قصه الخائڼ
مرة آخرى ولم يهتم بما أصابها من ذهول عندما غاب عن نظرها لم تقوى قدمها على الوقوف فسقطت على الأرضية بعد أن خارت قواها ثم قامت بقرص يدها فصړخت فعوجت رأسها قليلا وقالت
انا مش بحلم
فى المساء
وقفت آسيا أمام مرآة غرفتها لترتدى ذاك الفستان الذى قامت بشرائه بعد أن انتهت من عملها ارتدت فستان لونه وردى ويصل لبعد الركبة بقليل بدئت بوضع أدوات تجميل تناسب فستانها فوضعت احمر شفاة وردى اللون نفس لون الفستان ثم وضعت على كتفيها شال لونه أبيض فنظرت لشعرها ذاك المعقود للخلف أخذت نفس عميق ثم قامت بنزع تلك العقدة من شعرها لينسدل حتى يغطى وهى تشعر بالخجل من نفسها وأن تخرج بذلك المظهر فهى لم تعتاد ذاك لكنها وضعت طوق على شعرها باللون الأبيض ثم انتقت حذائها فضى اللون وأرتدته وأخذت تشجع نفسها على الذهاب
لداخل المطعم وبحثت بعينيها عن مكان أنس وجدت بجانبه يونس فهذا آخر شخص تريد أن تراه اليوم فهو لن يكف عن مضايقتها وبالتأكيد سيقول لها أنها مهما فعلت لن تكون جميلة ضمت قبضة يدها ثم أتجهت نحو الطاولة التى يجلسون عليها ثم رفعت
هااى
رفع كلا من أنس و يونس نظرهم لهم فأتسعت أعين يونس مما رأه وشعر پصدمة كبيرة فتلك هى هى كارمه
الحلقة الحادية عشر
وجه أنس أنظاره إلى تلك الجميلة التى تقف أمامه ثم قال
أفندم !
أبتسمت آسيا ثم قالت وهى تجلس
معقول لسه معرفتنيش
أتسعت عينان أنس بعد أن سمع صوتها وميزه وقال
أنتى ! كارمه !!
لها فتلاشت هى نظراته تلك حتى أتى مدير مصنع جلود ليتفقوا معه لشراء شحنة جلود للأحذية والحقائب ظلا يتفقون مع بعضهم البعض حتى انتهوا فأستعدت آسيا للوقوف لكى ترحل يونس يدها مانعا إياها ثم قال
ع فين كده ! احنا هنتعشى سوا
ثم نظر إلى أنس وقال
ولا ايه يا أنس !
اكيد
ابعدت آسيا يده ثم قالت
مش عاوزة اتعشى
فى تلك اللحظة كان يقف بعيدا شاب ظل ينظر لها وهو لا يصدق ما يراه احقا تلك هى آسيا فقد كانت جميلة جميلة بشدة جميلة بدرجة جعلته لا يصدق أنها هى التى تقف أمامه ابتسم وهو ينظر لها ووجد نفسه يترك تلك الفتاة التى كانت بجواره ليذهب إليها لمحت آسيا شخصا ما ينظر إليها أتسعت عيناها حين تعرفت عليه فلم يكن سواه سوى عزت فهى تعلم جيدا أن عزت انتقل للعيش مع والداته فى القاهرة لم تكن تضع فى حسابها أنها ستراه شعرت بمشاعر مضطربة كثيرة وتسمرت فى مكانها فلم تستطع أن تتحرك أنش واحد فقط وقف أمامها عزت حيث أنه شاب عريض المنكبين ذو جسد رياضى وملامح رجولية رغم تلك الخضرة التى هى لون عيناه ببشرته الشقراء فهو كما هو لم يتغير منه شئ عندما رأته مر عليها كل ذكرياتهم سويا وتلألأت الدموع بعينيها ولكنها حاولت أن تتماسك حتى وقف هو أمامها وقال
هنا أنتبهت آسيا لما سيقوله وأن أمرها سيفتضح حتما فوجدت نفسها الآخرى تضعها على فمه وابعدته بعيدا عنهم
قطب أنس حاجبيه قليلا لكنه لم يتحدث بينما يونس فقد شعر بمشاعر مضطربة فهو يعلم من ذاك الأبله فذاك هو الذى كانت مرتبطة به عندما رأها تضع يدها على فمه ضړب يده على الطاولة ولم يعرف أن يبرر لنفسه حتى لما هو يشعر بكل ذلك الأنزعاج
انا اسمى كارمه فااهم اوعى تنسى ده
قطب عزت حاحبيه ثم قال
افندم !!
أمسكت هى رأسها ثم قالت
عزت انا مفيش حاجة تربطنى بيك إلا انك صاحب اخويا ومتبوظليش شغلى لو سمحت ارجوك لما أكون مع أى حد وشوفتنى ولو صدفة مش عاوزك تكلمنى حتى
فى تلك اللحظة تلك الفتاة التى كانت مع عزت وقالت بعصبية شديدة
ايه اللى بيحصل ده يا عزت
ثم آشارت على آسيا بطريقة مهينة
ومين دى اصلا !!
شعرت آسيا بالأهانة وقال
يلا من هنا انتى واقفة بتعملى ايه عندك !
ثم سحبها نحو خارج المطعم فضړب عزت قدمه بالأرض فهو يشعر بغيظ شديد حتى تحدثت تلك الفتاة وقالت
مين دى ! المفروض انى خطيبتك يا استاذ ولا انت ناسى
زفر عزت بضيق وقال حتى اجلسها على طاولة
اتفضلى اقعدى تشربى ايه !
نظرت له الفتاة بضيق شديد فزعق هو بوجهها ثم قال
تشربى ايه بقووووول!
شعرت الفتاة پخوف شديد وقالت بأرتباك
ب برتقان
بينما أنس خرج للخارج وهو يتبع كلا من يونس و كارمه الذى وجدهم يتجهون نحو سيارة كارمه فتحدث يونس قائلا
روح انت يا أنس
لم يفهم أنس سر اهتمام يونس بتلك الفتاة ولكنه لم يرد أن يتحدث معه الآن لذا ذهب لكى يستقل سيارته فى حين وجه يونس حديثه إلى آسيا وقال
هاتى مفاتيح العربية
لم يكن لدى آسيا أى رغبة للشجار خصوصا مع ذلك المتطفل لذا اعطته مفاتيح سيارتها دون أن تتحدث فذهب يونس تجاه كرسى القيادة ثم قال بلهجة آمرة
اركبى
ذهبت آسيا تجاه المقعد الأخر واستقلت السيارة فبدء يونس بقيادة السيارة حتى اوقفها فى مكان بعيد وهادئ قليلا يطل على نهر النيل ثم نظر لها وجدها صامتة لا تريد حتى أن تبكى فقد لاحظ أن عينيها تتلألأ بها الدموع ولكنها تأبى نزولهم فتحدث هو قائلا
مش هو ده اللى كان خطيبك
لم ترد آسيا أى حديث جانبى فقالت بصوت ضعيف
ارجوك انا مش قادرة أسوق لو هتوصلنى
هكون متشكرة مش هتوصلنى انزل وسبنى وانا هتصرف
لم يهتم يونس بحديثها ذاك ثم قال
بتحبيه ! لسه بتحبيه !
أمسكت آسيا رأسها ثم قالت
مش عاوزة اتكلم
انتى اسمك آسيا مش كده !
تسمرت آسيا مكانها وشعرت وكأنها تريد أن تنشق الأرض وتبتلعها ولكنها نظرت له بثبات وقالت
انت ايه التخاريف اللى بتقولها دى !
اخذ يونس نفس عميق ولكنه نظر تجاه نهر النيل ولم يتحدث فأبتسمت آسيا بسخرية ثم
قالت
انت سكرت من
غير ما تشرب
انا عارف عنك كل حاجة ومستغرب انك مسمية نفسك كارمه ومش عارف السبب بس صدقينى عمرى ما هحطك فى موقف حرج ولا هكشف سرك لحد
نظرت له آسيا بريبة ثم قال
ا انت انت اصلا مبتقولش الحقيقة انا اسمى كارمه كارمه وبس
ابتسم هو قليلا ثم بدء فى قيادة السيارة مرة آخرى وقال
يعنى عرفت انسيكى مقابلتك لخطيبك السابق اهو
شعرت آسيا بغرابة شديدة من ذاك الشخص غريب الأطوار الذى أمامها ولكنها
وجدت انه يقود السيارة ببرود حتى وصلا أسفل عقار منزلها فأمرها بأن تخرج من السيارة فلبت أمره ثم خرج هو الآخر واعطاها مفتاح سيارته وقال
اطلعى نامى يا كارمه
بس
اطلعى نامى بقولك ولينا قعدة طويلة بعدين
ثم وقف أمام سيارتها ينتظرها كى تصعد وما أن فعلت واطمئن عليها حتى استقل هو سيارة آجرة
بينما كان منصف الصغير فى غرفته يذاكر دروسه ولكنه تذكر نظرات خاله لتلك الفتاة فى أخر مرة قابلها قبل السفر على الرغم من غضبه إلا أنه كان ينظر لها بإعجاب أيضا ابتسم بعد أن لاحت فى رأسه تلك الفكر ثم قرر التوجه إلى غرفة والداته طرق باب الغرفة فسمحت له والداته بالدخول فتح الباب ثم دلف نحو الداخل وهو يقول
مش منصف برده هيرجع بكرة بليل
اه يا حبيبى
فنظر لها منصف بخبث ثم قال
بقولك ايه يا طمطم انتى مش نفسك تجوزى منصف
يعنى هو راضى وانا قلت لا
واللى يخليه يرضى يستاهل ايه
أنتبهت فاطمة لحديث أبنها وقالت
تقصد ايه
اقصد أن تعزمى جارتنا الحلوة دى بكرة ع العشا
رددت فاطمة بخفوت
هايا !!
ايووة
اشمعنا
اسمعى كلامى ويبقى ليا الحلاوة اوعى تنسى يا فطوم
ظلت فاطمة تفكر قليلا ب منصف و هايا ولاحظت تلك البسمة التى على وجه ابنها فصړخت فى وجهه قائلة
امشى روح كمل مذاكرتك
زم منصف شفتاه بضيق ثم قال
طيب طيب يا ساتر
فى صباح اليوم التالى
ذهبت برنسيس تجاه كافتريا بداخل الجامعة لكى تطلب كوب من القهوة عندما وجدتها غير مزدحمة فشعرت بالراحة لأنها ستقف بمفردها دون أن يضايقها أحد بعد أن أشترت كوب القهوة إلتفت لكى تتجه نحو القاعة وانتظار صديقتها هناك ولكنها كادت أن تصطدم بشخص ما فحاولت التنحى جانبا ولكنه وقف أمامها رفعت بصرها لكى ترى من ذلك الذى يزعجها فوجدت أنه سمير سقط كوب القهوة من يدها وبدء الخۏف يتسرب نحوها فأبتسم هو ابتسامته السخيفة تلك معصم يدها ثم قال
بقالى كذا يوم بدور عليكى يا حلوة ! مش اتفقنا اننا هنبقى سوا ولا ايه !
شعرت هى پخوف شديد ولم تستطع حتى أن تبعد يده ذلك فلم تجد أى شئ تفعله سوى سقوط دموعها ونظرت لأسفل فهى لا تريد رؤية وجه ذلك الكريه مما جعل خصلات شعرها الصفراء تغطى وجهها فأبتسم هو عليها فهى تبدو جميلة وفاتنة فى اى فعل تفعله فأخرج من يده بطاقة ووضعها فى كف يدها وقال
دى فيها رقم تليفونى وعنوان شقتى مادام انتى مش ممانعة تعالى الشقة
رفعت هى وجهه له وقالت
ب بس بس لا انا
ابتسم هو بسخرية ثم قال
بلاش تقل يا عسل ومش هنختلف اللى تعوزيه فى أى مادة هديهولك
ثم تركها وذهب بعيدا لأنه لاحظ اقتراب أكثر من شخص نحو الكافتريا فلم تستطع برنسيس الوقوف أكثر من ذلك لذا ذهبت نحو اول مقعد وجدته وجلست عليه واطلقت لدموعها العنان فالجميع يفهمها بطريقة سيئة لأنها ضعيفة لم تعتاد أن تقول لا فبالأمس فاروق هددها بأن لم توافق عليه ستتحمل هى العواقب وذلك الكريه لا تعرف ان لم تذهب إلى منزله ماذا سيفعل هو الآخر مسحت دموعها تلك بكف يدها وقررت أن تخبر مراد شقيقها بالذى يحدث هذا فهى لن تترك ذلك الكريه يتسلى بها ابدا إما فاروق فهى لا تعرف نواياه او على ماذا ينوى فتحت تلك الورقة لترى ماذا بداخلها ولكنها وجدت أحد ما أمامها اختطف الورقة فنظرت لأعلى وجدته فاروق فوجد فاروق رقم هاتف سمير وعنوان منزله نظر لها ثم قال بأنفعال
خدتى الورقة دى ليه
م مخدتهاش
انا شايفك وانا داخل من البوابة كنتى واقفة معاه وهو بيبصلك بطريقة مش كويسة وشايفك خدتى الورقة منه
وملحقتهوش عقبال ما جيت كان هو غار بس انا قلت افهم منك الأول خدتى الورقة ليه !
م مخدتهاش قولتلك مخدتهاش
اومال جت فى ايدك لوحدها ده حتى كان واقف وماسك ايدك وانتى حتى مش معترضة
نظرت له بعينان