اسرار عائلتي
بإقتراح
طب هتكلم معاه أنا لما يرجع
تطلع إليها لثوان ثم نفى برأسه معترضا
لا خلاص هقوله أنا وقف بعد نهاية كلامه وصعد إلى غرفته ليستعد للذهاب إلى الشركة تاركا بدور تطالع أمجد بترقب ثم تساءلت
هنعمل ايه احنا دلوقتي
رفع كتفيه بجهل ثم فكر قليلا قبل أن يهتف
ايه رايك نطلع شوية أنا زهقت
وأنا موافقة يلا بينا بقى !
دخلت عبر الباب المؤدي إلى المطبخ مباشرة وهي تمسك كف شقيقها الصغير وتلقي عليه تلك الكلمات للمرة الرابعة منذ خروجهم من البيت
بص انت هتقعد جنبي ومتتكلمش خالص ومتتحركش من مكانك خالص اوك
أومأ سيف برأسه وتمتم بضيق
على فكرة دي رابع مرة تقوليهالي وأنا كل مرة بقولك حاضر حااضر مش هتحرك من مكاني خااالص !
ماما احنا جينا
إنتبهت كريمة إلى وجودهم فإبتسمت لهما بحب وقالت
اهلا وسهلا بيكم
ثم إنحنت فجأة لتحمل سيف بين ذراعيها تحت تذمره من معاملتها له كالطفل الصغير وهتفت بمرح
وحشتني اوي يا سفسف
زفر بضيق من ذلك اللقب الذي تطلقه عليه دائما وكاد يعترض لولا إنتباه الجميع إلى دخول ليلى المطبخ وهي تصيح بصوت عال
إنزعجت الخادمات من صوتها العالي وأجابت كريمة ببسمة متكلفة وهي تنحني ليقف إبنها على الأرض
كلهم راحوا للشغل يا آنسة ليلى وعبد الرحمن بيه خرج تقريبا ومفيش غيرنا احنا وعائشة وبراءة
بس تلاقيهم دلوقتي نايمين !
تأففت ليلى بضيق ثم جلست على إحدى الرخامات وتحدثت بتكبر مخاطبة كريمة
طالعتها رحمة بقرف وصاحت
انت بتكلميها كده ليه مش هتنقص منك حاجة لو قلتيلها ممكن تعمليلي الفطار لو سمحت
إلتفتت ليلى إلى رحمة التي كانت تحمل ملامح رقيقة أفسدتها عقدة حاجبيها الدالة على الڠضب فإبتسمت بإستفزاز ثم أجابت ببرود
دي مجرد خدامة هنا ولما اقولها تعمل حاجة لازم تقولي حاضر وتنفذ يعني مش مضطرة اطلب منها حاجة بالطريقة الي انت قولتيليعليها وبعدين انت مين
ميغركيش وشي الي مبين اني كيوت وضعيفة المظاهر خداعة أصلا وأنا مش هسمع حد يهين ماما واسكت !
رفعت ليلى حاجبيها وواصلت إستفزازها قائلة
اهاا انت بقى بنت الخدامة دي وأنا الي كنت فاكرة انك تبع واحد من شباب العيلة !
إشتعلت عيني رحمة وكادت تنقض عليها لولا إمساك كريمة لها لتمنعها ومحاولة بقية الخادمات للتفريق بينهما بينما خرج سيف من المطبخبخوف باحثا عن أي شخص يستطيع إيقاف ما سيحصل لكنه تفاجأ بشاب يجلس على أريكة بقاعة الجلوس ويمسك بذراعه اليسرى التيكانت ټنزف د ما وهو يعض على شفته السفلى پتألم
ياسر بيه
! ايه الي حصل
نظر إليها ياسر بطرف عينه وحاول إخفاء ملامح الألم عن وجهه وهو يراها تمسك بذراعه التي ټنزف تتفحصها ثم تصرخ بإحدى زميلاتها
جيبيلي علبة الإسعافات بسرعة يا علياء !
ركضت علياء لتحضر ما طلبته منها وإقتربت ليلى لتجلس بجانب ياسر من الجهة الأخرى ومسدت على ذراعه السليمة قائلة بقلق
انت كويس صح هو ايه الي حصل
أومأ ياسر بهدوء مصطنع وأجاب
مش عارف كنت ماشي في الشارع عادي فجأة لقيت واحد ضر بني برصاصة على دراعي لما بصيتله حسيت انه اتفاجأ وبعدها هربأعتقد انه كان قاصد حد تاني وضر بني أنا بالغلط !
كانت علياء قد حضرت بعلبة الإسعافات الأولية عند نهاية كلامه فصاحت ليلى مخاطبة كريمة
انت قاعدة كده ليه اتحرك اعملي حاجة لجرحه !
إلتفت ياسر إلى كريمة فوجدها تنفي برأسها ويديها ترتعشان إستغرب ذلك وكادت ليلى تصرخ بها ثانية لولا رحمة التي تدخلت قائلة بهدوء
ماما عايزة تقول انك لازم تروح لدكتور عشان يطلعلك الړصاصة
تجاهل ياسر كلامها وكذلك وجودها ثم وقف قائلا قبل أن يتجه للخروج من القصر
أنا هتصرف لوحدي محدش ليه دعوة بيا
!
إبتعد عن أنظارهم وكاد يعبر الباب الرئيسي للخروج لولا صوت سيف الذي أوقفه وهو يهتف بقلق
استنى يا عمو !
إستدار إليه ياسر وطالعه بإستغراب بينما واصل سيف ببراءته التي ټخطف القلوب
انت هتروح المستشفى وهتبقى كويس صح
إبتسم له ياسر رغما عنه ورغم أنه لا يعرف هوية ذلك الصغير إلا أنه أجابه بهدوء
ايوه متقلقش استنى انت هنا لحد ما ارجع وهتشوف ومنه نتعرف على بعض ايه رايك
إبتسم سيف بحماس وردد
موافق وعلى فكرة أنا إسمي سيف !
إرتشفت من كوب العصير الذي كان بين يديها وهي تجلس أمام أمجد في أحد المقاهي وتنظر إلى النيل المطل عليه بشرود أفاقها منه أمجدحين قال بمرح
هو انت كل ما تبقي معايا بتسرحي ويا ترى سرحانة في ايه المرة دي
إبتسمت له بخفة ثم أجابت بضحكة
عادي كنت سرحانة في حياتي الي اتغيرت بين يوم وليلة لما عرفت ان بابا عايش لا وكمان عنده عيلة كبيرة فيها تسعة اولاد وأنا البنتالوحيدة بينهم !
تطلع إليها أمجد بحنان وتساءل
ومبسوطة
مبسوطة اوي أنا عرفت معاكم يعني ايه عيلة بجد !
قالت ذلك ثم تنهدت قبل أن تردف وهي تنظر إلى كوبها
بس اتمنيت لو ماما تبقى معانا !
أخفض أمجد بصره بحزن ولم يعلم بما عليه أن يجيب لكنه حاول تغيير الموضوع قائلا بعد ثوان من الصمت
على فكرة أنا قررت اسمع كلامك واخطب ملاك
رفعت بدور نظرها إليه سريعا وتساءلت بفرحة
ده بجدد !
أومأ أمجد مؤكدا فصاحت بدور بحماس
يبقى هنعمل فرحنا مع بعض صح
رفع أمجد حاجبيه متمتما بتعجب
ليه هو انت وافقت على رسلان
أومأت برأسها بخجل فإبتسم أمجد بإتساع ثم تساءل بنبرة ماكرة
ويا ترى وافقت ليه مش كنت شايفاه زي أخوك
أخفضت رأسها بخجل وهي ترفع كتفيها مجيبة بصوت منخفض
عادي يعني أنا مش عايزة اسيب العيلة لو اتجوزت حد تاني
قهقه أمجد بصوت عال جذب إنتباه من بالمقهى فحاول إخفاض صوته حين قال
ماء !
ضحكت بدور بخفة متمتمة
بصراحة أنا أصلا تخيلتكم كده ساعتها !
قالت كلماتها تلك ثم عادت تنظر إلى النيل قبل أن تتابع كلامها هامسة ببسمة صغيرة
بس بصراحة حبيت المغامرة وقدرت أعرف تقريبا كل أسرار العيلة الي كانت بالنسبالي غامضة
تمتم أمجد بضحكة صغيرة
أسرار
أومأت بدور بتأكيد ثم أردفت بفخر
وأنا عرفتهم كلهم !
وقبل أن تسمح لأمجد بالحديث كانت هي تستطرد سريعا
لا استنى ! في حاجة واحدة لسه معرفتهاش !
هي ايه
نظرت إلى عينيه وتساءلت بحيرة
مرات عمي أحمد اڼتحر ت ليه
طالعها أمجد لثوان ثم ضحك قائلا
منصحكيش تعرفي لانك لو عرفت ممكن ترجعي تخافي مننا تاني !
إستفسرت بدور بفضول
ليه
نفى أمجد برأسه متمتما
أنا مش هقولك اسألي حد تاني لو عايزة !
كانت تجلس لوحدها بغرفة الجلوس بعد أن صعدت دينا إلى غرفتها لتحضر هاتفها عندما وجدت رجلا عجوزا يدخل البيت فجأة فنظرت إليهبإستغراب وتساءلت فور وقوع نظره عليها
انت مين
طالعها رشاد جدها باستغراب وقال
انت مين ايه يا هناء هو انت بقيت بتعرفي تهزري
توقعت هناء أنه أحد أقاربها لمعرفته إسمها فأجابت وهي تنفي برأسها
أنا مش بهزر أنا بجد مش فاكراك لاني فقدت الذاكرة
طالعها رشاد پصدمة سرعان ما تحولت إلى الملل هاتفا
في ايه يا بنتي هو انا اسيبك يومين ارجع الاقيك اتعلمت الهزار البايخ
نزلت دينا في ذلك الوقت وإستمعت إلى جملته الأخيرة فقالت بتوتر
ااء جدو ! هناء فقدت الذاكرة فعلا !
إلتفت رشاد إلى دينا مطالعا إياها پصدمة في نفس الوقت الذي ظهر فيه عامر من خلفها متقدما من والده وتحدث بهدوء
تعال فوق يا بابا وأنا هشرحلك
حول رشاد أنظاره إلى عامر والذي سحبه من ذراعه ليصعد إلى غرفته في الأعلى وفور وصولهم صاح رشاد بقلق
احكيلي يا عامر حصل ايه في غيابي
أجبره عامر على الجلوس على سريره ثم تنهد قبل أن يبدأ الحديث
هناء استغفلتني وقررت انها تكمل انتقا مها من وائل وراحت لحد فيلته مش عارف كانت ناوية على ايه بس الي عرفته بعدين انه قدرياخد منها عذريتها
قال الأخيرة بصعوبة غير غافل عن أعين والده المتسعة من الصدمة لكنه إسترسل كلامه قائلا
بس في ست طيبة شافتهم وهما داخلين للفيلا وحاولت تلحقها وأخدتها
عندها ولما هناء فاقت حاولت تنت حر ونطت من الدور الأول بسالحمدلله وقعت على كومة ورق شجر بس دماغها ضړبت في حاجة صلبة تقريبا عشان كده فقدت الذاكرة
زفر عامر في نهاية كلامه بعد أن
كان يشعر بغصة في حلقه أثناء حديثه رفع رأسه إلى والده ليجد ملامح الڠضب تغلف وجهه متمتما
يعني مش مكفيه انه السبب في مو ت بنتي وكمان ضيع شرف حفيدتي
حاول عامر تهدئته قائلا
هنشوف الموضوع ده بعدين يا بابا احنا دلوقتي لازم نلاقي حل للي حصل لهناء
سكت قليلا عند إنتهاء كلامه ثم أردف بتردد
الست الي اخدتها لبيتها عرضت عليا ان ابنها يتجوزها جواز صوري عشان يستر عليها
طالعه رشاد لثوان ثم قال بضيق
بلغها اننا موافقين مفيش في ايدنا حل تاني دلوقتي
دخل إلى مكتب والده بالشركة عندما أذن له بذلك فوجده شارد الذهن كما كان منذ البارحة إقترب منه وجلس على المقعد أمامه متسائلا
عامل ايه النهاردة
رفع محمد رأسه إليه ثم عاد إلى عمله متجاهلا إياه عندما علم مقصده لكن عدي واصل كلامه وكأنه يسمعه
حاسس انك مش على بعضك من أول ما شفت ماما امبارح
سكت يحاول إلتقاط ردة فعل من والده لكنه لم يجد فإسترسل كلامه متظاهرا بالتفكير
امم انت لسه بتحبها صح
نظر إليه محمد سريعا ثم نفخ بنفاذ صبر قبل أن يهتف
عايز ايه يا عدي
عايزك ترجع لماما
نطق عدي بتلك الكلمات بهدوء فرفع محمد أحد حاجبيه بدهشة متمتما
انت الي بتقول كده يا عدي انت ناسي انك كنت ھتموت بسبب إهمالها
نفى عدي برأسه وأردف
لا مش ناسي بس أنا مسامحها خلاص هي اه كانت مقصرة اوي معانا بس عرفت في الفترة دي انها طيبة خالص وعرفت انت ليهحبيتها زمان ولحد دلوقتي لسه بتحبها
إختتم حديثه بإبتسامة ماكرة فصاح محمد بحدة
خلاص يا عدي الي كان بيني وبين يمنى انتهى متفكرش في حاجة مش هتحصل !
عقد عدي حاجبيه بضيق وهتف بإعتراض
مش هتحصل ليه بابا انت لسه بتحبها وهي كمان لسه بتحبك فايه المشكلة
إلتزم محمد الصمت وهو ينظر إلى عيني إبنه عندما لم يجد جوابا لسؤاله فأردف عدي بجدية
أهل ماما الي كانوا السبب في انها تبقى مهملة ما توا وجوزها التاني واتطلقت منه ماما مبقاش عندها حد غيرنا واحنا مش هنسيبالقصر ونعيش معاها يعني هو حل من اتنين إما انك ترجعها او
اننا هنجيبها تقعد معانا