رواية جديدة كاملة بقلم هنا سامح
يوم ودقيقة وثانية بتخليني أتأكد إني مكنتش غلطانة لما اخترتك
وانا كمان مبسوطة مبسوطة إني معاك وجمبك.
..........................................
طب نعمل إيه مفيش أي حل في دماغك
قالها مهاب بقلق وهو ينظر لقاسم الذي يبدو على ملامحه التفكير.
فيه بس مش عارف توافق عليه ولا لأ أو ممكن حتى تفهمني غلط
لكزه مهاب بحدة وهو يقول
طب بص احنا أصلا مبقاش في إيدينا حل ولا حد موافق يساعدنا علشان بقينا تحت الحديدة ف احنا ما قدامناش غير نبدأ من أول وجديد.
صړخ مهاب بيأس
أول وجديد! دا احنا بقالنا خمس سنين شغالين لحد ما وصلنا للمستوى ده!
قال قاسم بهدوء
عندك حل تاني
نظر الأرض بيأس
يا أخي اخرس بقى! خليني أتكلم! عمال تقاطعني لحد ما زهقت وبعدين ما الحال من بعضه!
فرك يديه بتوتر ثم توقف پصدمة وهو ينظر ليده
ولا يا قاسم! أختك خلطت عليا أو أنا خلطت عليها أيهما أقرب! أنا بقيت بفرك إيدي زيها! يا ليلة سودا.
ضحك قاسم وقال
طب إتكلم
أردف قاسم بتوتر
إنت عندك فيلا وانا عندي شقة
ضړب مهاب يده ببعضها وهو يقول بسخرية
الله عليك كمل يا فنان! وقفت ليه
يا عم الحكاية وما فيها الفيلا عندك شوفلنا أوضة نعملها مكتب الناس تيجي فيها على الأقل نبدأ مشاريع وواحدة واحدة هنفتح في حتة تانية واحنا كدا كدا لينا زباينا برضو
نظر له قاسم وقال بفخر
ضيق قاسم عينيه وقال
يا اخي أعوذ بالله منك! اسمها ما شاء الله عليك تبارك الله أي حاجة مش دماغك سم ومعرفش إيه! هتجيب أجلي!
وقف مهاب وذهب اتجاهه وهو يقول
تعالى يا ابني هات حضڼ بعقلك اللي يوزن بلد ده!
ابعد كدا استغفر الله!
..........................................
بعد إنتهاء سلمى من جلستها هبطت للأسفل ووقفت تنتظر سيارة توصلها للمنزل.
مالك يا قمر بټعيطي ليه
نظرت لها الطفلة ببراءة وقالت
صحابي مش راضيين يلاعبوني.
ابتسمت لها سلمى وقالت
أها طب تيجي نروحلهم واتكلم معاهم في حاجة
ماشي يا طنط.
ماشي تعالي قومي وخدي كرملة أهي و
توقفت پصدمة وهي تتحسس موضع حقيبتها الصغيرة لكن لم تجدها.
في حتة وأرجعلك.
ماشي يا طنط.
مسحت بيدها على شعر الطفلة بإبتسامة وقالت
شاطرة يا عسل.
صعدت سلمى للأعلى مرة أخرى.
وعلى الجهة الثانية تقف إنجي بإستغراب وهي تقول
مش دي سلمى! بتعمل إيه في المنطقة دي!
رفعت بصرها للأعلى تنظر أين صعدت ف وجدت اسم الدكتورة نهال فتحي الطوخي أخصائية استشارات نفسية
استشارات نفسية! لأ أكيد لأ أنا طالعة!
ذهبت إنجي بسرعة وتجاوزت السيارات وصعدت للأعلى وقفت خلف الباب بأنفاس لاهثة وهي ترى سلمى تخرج من الغرفة هبطت سلمى ودلفت إنجي للداخل.
وقفت أمام الفتاة في الإستقبال وقالت
ممكن طلب منك يا أنسة
إتفضلي
المدام اللي كانت خارجة من هنا بتعمل إيه هنا
أسفة يا فندم بس ديه معلومات شخصية ومش بنقولها لحد.
لأ دي قريبتي بس ومحتاجة أعرف جاية ليه وفي إيه
أجابت الفتاة
جلست القرفصاء والدموع بعينيها وبيدها بدأت بالحفر في التراب حتى ظهرت حفرة وأمسكت بيد مرتعشة القطة ووضعتها ووضعت فوقها التراب.
العالم وحش أوي.
يا طنط يا طنط تعالي اغسلي إيدك.
لأ أنا معايا مناديل مبللة هروح دلوقت علشان مش قادرة.
ماشي يا طنط وانا هروح ألعب مع أصحابي.
ضړبت أنهار يدها على صدرها وقالت
يا قهري واخوك وافق عليها وهو كان ناقص إيد ولا رجل علشان يوافق دا البنات تحت رجليه من هنا ومن هنا
سلمى ما جاتش! أنا برن عليها من الصبح وكلمت الدكتورة وقالت مشيت من زمان!
نظر بدهشة وهو يجد كوتشي سلمى ف نادى بصوت عالي
سلمى إيه وبتاع إيه! بتحط راسنا في الطين يا مهاب!
تجاهلها عمدا وذهب يفتح الباب لكن وجده مغلق ف صړخ
سلمى افتحي الباب!
لم يجد رد ف كرر
إزاي إيه حضرتك!
مش قصدي بس مكناش نعرف يعني هو ماټ! طب طب وسلمى عاملة إيه
هي كويسة بس مرهقة شوية والأفضل يبقى فيه اهتمام أكتر من كدا.
عايز أدخلها ينفع
هي لسه مفاقتش بس لو عايز تقدر تتفضل.
تمام.
قالها مهاب وهو يدلف للغرفة جلس بجانبها وأمسك يدها وهو يرى نفس المشهد الذي حدث معها في أقل من شهر.
أنا أسف أنا كان لازم أوقف أمي عند حقها من الأول بس أنا معرفش هي عرفت إزاي! للأسف كل ما علاقتنا تتحسن بتحصل حاجة بتخليها تسوء بزيادة أنا معرفش في إيه!
صمت وظل يحتوي يدها بين يده حتى تفيق مر الوقت وشعر بحركة يدها بين يده ف قال
مش قولتلك مننفعش لبعض
ذهب من هدوئها ف قال بإستغراب
أنا أسف بالنيابة عن أمي أنا مش عارف مين قالها صدقيني و
قاطعته سلمى
وانا متأكدة من دا أنا استحالة أشك فيك يمكن وقتها إنت اللي جيت في دماغي بس فوقت وانت استحالة تعملها.
ابتسم مهاب واعتدل يضمها
أنا مبسوط إنك واثقة فيا أنا بجد كنت قلقان ومتوتر كنت زعلان إن علاقتنا مش بتفضل كويسة لازم يحصل مشاكل في كل وقت.
ابتسمت بهدوء ثم قالت بإرهاق
المشاكل أساسية على فكرة بين أي اتنين بس مشاكل بسيطة ونحلها ونحاول منكبرهاش.
قرص خدودها وقال
يسلملي العاقل دا.
ابتسمت له بتعب ثم تذكرت الډماء ف رفعت الغطاء ثم نظرت له وقالت
كان كان في ډم!
قال مهاب بتوتر وهو يهرب بعينيه
أه أه ډم ډم كان عادي يعني.
نظرت له بإستغراب وقالت في نفسها
عادي إزاي
أردفت سلمى بإرهاق
أنا عايزة أروح
حرك رأسه بطاعة وقال وهو يذهب
طيب يا حبيبتي هنمشي أهو.
بعد فترة كانوا جالسين في السيارة ف فركت سلمى يدها وقالت
هو ممكن تاخدني الشقة اللي كنت عايش فيها لوحدك قبل الجواز
أدرك ما تعنيه وما تشعر به ف أمسك يدها وقال بحنان
طب والفيلا ما هي بيتك! الفيلا بتاعتك!
حركت رأسها بنفي وقالت
أنا بصراحة كنت مفكرة إننا هنعيش في الشقة
بتاعتك وقاسم برضو قالي كدا الشقة بحسها صغيرة علينا وحلوة على عكس الفيلا كبيرة ومفيهاش حد ف ينفع تاخدني على الفيلا
ضيق عينيه وقال
إنت بجد حاسة باللي بتقوليله ولا بتقولي كدا وخلاص علشان اخدك
حركت رأسها بنفي وقالت
والله الكلام من قلبي خدني الشقة بقى
ابتسم لها وقال
حاضر بس الموضوع لسه منتهاش.
نظرت له سلمى بعدم فهم ولكن قالت
حاضر الموضوع منتهاش.
..........................................
مرت أيام حدث فيهم الأتي
طلب مهاب من أمه بذوق أن تعتذر من سلمى ومن بعدها تركها وعدم محادثتها مرة أخرى.
عرف مهاب ما فعلته إنجي وأجبرها على الإعتذار لسلمى.
ذهب مهاب للطبيبة نهال وأخبرها بم فعلت فتاة الاستقبال وأخذها لرشوة من أخته ف إذا لم توافق على معاقبتها أو حتى طردها ف سيعاقبها هو.
وبالطبع تحسنت علاقة مهاب وسلمى كثيرا وتصريحها بإعجابها به.
أصرت سلمى على موقفها في بقائها في المنزل وترك الفيلا ف وافق هو على مضض لكن بعدها وافق بترحاب عندما وجدها فرحة بالقرار وأحس هو بالدفىء كام قالت هي.
خصص مهاب جزء من الفيلا وجعله مكتب له ولقاسم وكما قال قاسم عندما حدثه أنهم لديهم زبائنهم وجاءوا إليهم بالفعل.
..........................................
دلفت سلمى لغرفة النوم وهي تحمل بيدها عصائر وجدت مهاب يجلس على الفراش ويضع على ساقيه حاسوبه.
جلست بجانبه ولم يرفع هو وجهه عن الحاسوب ف زفرت بضيق وحمحمت لتجعل صوتها رقيق قليلا لتخفي غيظها منه همست برقة مصتنطعة وهي تجز على أسنانها
بقولك يا مهاب
رفع وجهه عن الحاسوب ونظر للعصائر وقال
مش قولت قبل كدا بحب القهوة عملالي عصير ليه
حركت كتفيها بملل وقالت
وهو إنت مش قولتلي قبل كدا القهوة مضرة اشربي عصير! ف أكيد مش هديك حاجة مضرة!
سلمى تطلب ومهاب عليه التنفيذ.
ابت
أمسك به مهاب پصدمة وقال
كنت هتحميني!
ضيقت عينيها وقالت بتبرير
ما هو من اللي عملته!
رمش بعينيه ببراءة مصتنعة وقال
وهو أنا عملت إيه
ضيقت عينيها بغيظ وقالت
مش عارف عملت إيه
أردف مهاب بثقة
أبدا.
نظر له ببرود وقالت
ولا أنا أعرف يا حبيبي.
أسند ظهره على الفراش بأريحية وارتشف القليل من العصير ثم قال
كنت عايزاني في إيه
إعتدلت وجلست بجانبه وقالت
عايزة أشتغل معاك
إعتدل بذهول وقال
بجد يا سلمى
إعتدلت هي الأخرى بتوتر
بجد! إنت مش موافق
مش موافق إيه لأ موافق طبعا.
ضيقت عينيها بإستغراب وقالت
أها أصلي استغربت.
إعتدل وقال بحماس
استغربت إيه دا أنا اللي استغربت!
أردفت سلمى بضحك
أوه إنك لمذهول.
نظر لها بغرابة وقال
إنك لغريبة فعلا.
ضحك الاثنين ف قال مهاب و اختفت ابتسامته ثم قال بجدية
المهم هتشتغلي يبقى بشروط ولو مش موافقة على الشروط يبقى مفيش شغل.
ضيقت سلمى عينيها بضيق وقالت
ما براحة عليا يا معلم مش كده! قوم إبلعني أحسن!
ضربها مهاب بضحك على ذراعها وهو يقول
بت بت ارجعي اتكسفي تاني ما تقرفيناش!
أزاحت يده بضيق وقالت
قول شروطك يا ابني خلصنا! وبعدين مش انت اللي كنت عمال تقول ما تتكسفيش اعتبرينا صحاب وكدا رجعت في كلامك ليه!
نظر لها وارتشف كوبه بهدوء
أقول الشروط
أجابت بإهتمام
قول
وضع الكوب على المنضدة بجانبه وبدأ بالقول
هتكوني معانا أنا أو قاسم بس وتلغي حوار إنك تتكلمي مع أي راجل ييجي في شغل غير للضرورة القصوى غير كدا لأ ولو شوفتك معرفش ممكن أعمل فيك إيه! أنا واثق فيك علشان كدا موافق وواثق إنك هتسمعي الكلام وهتحترميني وغير كدا عارف إنك عارفة ربنا وحرام تتكلمي مع راجل أجنبي عنك حتى لو في شغل كدا كدا مش هتحتك بأي راجل علشان هتبقي معايا أو مع قاسم أخوك.
انتهى من حديثه ونظر لها ف وجدها تنظر له بأعين لامعة وفجأة ارتمت بأحضانه ف ضمھا له بتلقائية وابتسامة.
إنت عارف أنا استغربت لما قولت شروط ديه علشان عارفاك إنك مش بتاع الحاجات ديه وتقيد حرية شخص وفي الأخر ألاقيك بتقول حاجات حلوة زي اللي قولتها.
ثم أكملت بسرعة وتلقائية
أنا بحبك أوي يا مهاب.
ضمھا أكثر بعدم استيعاب وقال
بتحبيني
لفت يدها حوله أكثر وقالت
فوق ما تتخيل إنت عملت عشاني حاجات كتير أوي واستحملني في عز ما انا كنت مش مستحملة نفسي وصبرت لحد ما اتعالجت ونفسيتي اتحسنت حتى