلت 
ركضت الى داخل الشركة فصادفت هاني في طريقها وإستوقفها قائلا انسه مريم انتي كنتي فين مش على اساس هنتغدا سوى النهارده 
فقالت انا اسفه يا استاذ هاني بس انا مستعجلة دلوقتي عن اذنك 
قالت ذلك ثم ركضت حتى استقلت المصعد وضغطت على زر الطابق الاخير وبينما كان المصعد يصعد بها كانت تفكر كيف ستواجه ادهم بعد الذي حدث بينهما  
ذلك ما چرح قلبها لانها ليست دمية لكي يمتلكها اي شخص حتى لو كان هذا الشخص هو ادهم نفسه الذي كان اول حب في حياتها ولكن كما يقولون للضرورة أحكام فهي مضطرة لكي تراه مجددا حيث انه املها والشخص الوحيد القادر على اعطائها المال 
وعندما توقف المصعد في الطابق الاخير من المبنى نزلت منه بسرعة وتوجهت فورا نحو المكتب ولكنها شعرت بنبضات قلبها تتسارع عندما اقتربت من باب مكتب ادهم فاخذت نفسا عميقا ثم طرقت الباب بخفة وبعدها دخلت وعندما اصبحت في الداخل فتحت عيناها على وسعهما لان الفوضى كانت تعم المكان حيث ان الرجل قام بتحطيم كل شيء رأته عيناه بعد ان تركته وغادرت وهي تبكي 
فنظرت في ارجاء المكان باحثة عنه بنظرها واخيرا وجدته جالسا على كرسيه وهو يضع قدماه على طاولة المكتب والدخان يتصاعد من سيجارته التي كان ممسكا بها وهو مغمض العينين كما كان رافعا اكمام قميصة الى الاعلى ويبدو
عليه انه تخطى نوبة ڠضب مدمرة بعد ان دخن علبتين من السچائر 
ثم تجاوز طاولة المكتب واقترب منها وكان يريد ان يعانقها ويخبرها بأنه يحبها وانه ندم على كل كلمة قالها وانه اسف لأنه اخافها وجعلها تتألم عندما ضغط على كتفيها ولكنها عادت بخطواتها الى الخلف بحركة تنم عن الخۏف وقالت بنبرة صوت حادة انا عايزه فلوس 
في تلك اللحظة تجمد ادهم في مكانه ونظر اليها پصدمة فأكملت قائلة لو عايزني ابقى ملكك بجد وتعمل فيا كل اللي انت عايزه يبقى تديني فلوس وانا عايزه 300000 جنيه النهارده دفعة أولى وبعدها هبقى صاحبتك زي ما انت عاوز 
بعد قولها ذاك شعر ادهم بالخېانة العظمى واحس بأن قلبه قد ټحطم الى اشلاء صغيرة فهو لم يتوقع ان يسمع منها ذلك الكلام حيث انه احب براءتها وصدقها وطيبة قلبها ولكنها ذبحته بقولها لتلك الكلمات التي تنطقها العاھړات وتمنى لو انه ماټ قبل ان يسمعها تقول ذلك فعاد للوراء وهو ينظر اليها بنظرات قاسېة يغلبها الڠضب الشديد ثم جلس على كرسيه مجددا بكل هدوء ونظر اليها باحتقار قائلا بنبرة صوت يملؤها الألم رجعتي علشان الفلوس ! 
فضغطت مريم على قبضتها لانها رخصت نفسها وشعرت بروحها تتمزق ولكنها اخفت ذلك ونظرت اليه بكل ثقة واردفت قائلة ايوا رجعت علشان الفلوس ولو عايز تمتلكني زي ما قلت يبقى تديني 300000 جنيه النهاردة 
في تلك اللحظة برزت العروق في رقبة ادهم وتحولت عيناه الى جمرات مشټعلة من شدة الڠضب ولكنه سيطر على نفسه ولم ېصرخ بها بل امسك علبة سجائره واخرج سېجارة ثم وضعها بفمه واشعلها وبعدها نظر إلى الفتاة بنظرات ثاقبة ونفخ الدخان من فمه قائلا افهم من كلامك انك مستعدة تعملي اي حاجة علشان الفلوس
اجابته بثقة مزيفة ايوا هعمل كل حاجة 
ادهم حتى لو طلبت منك تنامي معايا هتوافقي
وبعد ان قال ذلك ارتعش قلبها بشدة ونظرت إليها بعيون مفتوحة من هول ما سمعته وشعرت بأنها حقېرة للغاية لذا فضلت ان تبقى صامتة ولم تجبه اما هو فاخذ نفسا من سيجارته وبعدها نفخ الدخان وقال سكتي كدا ليه جاوبيني انتي مستعد تبيعي نفسك علشان الفلوس 
احنت مريم رأسها حتى لا يرى ادهم دموعها التي تكومت في عيناها وما ان استجمعت شجاعتها حتى قالت بكل جرأة وبنبرة مقهورة ايوا انا جاهزة اعمل كدا 
فاغمض ادهم عيناه بشدة بعد سماعه ذلك وكأنه تعرض لإطلاق ڼار اصاب
 

14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 50 صفحات